حورات خاصة

مشروع مصر العابر للقارات بلغت تكلفته المليارات.. كيف سيغير شكل القارة الإفريقية للأبد!؟

تقترب جمهورية مصر من وضع اللمسات الأخيرة على أكبر مشروع ينتهي عام 2024، ويعد أول طريق بري عابر للقارات يربط بين شمال إفريقيا وجنوبها بطول 10228 كيلومتراً.

حول مشروع القاهرة-كيب تاون وأهميته، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون العربية والإفريقية، الدكتور حامد فارس.

مصر تقترب من حلمها 

يقول الخبير في الشؤون الإفريقية: “يعدّ طريق القاهرة_ كيب تاون، أحد أهم المشروعات التنموية الحديثة الذي تسعى مصر إلى إتمامه كونه يهدف لزيادة حركة التجارة البينية بين مختلف دول القارة الإفريقية”.

ويضيف: “وهو أطول طريق بري يربط شمال إفريقيا وجنوبها، ويبلغ طوله 10228 كم، وقد أعلنت عنه الحكومة المصرية في منتصف عام 2015. يبدأ من الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط مروراً بعدّة دول انتهاءً إلى دول جنوب إفريقيا؛ ولذلك فهو يدمج أقطار القارة الإفريقية ويوسع حركة التجارة بين بلدانها، وسيكون محفزاً وميسراً لعمل الشركات الإفريقية في مصر والعكس”.

مشروع مصر العابر للقارات
مشروع مَصري عابر للقارات بلغت تكلفته المليارات.. كيف سيغير شكل القارة الإفريقية للأبد!؟

ويتابع الباحث المصري: “يعمل المشروع على تعزيز الاستثمارات المشتركة والاستفادة من التطور المستمر في الاقتصاد المصري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بمعيشة المواطن الإفريقي من خلال زيادة معدلات تدفق التجارة والاستثمار البيني، خاصةً وأن النقل يعدّ عقبة رئيسية للتنمية في إفريقيا على مدار العقود الماضية.

حيث كانت عملية نقل البضائع والمنتجات شاقة وهي أكبر عقبة تواجه رجال الأعمال والمستوردين والمصدرين؛ لذلك بدأت القاهرة في البحث عن طريق لنفاذ البضائع إلى جنوب القارة الإفريقية وكان هذا المشروع أحد أبرز هذه الحلول من خلال مروره داخل تسع دول بدايةً من مصر مروراً بالسودان و إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والجابون لينتهي في جنوب إفريقيا.

وعليه تتحول القاهرة إلى حلقة وصل لنقل البضائع من أوروبا و آسيا إلى إفريقيا في ظل الزيادة الملحوظة لحجم التبادل التجاري بين مصر ودول إفريقيا والذي يزداد سنوياً بشكل واضح أيضاً.

هذا الطريق سيكون دافعاً لتعظيم روابط القاهرة التجارية مع القارة السمراء لكون القاهرة ترتبط مع دول القارة بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية تأتي في مقدمتها اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الإفريقي (الكوميسا) والمكونة من 21 عضواً تمتد على مساحة 13 مليون كم، ويبلغ عدد سكانها 560 مليون نسمة وناتجها الإجمالي المحلي 770 مليار دولار.

وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين القاهرة ودول الكوميسا حوالي 3,9 مليار، وبإقامة طريق القاهرة _كيب تاون، سوف يتضاعف التبادل التجاري بينهم إلى أضعاف أضعاف هذه القيمة”.

أهمية طريق القاهرة-كيب تاون

الخبير في الشؤون العربية والإفريقية، يرى أن تنفيذ هذا الطريق سيكون له مردود إيجابي قوي على الدول التسع المشاركة فيه بشكل خاص وعلى القارة الإفريقية بشكل عام أيضاً”.

ويواصل حديثه: “اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية والتي بدأ العمل بها اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني الجاري 2021، وهي أحد المشروعات الرائدة في أجندة 2063، وهي الرؤية طويلة المدى للإتحاد الإفريقي الهادفة إلى تحقيق إفريقيا متكاملة و مزدهرة، وقد صدقت 33 دولة على الإتفاق المؤسس لهذه الاتفاقية من أصل 49 دولة، وبالتالي سيكون طريق القاهرة-كيب تاون خطوة تاريخية نحو السلام والازدهار”.

ويمضي في القول: “هو محور تنموي مهم لأنه يضم تسع دول إفريقية، وتمثل ثلث سكان القارة ونصف ناتجها المحلي وهو محور سيعزز تحقيق الاندماج داخل القارة الإفريقية وفق أطر جديدة تتجاوز التقسيم الجغرافي التقليدي لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة لتعظيم دور العمل الإفريقي المشترك باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على الأمن القومي للقارة الإفريقية وصولاً إلى إفريقيا التي نريدها.

وأؤكد أن هناك رؤية مصرية واستراتيجية واضحة لكيفية تحقيق الاندماج في القارة الإفريقية تتمحور حول الصناعة والتجارة بما ينقل القارة الإفريقية من مرحلة الفقر إلى مرحلة خلق الثروة”.

تكلفة مشروع مصر العابر للقارات

وحول تكلفة مشروع مصر العابر للقارات، الباحث المصري يقول إنَّ وزارة النقل المصرية أعلنت إنتهاء المرحلة الأولى من المشروع في المسافة من القاهرة حتى المنيا بطول 230 كم.

ويتابع: “المرحلة الثانية جاري العمل بها في المسافة من المنيا حتى محور ديروط، والمرحلة الثالثة من محور ديروط مروراً بأسيوط وسوهاج وحتى قنا، وهذا ما تم العمل به بإجمالي 1166 كم.

وما تم عمله داخل مصر بتكلفة تقترب من 26 مليار جنيه مصري حوالي 1,6 مليار دولار بنسبة 11% من إجمالي الطريق، وتم توفير التمويل من ميزانية الدولة.

وهذا الطريق سيكون له آثار إيجابية على حركة التجارة البينية بين الدول الإفريقية وعدد من المميزات أهمها اختصار مدة نقل البضائع إلى أسبوع بدلاً من 30 يوماً كان يستغرقها نقل البضائع عبر البحر”.

حاورته: سامية لاوند

افريقا 2
مشروع مَصري عابر للقارات بلغت تكلفته المليارات.. كيف سيغير شكل القارة الإفريقية للأبد!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى