علوم وتكنلوجيا

المشروع النووي الليبي .. حلم القذافي الذي لم يكتمل (فيديو)

انبثقت فكرة البدء بمشروع التسلح النووي الليبي في أواخر القرن الماضي وتحديداً في أواخر الثمانينات، لكن في إطارٍ سلمي، وفي العام 1995 م كانت ليبيا تستعد لتطوير مشروعها النووي لأغراضِ “غير سلمية”، إلا أنّه وفي عام 2003، تمّ حلّ قضية نزع السلاح الليبي بطريقةٍ سلمية، حين وافق الزعيم الليبي الراحل، معمّر القذافي على التخلص من برنامج أسلحة الدمار الشامل في بلاده، بما تضمنته من برنامج أسلحةٍ نووية.

المشروع النووي الليبي

ولو عدنا للتواريخ الدقيقة، فإنّه وفي عام 1968، أقرّت ليبيا بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عبر التوقيع عليها، كما أنّها أبرمت هذه المعاهدة في عام 1975، فضلاً عن إبرامها اتفاقية الحماية في عام 1980م.

ولكن وعلى الرغم من امتثال ليبيا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ، فقد أشارت التقارير إلى أنّ الرئيس الليبي آنذاك، معمر القذافي، قد قام بمحاولات فاشلة لبناء أسلحة نووية أو دخوله في اتفاقية لشراء أسلحة نووية من الدول النووية.

في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، قام القذافي بعدة محاولات لتسريع طموحاته نحو تحقيق برنامج أسلحة نووية فعال، وذلك عبر استخدام مصادر السوق السوداء النووية، لكن بعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991 م، سعى القذافي إلى حل الأزمات النووية الليبية مع الولايات المتحدة بهدف رفع العقوبات المفروضة على ليبيا، فاضطر إلى الاعتراف أخيراً بدحره برنامج أسلحة الدمار الشامل الليبي في تاريخ الت 19 من  كانون الأول / ديسمبر من العام 2003.

وبحسب ما أفاد به أحد الدبلوماسيين الأمريكيين في حكومة الرئيس، بيل كلينتون، ويدعى مارتن إنديك، فقد سعى معمر القذافي إلى احترام أكبر منذ بداية رئاسة بيل كلينتون في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

سيف الإسلام القذافي يريد أي يكون زعيم ليبيا فمن يقف وراءه؟!

ووفقاً لمقال نُشر في عام 2004 م من قبل الدبلوماسي الأمريكي، فإنّه وبحلول التسعينيات تخلى القذافي عن دعم العديد من الحركات العربية والأفريقية، وبدلاً من ذلك بدأ التركيز على رفع العقوبات ضد بلاده.

وذكر إنديك أنّ القذافي كان قد عرض التخلي عن أسلحة الدمار الشامل وفتح منشآته للتفتيش في عام 1999 م، وذلك ضمن إطار محادثات سرية عُقدت في ذلك الوقت مع حكومة بيل كلينتون.

أمّا بحسب الرواية الليبية، التي أزاح عن بعض تفاصيلها، وزير خارجية القذافي السابق، عبد الرحمن شلقمن فإن السبب وراء تخلي القذافي في نهاية المطاف عن أسلحة الدمار الشامل وبرنامج الأسلحة النووية تمثّل في رسالةٍ مسجلة عام 2001 من الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، والتي كانت تتوجه للقذافي بما يلي حرفياً: “إما أن تتخلص من أسلحة الدمار الشامل أو أن الولايات المتحدة سوف تدمرها بنفسها وتدمر كل شيء دون مناقشة “، الأمر الذي استدعى من المسؤولين الليبيين آنذاك عقد اجتماعاتٍ سريّة مع مجموعةٍ من المسؤولين البريطانيين والروس والأمريكيين، بهدف تفكييك البرنامج بشكلٍ رسمي.

وفي شهر آذار / مارس من العام 2003 (وتحديداً قبل أيّامٍ معدودة من غزو العراق)، اتصل مبعوثو القذافي الشخصيون بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ودار حديثٌ بين تلك الأطراف عن استعداد ليبيا لتفكيك برنامجها النووي.

تصريح لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة بحق النساء الليبيات يثير موجة غضب واسعة في البلاد

وبتوجيهٍ مباشر من معمر القذافي، قدم المسؤولون الليبيون للدبلوماسيين البريطانيين والروس والأمريكيين مجموعةً من الوثائق وتفاصيل إضافية حول أنشطة ليبيا الكيماوية والبيولوجية والنووية  إلى جانب الصواريخ الباليستية.

ووفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة، فقد سمحت ليبيا للمسؤولين الأجانب التابعين للدول الأجنبية الكبرى الثلاث بزيارة 10 مواقع مصنفة كسريّة حينها، وعشرات المعامل والمختبرات العسكرية الليبية للبحث عن أدلة على الأنشطة المتعلقة بدورة الوقود النووي والبرامج الكيميائية والصاروخية.

وفي شهر أكتوبر من العام ذاته، داهمت وكالات المخابرات الأمريكية سفينة شحن وصادرت شحنة من المعدات المتعلقة بالطرد المركزي في ميناء شمال البحر الأبيض المتوسط ​​كانت في طريقها إلى ليبيا.

وفي وقتٍ لاحقٍ، كشفت التحقيقات الأمريكية أنّ العديد من هذه المكونات تم تصنيعها بواسطة منشأة Scomi Precision Engineering في ماليزيا، وتم إنتاجها بتوجيه فني من الدكتور عبد القدير خان ومجموعة من المواطنين من المملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا.

المشروع النووي الليبي .. حلم القذافي الذي لم يكتمل (فيديو)
المشروع النووي الليبي .. حلم القذافي الذي لم يكتمل (فيديو)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى