الشأن السوريحورات خاصة

محلل عسكري يكشف لماذا تسقط مناطق إدلب بسرعة ومتى ستتوقف المعركة في الشمال السوري.. 

في خضم استمرار المعارك في الشمال السوري، ومواصلة زحف النظام السوري والمليشيات الإيرانية والطائفية التي تقاتل معه بدعمٍ من الطيران الروسيّ، باتجاه ريفي إدلب وحلب، يتبادر للأذهان أسئلة جمّة حول إمكانية النظام وحلفائه من السيطرة المطلقة على البلاد بعد 9 سنوات من الحرب.

وللحديث حول الأمر التقت وكالة ستيب الإخبارية، المحلل العسكري والسياسي، العقيد عبد الله الأسعد، والذي وضّح مايجري في ريفي إدلب وحلب عسكرياً وسياسياً.

وقال: “النظام يسير وفق خطة دولية معلومة، غايتها الوصول إلى الطريقين الدوليين” M4, M5″، حيث يظن هو وروسيا أنّه بسيطرتهم على الطرق الدولية وفتح المعابر البرّية، سيؤدي ذلك إلى انتعاش اقتصادي للنظام، وهذا أمر خاطئ لأن العقوبات الاقتصادية المفروضة لن تسمح بذلك”.

ويطرح” الأسعد” مثالاً، فالنظام حين سيطر على المنطقة الجنوبية وفتح معبر نصيب، توقع أن ينتعش اقتصاده، إلا أنّ العقوبات منعت ذلك، وعادت أمريكا وشددت تلك العقوبات على كل من يتعامل مع النظام تجارياً.

ويؤكد في الوقت نفسه أنّه لو لم يكن هناك حرب والوضع الأمني مستقر، لكان هذا الطريق الدولي يعتبر عصب النقل التجاري في المنطقة، فهو يربط الشمال بالساحل وبالمنطة الشرقية، ويصل حتى دمشق والمنطقة الجنوبية، فهو هام جداً في التحرك والنقل بعموم البلاد.

وحول الوضع العسكري يقول: “الدعم البسيط عسكرياً المقدم من تركيا لمقاتلي المعارضة بالشمال، لن يجعلهم قادرين على الصمود طويلاً أمام ترسانة حربية لثلاث دول (روسيا وإيران والنظام)”.

اقرأ أيضًا: خاص|| عميدٌ مُنشق يكشف الخطة ويوضّح إلى أين ستصل قوات النظام السوري بإدلب

معتبراً أنّه قد تبدلت أوضاع المعارضة عمّا كانت عليه عندما كانت تدعمهم 117 دولة سابقاً، فلم يعد هناك مصادر للدعم اللوجستي والعسكري كما قبل، لتكون قادرة على مجابهة عسكرية كبيرة.

ويضيف: “تختلف المعارك بين حلب وإدلب، فلكلّ منطقة خصائصها الجغرافية والعسكرية، فإدلب وريفها مناطق مفتوحة على بعضها، الأمر الذي يتسبب بسقوطها تباعاً بشكل سريع، بينما مناطق حلب وريفها، معظمها مناطق سكنية متراصّة مما يسمح بالتحام القوات المدافعة مع القوات المهاجمة، وبذلك تقلّ الخسائر ويتم تحييد سلاح الجو أكثر، وتصبح المعارك ذات بعد استراتيجي أكثر”.

وعن تركيا يتحدث “الأسعد”، بأنها حتى اليوم لم تدخل إلى جانب قوات المعارضة السورية كما دخلت إيران وروسيا إلى جانب النظام السوري، واكتفت بالمساعدة اللوجستية لهم، إضافة للدخول فيما يحفظ مصحلتها بحماية الحدود الجنوبية لها مع سوريا.

وفي ختام حديثه يؤكد أنَّ النظام السوري سيصل إلى آخر شبر من الأراضي السورية بفضل الدعم الروسي والإيراني، مع استمرار تخلي العالم أجمع عن المعارضة و مقاتليها وصمتهم أمام الكارثة الإنسانية والمجازر التي تحدث يومياً في سوريا.

وكانت التحليلات والأخبار المتداولة مؤخراً تتحدث عن اتفاق مُسبق بين الدول المتقاتلة على الأرض السورية ذاتها مع بعض الفصائل المحسوبة على المعارضة، حول ترك النظام السوري وحلفائه يسيطرون على الطرق الدولية المارّة بريف حلب وإدلب، إلا أنّ الأنباء التي ترد من طرف النظام السوري وروسيا لا تزال تتحدث عن استمرار القتال حتى الوصول إلى آخر شبر من الأرض السورية، في ظلِّ صمتٍ دولي تام، يتخلله بيانات تنديد، وجلساتٌ لمجلس الأمن تنتهي غالباً بفيتو “روسي صيني”، يطلق رصاصة الرحمة على أمل  الوصول إلى حلّ ينهي المأساة السورية بدون عنف أو قتال، وبالوقت نفسه يعطي للنظام و ميليشياته الدافع لاستمرار زحفه وقتاله وانتقامه مما تبقى من أراضٍ تسيطر عليها المعارضة.

اقرأ أيضًا: بالفيديو|| عدسة “ستيب” ترصد التحصينات التركية داخل سراقب.. ومحلل سياسي يكشف سبب كثرة الأرتال التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى