الشأن السوري

خاص من لبنان|| مخيم “برج الشمالي” للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مثال عن معاناة الآلاف من الفلسطنيين

انتشر اللاجئين الفلسطينين منذ تهجيرهم قسراً في عام 1948، في عدّة بلدان، وكان أبرزها بلدان الجوار “سوريا ولبنان والأردن”، وبنيت لهم مخيمات مؤقتة على أمل العودة القريبة، سرعان ما تحولت لمخيمات دائمة نتيجة استمرار مأساتهم التي أصبحت واحدة من أكبر مآسي التاريخ الحديث.

واختلفت أحوال تلك المخيمات من مكان لآخر ومن بلد لآخر، وقدّ تتشابه بكثير من تلك المخيمات مشاكل اللاجئين الفلسطينين، وتتشابه قصصهم ومعاناتهم.

وفي لبنان، حيث يوجد عشرات وقد تصل لمئات المخيمات، تناولت وكالة “ستيب نيوز” أحد تلك المخيمات للوقوف على الوضع الراهن فيه، وتحدثت الصحفية اللبنانية “نور ابو شهاب”، عن مخيم “البرج الشمالي”، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتقول: “مخيم البرج الشمالي ويعرف بمخيم الشهداء، يقع في جنوب لبنان إلى الشرق من مدينة صور، وقدّ أُنشئ المخيم عام 1955 على مساحة 136 دونم، وهو يبعد ما يقارب 5 كم عن مدينة صور”.

وتضيف: “تقدر مساحتة بحوالي 134.600 متر مربع ويبلغ نصيب الفرد من هذه المساحة 10 أمتار مربع، أما نصيب العائلة فهو 60 متر مربع، ويبلغ تعداد سكانه حوالي 20 ألف نسمة، حسب إحصاءات 1995”.

وبيّنت “ابو شهاب”، أنّ معدل البطالة في برج الشمالي مرتفع، حيث يعمل الرجال كعمالة موسمية يومية في الزراعة ومواقع الإنشاء، ويعمل البعض كعمالة يدوية.

ولعلّ أبرز ما يتذكره أهل المخيم، المجزرة التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي إبّان اجتياح لبنان، حين قُصف أحد ملاجئ المخيم مما أودى بحياة 100 شخص، كما قتل 15 آخرون في مبنى آخر، وأقام السكان في مكان المجزرتين نصبين تذكاريين يحملان أسماء الشهداء.

وتتحدث عن أبرز المشكلات التي يعاني منها أهل هذا المخيم، والأسباب والحلول المقترحة لها، قائلةً: “يعرف مخيم البرج الشمالي من أكثر المخيمات فقراً ضمن دراسة أحصتها الأنوروا وهناك عائلات لا تستطيع أن تؤمن احتياجاتها الأساسية، إضافةً لانتشار البطالة وقلة فرص العمل”، مبينةً أنّ أهم الأسباب وراء ذلك أنّ الفلسطيني في لبنان محروم من مزاولة أكثر من ٧٢ مهنة.

وتشير إلى أنّه تنتشر أمراض مزمنة في هذا المخيم مثل (التلاسيميا) وهي تحتاج إلى أدوية شهرية وتكلفتها عالية، مما يصعب على أهالي المخيم تأمين العلاج، إضافةً إلى مشاكل في البنى التحتية، مثل طوفان الطرقات في فصل الشتاء وأسلاك الكهرباء العشوائية والمياه المالحة غير الصالحة للشرب، نتيجة غياب الرقابة وعدم الاهتمام من قبل المسؤولين.

وفي الحديث عن تعاطي السلطات مع أهل هذا المخيم، وردودهم حول المشاكل فيه، تتحدث عن أنّ السلطات تقوم بما يتوجب عليها، معتبرةً أنّ ذلك غير كافي، لأنه لا يوجد تعاون خارجي معهم أو تمويل لمشاريعهم، قائلة “يد واحدة لا تصفق”.

وتبيّن الأونروا “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، أنّ المخيم يقدم فيه ما يمكن من خدمات، حيث يوجد فيه “أربعة مدارس ومركز صحي واحد”، مشيرةً إلى أنّها تقدم الخدمات في 12 من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بينها هذا المخيم، بقدر المستطاع.

9122019 4

اقرأ أيضاً :

بالفيديو || سيول كارثية في لبنان وهاشتاغ “لبنان يغرق” يتصدر

بالفيديو|| الأوضاع المعيشية تدفع باللبنانيين للانتحار.. وهاشتاغ “لبنان ينتحر” يغزو منصات التواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى