الشأن السوريسلايد رئيسي

درعا التي شهدت انطلاقة الثورة… هل تنجح هذه المرة بإسقاط الأسد “المُنهار أساساً”

بعد مرور عشر سنوات على الأحداث في سوريا، عادت درعا لتتصدر عناوين الأخبار، وعلى الرغم من أن هذا من المرجح أن يكون عابراً، حيث إنّ المجتمع الدولي يعاني منذ فترة طويلة من إرهاق الصراع فيما يتعلق بسوريا، إلا أنها فرصة أخرى للتركيز على الوضع الرهيب هناك.

درعا أفسدت انتصار الأسد

وجاء في مقال نُشر على موقع “ميدل إيست مونيتور”، أنه في الأيام الأخيرة، كان النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون يهاجمون درعا في جنوبِ سوريا بلا هوادة، حيث قتلوا مدنيين وحاصروا أحياء عدّة.

ويقول كاتب المقال، إنه من الواضح “شجاعة أهل درعا، الذين تظاهروا ضد الانتخابات الرئاسية المزيفة التي أجراها الأسد في أيار/مايو”، لقد أفسدوا بشكل أساسي انتصار الأسد.

وأضاف أن القصف الذي تتعرض له أحياء درعا اليوم هو انتقام من شقيقه ماهر الأسد، الذي تعرف قواته باسم الفِرْقَة الرابعة وتشتهر بقسوتها.

نهاية لغدٍ جديد

في حين أن تورط ماهر الأسد في الهجمات ليس أمر مفاجئ، إلا أن الحقيقة هي أنه من المفترض أن يكون هناك اتفاق لخفض التصعيد في سوريا يغطي مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك محافظة درعا. ويضيف الكاتب “لم يكن هجوم النظام ناجحاً، بل كان بمثابة نهاية لغد جديد، فقد تَكبد خسائر خلال الأيام الماضية لأنه يفتقر إلى الدعم الجوي الروسي، مما يثبت مدى أهمية روسيا للأسد”.

وقد وافق نظام الأسد على مناطق خفض التصعيد هذه في ختام عملية السلام في أستانا عام 2017، بوساطة من روسيا وإيران وتركيا، وقد ضمنت الدول الصديقة للنظام، روسيا وإيران، نتيجة أكثر قابلية للأسد ولم تطالب بتغييره، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن للنظام أن يلتزم بالمناطق المتفق عليها، وهو الحد الأدنى الذي ينبغي على الأسد القيام به، ولكن “الغطرسة والشعور بالخطأ متأصلان فيه لدرجة أنه يعتقد أنه لا يستطيع أخذ الأوامر من أحد، والمفارقة أنه لولا التدخل الروسي في صيف عام 2015، لكن النظام الآن قد انتهى على الأرجح”، حسبما ذكر الكاتب.

وتابع، إن الأسد كان قلقاً بشأن نتائج الاجتماع الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن أفعال روسيا في سوريا، من قصف المستشفيات على سبيل المثال، هي جرائم حرب، ومن غير المعروف بالضبط ما ناقشه بايدن وبوتين، ولكن من غير المرجح أن تكون سوريا على رأس جدول الأعمال، مما يعني أن الإفلات من العقاب الروسي من المرجح أن يستمر.

ومضى الكاتب بالقول، “في نهاية المطاف، لا يمكن الحديث عن “إعادة الإعمار” وعودة اللاجئين في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب مستمرة ولا تزال الدماء تراق، “إن وقف إطلاق النار شرط أساسي حتى قبل الحديث عن إعادة الإعمار”.

مشغل الحريق لا يستطيع إطفاءها

لكن النظام يشعر أنه فوق هذا الحد، لأن دول الخليج تريد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، ولا ينبغي أن تكون إعادة الإعمار حتى على جدول الأعمال لطالما أن الأسد هو الرئيس، بل ينبغي أن يكون على جدول الأعمال هو سؤال “كيف يمكن لمشغّل الحريق أن يصبح رجل الإطفاء؟”.

مع ذلك، هناك مخاوف من أن الملك عبد الله، ملك الأردن، أول حاكم عربي يوضح فكرة أنه ينبغي على الأسد أن يتنحى، كان يدفع بايدن إلى بناء خارطة طريق جديدة لاستعادة “سيادة ووحدة” سوريا دون معارضة فكرة بقاء الأسد في السلطة.

وتتمثل المخاوف الرئيسية للأردن في استعادة الاتفاقات الجمركية مع سوريا ولبنان مع مرور قوافلهما التجارية بشكل عام عبر الأردن إلى المملكة العربية السعودية، فضلاً عن إعادة اللاجئين إلى سوريا.

ويقول الكاتب إن “أي ذكر للسيادة لا معنى له مع التعدي الروسي والإيراني على مدى العقد الماضي”، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن الأردن كان جزءاً من مركز العمليات العسكرية بقيادة الأمريكيين في الجنوبِ السوري، للسيطرة على المنطقة عسكرياً وضمان عدم وجود جماعات مجهولة تهدد الحدود بين سوريا ومرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.

ويضيف “يشعر نظام الأسد أن الرياح تهب لصالحه، ويعني تفشي فيروس كورونا أن معظم الدول مشغولة بقضاياها الخاصة، وقد ساعدت الآثار الإقليمية لانفجار بيروت قبل عام، فضلاً عن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، في دفع سوريا إلى المزيد من التراجع في جدول الأعمال، الذي كان مقرر في أستانا، وعلى الرغم من أهمية هذه القضايا يجب عدم نسيان مأزِق الشعب السوري، ولا يمكن أن تتم إعادة الإعمار تحت قيادة حاكم لا يزال يقاتل وبيده دماء مئات الآلاف”.

وتسائل الكاتب، أنه في الوقت الذي نشهد فيه “النظام السوري يهاجم درعا، حيث كانت شرارة الانتفاضة السورية ضد الأسد في مارس/آذار 2011، هل ستكون درعا أيضاً بداية النهاية لنظامه؟”.

وعلى الرغم من حرص الأسد على وقف الحرب من أجل إعلان انتصاره وبدء إعادة الإعمار، إلا أن الحكومة السورية تعجز عن تأمين احتياجات أساسية للمواطنين، وعلاوة على ذلك، بتنا نسمع الآن أصوات كثيرة معارضة للأسد حتى في المناطق المعروفة بأنها موالية للنظام إلى حد كبير، مثل اللاذقية، وهذه علامة مشؤومة بالنسبة له، بحَسب الكاتب.

ويختتم، “الآن يجب أن نتساءل عما إذا كان الغضب والمظاهرات في درعا ضد الأسد ستمتد لمناطق أخرى، مع العلم أن الاقتصاد السوري منهار، والغالبية العظمى من الشعب السوري تعيش تحت خط الفقر، قد لا يكون هذا واضحاً”، لكن من الواضح أن اللاجئين السوريين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم في حين أن الأسد لا يزال في السلطة والإيرانيين لا يزالون يحتلون البلاد.

مواضيع ذات صِلة : خبير عسكري يكشف تمرد إيراني على مطالب روسيا.. وسبب تغيير القيادة الروسية لضابطها المفاوض في درعا

كما يعتقد الشعب السوري أن روسيا هي جزء من المشكلة وليست الحل، ويقول الكاتب “إن الدولة التي لعبت دوراً حاسماً في تدمير سوريا، لا يمكنها أن توفر علاجاً لمشاكلها”. ولا يفهم المجتمع الدولي ذلك، والأسوأ من ذلك، فإنه على ما يبدو أنه لا يريد.

شاهد أيضاً : قرية النساء الخالية من الرجال في سوريا بريف الحسكة

درعا التي شهدت انطلاقة الثورة... هل تنجح هذه المرة بإسقاط الأسد "المُنهار أساساً"
درعا التي شهدت انطلاقة الثورة… هل تنجح هذه المرة بإسقاط الأسد “المُنهار أساساً”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى