الشأن السوريحورات خاصةسلايد رئيسي

خاص|| محلل سياسي يكشف لـ”ستيب” تطور الأحداث العسكرية بإدلب ولماذا يتجنّب أردوغان المواجهة؟

تحدثت مصادر سياسية مؤخراً عن تبدّل بالعلاقات والآراء السياسية التركية باتجاه روسيا وإيران، وعودتها لتحسين علاقاتها مجدداً مع أمريكا والحلف الغربي من جهة، ومع بعض الدول العربية التي تواجهت معها سياسياً خلال الفترة الماضية.

ويأتي تبدل الموقف التركي هذا بعد التطورات العسكرية التي حصلت في شمال غرب سوريا، حيث تجاهل النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران تحذيرات تركيا وواصل مساعيه بالسيطرة على مناطق المعارضة في إدلب وحلب، إضافةً إلى استهداف النقاط التركية هناك بشكلٍ مقصود وقتل عددٍ من الجنود الأتراك.

وحول ذلك التقت وكالة ستيب الإخبارية بالمحلل السياسي، نصر عبد الرزاق فروان، والذي كشف عن جدّية تحوّل الموقف التركي وعودته إلى سابق عهده، مع الحلف الغربي وأمريكا.

حيث قال: “كنّا نتوقع أنّ الأحداث الميدانية المتتالية في شمال سورية، ستشهد تطورات متلاحقة وسريعة، خاصةً بعد مقتل وجرح عددٍ من الجنود الأتراك وبعد التحشيدات العسكرية التركية الكبيرة والمهولة، وأيضاً تقدم وسيطرة قوات النظام السوري على مساحات واسعة وبسهولة والتي هدفها الوصول إلى باب الهوى”.

وأضاف: “جاء هذا بعدما استعادت قوات النظام  مؤخراً، السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وقد طلبت تركيا من روسيا إنهاء الهجوم الذي بدأته قوات النظام السوري، الحليفة لموسكو، في شمال المحافظة، إلا أننا تفاجأنا بخطاب الرئيس التركي البارحة حيث أكد على المهلة التي أعطاها لقوات النظام  للانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها في ريف إدلب حتى نهاية شباط / فبراير الحالي”.

وبين” الفروان” بأنّ هذا  يوحي أنّ الرئيس التركي يبحث عن تسوية سياسيّة ويحاول تجنّب المُواجهة، وما يُمكن أن يترتّب عليها من خسائر عسكرية وسياسية، خاصةً وأنّ روسيا طرف مباشر في تلك المواجهة.

وأشار إلى أنّ” أردوغان” لو كان يُريد المُواجهة فعلًا لأقدم فوراً عليها ودون سابق إنذار، إلا أنّ الموقف التركي في إدلب لا يزال “شديد التعقيد والغموض”.

واعتبر في الوقت نفسه أنّ التطورات العسكرية على أرض إدلب، والاشتباك المباشر بين القوات السورية والتركية، أديا لخلق واقع ميداني وسياسي جديد، ونقلا المواجهة لتصبح مباشرة بين “دمشق وأنقرة”، لأول مرّة، وليس حرباً بالوكالة كما ظلت لسنوات بين دمشق والمعارضة السورية المدعومة من تركيا.

اقرأ أيضاً : خاص|| وزير الإعلام الأردني السابق يكشف لـ”ستيب”: “تركيا “الأردوغانية” لا تستطيع معاداة روسيا”..وهذا ماستفعله في سوريا

ويعتقد “الفروان” أنّ “أردوغان” سعى فعلياً لإحداث صدام أو هدد بمثل هذا الصدام لاختبار موقف “الناتو”، وخاصةً موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نجح في ذلك وظهرت النتائج البارحة في الاجتماع الأخير لـ”الناتو” وتأييده لتركيا وزيارة المبعوث الأمريكي “جيفري” لتركيا وتصريحاته الداعمة لأردوغان.

وأوضح أنّ تركيا لا تستطيع أن تستغني عن الناتو بشكل عام وعن أمريكا بشكل خاص، وكذلك الناتو لا يستطيع أن يستغني عن تركيا، إنما علاقة تركيا بروسيا كانت مجرد تلويح وتهديد وضغط على الولايات المتحدة الأمريكية خاصةً بعد المحاولة الانقلابية على أردوغان، والتي كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بينما عادت أمس تصريحات مسؤولين أتراك توحي باعتبار روسيا وإيران دولتين معاديتين واتهامهما بمقتل الجنود الأتراك.

وقال: “السبب الرئيسي لتأخر العملية التركية هو عدم موافقة روسيا على فتح المجال الجوي ومنذ ساعات حتى حصلت تركيا على موافقة مبدأية من الناتو لاستخدام غرفة المراقبة الجوية والتي من خلالها يتم تفعيل منظومة الباتريوت، وهذا لأن تركيا تضع خطة متكاملة وتحسب حساب أن لا تترك وحيدة بدون غطاء الناتو.

وتحدث أيضاً عن توقّعات بأن يقوم وزير الخارجية التركي بزيارة للسعودية بعد الزيارة التي قام بها أردوغان البارحة إلى الباكستان، معتبراً أنّ هذا الحراك السياسي الجديد له دلالاته وفي مقدمتها إنهاء حالة الصراع والمتافسة بين الجانبين التركي والسعودي، وهذا سينعكس حتماً عن علاقة باقي الأطراف الأخرى مع بعضها البعض كقطر والإمارات وتكوين حلف جديد، يعتقد “الفروان” أنه سيكون له تأثير كبير خاصة على مسألة تسريع انهيار وسقوط النظام الإيراني ومحاصرة روسيا.

وفي ظل هذه التطورات في الموقف التركي المعقد، تجري زيارات مكوكية للمسؤولين الروس والأتراك بين موسكو وأنقرة، بهدف محاولة تهدئة الأوضاع في سوريا من جهة، ولجم تركيا عن العودة إلى الحلف الغربي من جهة ثانية لاستمرار تحقيق روسيا لمصالحها التجارية والسياسية بالمنطقة بدعم من حليف أساسي مثل تركيا.

اقرأ أيضاً : الناتو يكشف عن موقفه تجاه التحرك التركي بإدلب.. وقاذفات الصواريخ التركية تصل إدلب (فيديو)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى