الشأن السوري

تقريرٌ يكشف اجتماعاً سرّياً لخبراء غربيين رسم مستقبل سوريا

كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن اجتماع سريّ لـ30 خبيراً ومسؤلاً أوربيّ وأمريكيّ وروسيّ وسوريّ، رسموا خلاله صورة لـ المستقبل السوريّ، مؤكّدين على أنّ العقوبات ستزيد على نظام الأسد، وحالة اللااستقرار سترتفع في مناطق سيطرته.

وبيّن التقرير أنّ ورشة العمل هذه استمرّت ليومين، بحضور خبراء من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأميركا والأمم المتحدة وروسيا وتركيا وسويسرا وسوريا، بحثوا خلاله الإصلاح الداخلي السوريّ وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار واللجنة الدستورية والأوضاع العسكرية في شمال شرقي سوريا، وكذلك الحالة الاقتصادية.

أما عن مصير شرق الفرات، فقد تحدث التقرير عن التداخلات العسكرية المعقّدة، حيث لايزال وجود وسيطرة ميليشيا “قسد” بالمنطقة تثير تحفّظ تركيا والتي قدّ تواصل تحركها العسكريّ، بينما يبقى الوجود الروسيّ رمزياً على الأرض، أمّا الأميركي فهو يسيطر على الأجواء ويؤمّن معبراً مع العراق لإمداد قواته، ومن جهتها قوّات النظام السوري ستبقى عاجزة عن تغطية كامل المنطقة عسكرياً، بالوقت الذي لا ترغب فيه بتقديم تنازلات سياسية لـ”قسد”.

وعن مصير إدلب، فقدّ بيّن أنّ توقيت التدخل العسكري الشامل وعمقه في إدلب مبنيّ على تطورات الأوضاع شرق الفرات والتفاهم التركي – الروسي الجديد، إذ أنّ النظام السوريّ يرغب بالسيطرة الكاملة على المحافظة، لكنّه يصطدم بعدّة عوامل أبرزها الضغط التركيّ بخصوص اللاجئين، ووجود “هيئة تحرير الشام”، وعدم قدرته الحاليّة على تغطية مطالب المدنيين في المحافظة إذا ما سيطر عليها، إلّا أنّ هناك مؤشرات تشير إلى إعطاء النظام السوريّ، بدعم “موسكو” الأولوية للسيطرة على الطريقين السريعين بين حلب واللاذقية، وبين حلب ودمشق، امتداداً لتفاهم “روسي وتركيا” على فتح طريق حلب – القامشلي شرق الفرات.

اقرأ أيضاً : تقرير روسي: بتوافق (أمريكي- تركي- روسي) سيناريو متوقع يقضي بإستقالة الأسد!!

وكشف التقرير الحديث حول اللجنة الدستورية، حيث أوضحت أنّ النظام السوريّ، لا يرى مصلحة له بالاستثمار في اللجنة الدستورية، نظراً لما يمكن أن تحويه من مخاطر عليه، بينما المعارضة، يتحدث التقرير على إمكانية إشباع رغباتها بصورة غير مباشرة، ومن جهتها ترغب روسيا بإحراز تقدم باللجنة الدستورية، من أجل إقناع الغرب لتخفيف العقوبات وزيادة المساعدات على نحو تدريجي، نظراً للوضع الاقتصادي الروسيّ الغير مسّتقر والذي لا يسمح بتقديم دعم لا محدود للأسد.

وعن قانون “قيصر” أشار التقرير إلى أنّه ورقة ضغط أميركية قوية، وهي قابلة للتفاوض بسبب وجود بند تخفيف العقوبات أو إزالتها بيد الرئيس الأميركي، بينما لا يستطيع أيّ من حلفاء النظام السوريّ اتخاذ القرار لوحدهم ودعم إعادة الإعمار خوفاً من العقوبات، ويبقى الحلّ الوحيد أمام النظام للخروج من المأزق هو الانخراط بعملية سياسية أو الاعتماد على الموارد المحلّية من دون مساعدات خارجية، وهذا يحتاج إلى إجراء الإصلاحات وتحسين البيئة السياسية والأمنية بشكل عام من قبل النظام السوريّ، من أجل تحقيق تنمية تعتمد على السوريين بشكل أساسي.

وأعرب التقرير عن تخوّف الجميع من عمليات تغيير ديموغرافي للجغرافيا السوريّة في ظل ما يحدث في الشمال السوريّ، حيث يشهد موجات نزوح كبيرة، وقدّ تزداد إذا قرر النظام الاستمرار بالحملة العسكرية على إدلب، ما يعني تهجير الآلاف نحو مناطق “نبع السلام”، إضافةً لرغبة تركيا إعادة عدد من اللاجئين نحو المنطقة الآمنة التي تعزم على إنشائها، مما يثير قلق الجميع وسط ترقّب لمجريات الأحداث على الأرض.

اقرأ أيضاً : وزير الخارجية التركي: المنطقة الآمنة ستنقذ مستقبل سوريا السياسي 

23122019 2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى