الشأن السوري

اشتداد الحصار على مضايا ينذر بكارثة إنسانية من جديد

تزداد معاناة سكان بلدة مضايا بريف دمشق يوماً بعد يومٍ مع تشديد الخناق عليهم من قبل نظام الأسد و ميليشيا حزب الله اللبناني وسط غياب شبه تام لكافة مقومات الحياة و تعتيم إعلامي و خذلان من الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية.

حيث أفاد مراسل “وكالة خطوة الإخبارية” في القلمون أن المعاناة عادت إلى بلدة مضايا وسط غياب أدنى مقومات الحياة، فبعد مرور أكثر من مئة يوم على دخول آخر قافلة مساعدات إلى بلدتي مضايا و بقين بتاريخ 13/5/2016 ،عاد الوضع الإنساني ليصبح كارثياً من جديد مع انعدام حليب الأطفال و ارتفاع أسعار المواد الغذائية، و انتشار حالات مرضية كثيرة أهمها السحايا و الروماتيزم حتى عند الأطفال، بالإضافة للأمراض النفسية.

photo_2016-08-09_13-51-21

و في هذا السياق أطلق ناشطون مناشدة يوم الأحد الفائت لإخراج الطفلة غنى قويدر البالغة من العمر تسعة أعوام ، أصيبت قبل أيام بطلق قناصي حزب الله من حاجز عبد المجيد أثناء ذهابها لإحضار (سيروم) من المستشفى الميداني لوالدتها المصابة بسوء التغذية، ما أدى لإصابتها بكسر متمدد بالفخذ بحاجة إلى إجراء عمل جراحي عاجل للتخفيف من آلامها وصراخها، فيما تعجز الهيئة الطبية اليوم عن تقديم أي علاج لها حيث أفاد أحد الأطباء هناك أنّ إصابتها بحاجة إلى جهاز تثبيت خارجي، و إلا فإن إصابتها ستؤدي إلى قصر قدمها، وتصبح إعاقة دائمة منوهاً إلى أنّ لدينا حالياً ست حالات اثنتين منها إصابات بالسحايا تحتاج أيضاً لعلاج فوري.، حيث أن هناك عدة حالات بحاجة لإخراج بينها حالات سحايا أصابها العمى الكامل .

و أشار مراسل الوكالة إلى أنّه ليس هناك أي بوادر أو ما يلوح بالأفق عن تفاوض بين جيش الفتح و الوفد الايراني لإدخال مساعدات إنسانية إلى البلدات التي تدخل في اتفاقية بلدات كفريا الفوعة الزبداني مضايا، في تناسي تام للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن آلاف المحاصرين هناك رغم كثرة مناشدات الأهالي و الناشطين لهم.

و ذكر مراسل الوكالة إنّ قوات النظام و ميليشيا حزب الله في حاجز عبد المجيد والنقطة الثالثة يستهدفان بقذائف B9 وبالرشاشات الثقيلة بلدتي مضايا و بقين بشكل يومي .

و في سياق متصل أفاد مراسل الوكالة أنّ البلدة المحاصرة تشهد نقصاً حاداً في المواد الغذائية، واعتماد بعض الأهالي على الزراعة التي حرمهم إياها حزب الله بحرقه المستمر للمحاصيل الزراعية ضمن سياسة متبعة ، يأتي هذا وسط غلاء فاحش وصلت نسبة  ارتفاع الأسعار إلى 1500% إن وجدت في بعض المحال التجارية، فالأسعار لكل كيلو غرام في البلدة : ( الزعتر 32000 ل.س- ملح الليمون 26000ل.س – الثوم 23000 – الخيار 2500 ل.س – البندورة 4000ل.س – الخس 1200ل. س – الكوسا 2300ل.س – العنب4500- التفاح2200 – التوت2200 شاي كرزة40000 – السكر 8000ل.س – طحين2600ل.س – الملح 4000ل.س – الحمص 2000ل.س – العدس 2000ل.س – البرغل 1200ل.س – الزيت  12000ل.س – علبة تونا 4500ل.س – رب البندورة 22000ل.س- كاز مصنع 3500ل.س – بانزين مصنع 7000ل.س – بانزين 14000ل.س -المازوت 7500ل.س).

و أضاف مراسل الوكالة “يعاني الأهالي من عدم القدرة على توفير المحروقات لطهي الطعام حتى الحطب أصبح نادراً وصولاً إلى صعوبة تأمين مياه الشرب بسبب انقطاع تام للكهرباء منذ سنوات، وعدم توفر المحروقات لتشغيل مضخات الآبار حتى أصبحت شبكات المياه جافة، ومقطوعة عن العمل ليواجه الأهالي صعوبة الحصول على الماء من العيون، والينابيع في البلدة .

و الجدير بالذكر أن الأوضاع الإنسانية المزرية في البلدة أدت إلى انتشار حالة من الكآبة بين جميع الشرائح العمرية وظهرت مشاكل نفسية و أمراض خطيرة أدت إلى التأثير على الحياة العامة للسكان المحاصرين و أيضاً دفعت البعض للانتحار فإن عدد محاولات الانتحار في مضايا 12 حالة خمسة منهم تحت سن 18 وعدد المصابين بأمراض نفسية مختلفة حوالي 500 حالة بحسب إحصائية للنقطة الطبية في مضايا الصادرة بتاريخ 15/7/2016 كما تحذر على لسان المسؤول عنها الدكتور محمد يوسف من انتشار أوسع لهذه الأمراض ومن حالات انتحار جديدة في البلدة إذا لم تتدخل الأمم المتحدة وجميع المنظمات العاملة على الأرض السورية لمنع حصول الكارثة.

و يذكر أنّ عام و نيف مضى على حصار مطبق فرضته قوات النظام، وميليشيا حزب الله اللبناني لبلدة مضايا التي تبعد أربعين كيلو متراً من العاصمة دمشق وتقع شمال غرب العاصمة، قضى خلاله قرابة 187 قتيلاً مدنياً بينهم نساء، وأطفال إمّا جوعاً، أو بتصعيد عسكري استهدف النظام والحزب فيه الأحياء السكنية بقصف بشتى أنواع الأسلحة بينما أصيب المئات بجروح، وعاهات دائمة، وأمراض مزمنة كما اتبعت سياسة التهجير القصري بحق الأهالي من أبناء مضايا، والزبداني، و وضعت الأسلاك الشائكة، والقضبان، والألواح الحديدية، والألغام التي أنهت حياة العديد لتحكم حصارها الخانق على حوالي 45 ألف مدني يعيشون ضمن بقعة جغرافية صغيرة.

IMG_5712

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى