سلايد رئيسي

طفل بوتين المدلل يكسر ظهر الشيشان.. أسرار العلاقة الوطيدة بين بوتين وقديروف وثمن الولاء المطلق

لفت الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أنظار العالم بخطابه الذي ألقاه أمام آلاف المقاتلين خلال عرض عسكري تزامن مع بداية الغزو الروسي على أوكرانيا تلبية لنداء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

رمضان قديروف والرئيس الروسي

أعلن قديروف أنه جهز 12 ألف مقاتل شيشاني لدعم الغزو الروسي على أوكرانيا، وذلك امتثالاً لطلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مما سلط الضوء على العلاقة الخاصة بين بوتين وقديروف.

تتبع جمهورية الشيشان إلى الاتحاد الروسي، وهي واحدة من 85 مقاطعة، لكن دائماً ما تطرح الأسئلة حول الثمن الذي يدفعه بوتين لكسب هذا الولاء الغريب من حاكم الشيشان دون غيره.

يمتلك حاكم الشيشان سلطة مطلقة على الرغم من أنه حاكم لإقليم يقع داخل دولة روسيا الاتحادية، لكن لديه جيش خاص به، يتكوَّن من جنود مدربين على أعلى المستويات، ومخلصين له شخصياً، يتلقون تعليمات جازمة بقتل أي عسكري خارج عن سلطة قديروف، على الأراضي التابعة له.

لإضافة إلى ذلك، ضم هذا الحاكم جزءاً من أراضٍ تابعة لجارته إلى الغرب، وهو يُخطِّط للقيام بخطوات مماثلة على حدوده الشرقية، يُصوِّر هذا الحاكم نفسه قائداً إسلامياً عالمياً، ويعمل على تنظيم واستضافة مؤتمرات دينية دولية، ويُبرم اتفاقات تعاون أمني وتدريب عسكري مع الدول الإسلامية الغنية في آسيا والخليج العربي، ويوسِّع من علاقاته مع جيرانه الذين لا يستطيع ترهيبهم، بينما تعتدي قواته الأمنية بانتظام على معارضيه المنفيين في الخارج وتقوم أحياناً باغتيالهم، كل تلك السلطة المطلقة وهذا النفوذ وهو حتى ليس بحاكم لدولة مستقلة، ولكن مقابل الولاء المطلق منقطع النظير.

اقرأ أيضاً: بالفيديو|| 10 آلاف مقاتل شيشاني يتعاهدون بالحرب تحت راية بوتين بقلب أوكرانيا.. والفوج (141) الآلي يتحرك

رمضان قديروف طفل بوتين المدلل

قتل والد رمضان قديروف عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما فقط، وذلك في انفجار استهدفه عام 2004، فورث ابنه الشاب قيادة الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز ومنذ ذلك الحين، توسَّعت سلطة قديروف خارج نطاق منصبه الرسمي كقائد لإحدى المقاطعات الروسية البالغ عددها خمس وثمانون.

خاضت الشيشان حربين داميتين مع روسيا دامتا مدّة عقد ونصف العقد، وخلَّفتا عشرات الآلاف من القتلى، ومن ثم فقدت الشيشان استقلالها الرسمي في عام 2000.

ولكن في حكم، رمضان قديروف، تمارس الشيشان الآن سيادتها أكثر من أي وقت مضى في العقدين الماضيين، ومن المرجح أن تتوسع هذه السيادة في المستقبل، حيث يبدو أن قديروف مُصِرٌّ على محاولة توسيع حدود نفوذه. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُبدي تجاهلا شبه تام لسياسات قديروف التي تُزعزع استقرار إحدى أكثر المناطق هشاشة في روسيا.

اقرأ أيضاً: موسكو تغير لهجتها الحادة تجاه كييف.. زاخاروفا تدلي بتصريحات مثيرة

كان بوتين يريد إبقاء الشيشان تحت السيطرة، وبالنظر إلى حجم التمرد في شمال القوقاز، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 1000 من العسكريين الروس بين عامَيْ 2009-2017، كان الاستقرار يُمثِّل أولوية موسكو الأولى في المنطقة.

لكن في السنوات القليلة الماضية، تراجع مستوى التهديد من المتمردين، وبدأت الحكومة الفيدرالية الروسية حملة كبرى لمكافحة التمرد قبل دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة سوتشي عام 2014.

وقامت قوات الأمن الروسية بقتل أو القبض على جميع قادة التمرد تقريباً، بينما غادر عدة آلاف من المسلحين والمجاهدين المنطقة للانضمام إلى تنظيم داعش وغيره في سوريا.

اقرأ أيضاً: بلد أجمل نساء العالم وشعبها ملحد يعشق الخرافات.. حقائق تسمعها لأول مرة عن أوكرانيا جارة روسيا

في الوقت نفسه، كثَّفت القوات الشيشانية الموالية لقديروف من ضغوطها على القطاع الشيشاني من المتمردين، مما أدى إلى إخلاء المسلحين للمناطق الجبلية في جنوب الشيشان.

وبحلول عام 2017، نجحت أجهزة الأمن الروسية والشيشانية في تدمير شبكات المتمردين المسلحة في المنطقة تدميرا شبه كامل، وقد سمح هذا النصر العسكري لقديروف بمتابعة الأولويات الأخرى، مثل فرض نفوذه على جيرانه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى