مسابقة خطوة 2014

حي المزة في عين الثورة

اسم المتسابق : عبد الرحمن الشامي

 

ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

 

 

يقع حي المزة في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة دمشق على سفح جبل المزة بالامتداد نحو الغرب

يمتد الحي على مساحة /7750/ هكتاراً، تبدأ من “ساحة الأمويين” شرقاً و حتى منطقة السومرية غرباً ومن “جبل المِزَّة” شمالاً إلى منطقة كفرسوسة جنوباً .

يقطن في حي المزة طبقات مختلفة و متنوعة من الناس منهم السكان الأصليين و العديد من العائلات الدمشقية إضافة إلى أهالي الساحل أغلبهم يسكن في حي المزة 86 .

و يضم الحي العديد من المنشآت التعليمية و الثقافية و الحيوية منها كلية الآداب و الطب البشري و الأسنان و الصيدلة و الإعلام و المركز الثقافي العربي و العديد من السفارات العربية و الأجنبية و العديد من الوزارات و المراكز الأمنية و العسكرية التابعة لقوات النظام كما يحتوي على مطار المزة العسكري و المشفى العسكري “601” و سجن المزة و عدد من أفرع المخابرات .

شارك الحي في الحراك الثوري منذ بداية الثورية السورية حيث خرجت أول مظاهرة في الحي من جامع عمر بن عبد العزيز بتاريخ 25-3-2011 في يوم جمعة سماها الثوار (جمعة العزة) و توجه المتظاهرون إلى أوتوستراد المزة و قطعوا الطريق الواصل إلى ساحة الأمويين .

و تتالت خروج المظاهرات من مختلف مساجد الحي يوماً بعد يوم و هتف المتظاهرون بفك الحصار عن درعا إلا أنّ قوات النظام استخدمت القوة و الرصاص الحي و الهراوات لفك هذه المظاهرات كما استخدمت أسلوب الاعتقالات العشوائية لزرع الخوف في قلوب الأهالي إلا أن الثوار لم يكترثوا لهذا بل زادهم ذلك إصراراً على المضي في هذه الثورة المباركة , فكانت المظاهرات تكبر أكثر و تتسع رقعتها في مختلف أنحاء الحي .

قدمت المزة أول شهيد لها في 3-8-2011 و هو الشهيد عامر بزازة الذي استشهد في حي الميدان خلال مظاهرة مسائية خرجت من جامع الدقاق ، وقد زفت الشام ابنها بعرس يليق به وسط حشود ضخمة.

و يعد تاريخ 15-2-2012 نقطة تحول كبيرة للثورة السورية في أرض المزة حيث استشهد أسامة شعبان و هو أول شهيد سقط عل أرض الحي , حيث شيع الأهالي الشهيد بأعداد كبيرة من مسجد المزة الكبير في شارع الشيخ سعد الذي يعتبر أحد أهم شوارع الحي و توجه المشيعون إلى مقبرة المزة لدفن الشهيد من ثم توجهوا إلى اوتستراد المزة و بدأوا بالهتاف ضد النظام .

في اليوم التالي خرج الأهالي بمظاهرات في معظم مناطق الحي للتعبير عن غضبهم لاستشهاد أسامة إلا أن قوات الأمن واجهت المتظاهرين بالرصاص الحي فسقط ثلاثة شهداء و في اليوم التالي خرج أهالي الحي في تشيع مهيب رغم برودة الطقس و تساقط الثلوج , امتلئ شارع الشيخ سعد من بدايته لنهايته بالمشيعين و بمشاركة نسائية واسعة , حيث اعتبر هذه التشييع أكبر مظاهرة خرجت في دمشق و تبعد عن القصر الجمهوري 900 متر فقط .

وكان لحرائر المزة دور فعال في الحراك الثوري على أرض المزة ، فقد خرجن بالعديد من المظاهرات المناوئة لحكم بشار الأسد .

الحراك السلمي :

شهدت شوارع الحي حراكاً سلمياً شأنه بهذا شأن معظم أحياء العاصمة دمشق , حيث سطرت كتيبة الرجل البخاخ و كتيبة شهداء المزة السلميتين أروع عبارات الحرية بسواعد غاضبة تكسر حاجز الخوف و تطفئ نيراناً أحرقت آلاف الصدور على جدران الحي , كما جهزت مناشير الحرية لرميها في مختلف شوارع الحي .

كما شارك الحي بعدة فعاليات منها إضراب الكرامة و إضراب الياسمين و ياسمين الشام .

و قام الثوار بقطع عدة مرات الطرق الرئيسية مثل اوتستراد المزة و شارع الشيخ سعد و المتحلق الجنوبي حيث شاركوا بفعاليات غليان دمشق الأول و الثاني .

تحول الحراك السلمي للعسكري :

مع بدء عسكرة الثورة واكب الحي هذا التطور و كان تاريخ 19-3-2012 أُولى معالم العسكرة في الحي حيث شهد الاشتباك الأول بين قوات النظام و الجيش الحر في أحد الأبنية بمنطقة الفيلات الغربية بالقرب من فرع الأمن السياسي و كانت تهدف هذه المجموعة لاغتيال عميد الأمن السياسي

كما شهد الحي لعدة اغتيالات لأعوان النظام و عدة تفجيرات استهدفت أكشاك و مخبرين النظام

اقتحام المزة 22-7-2012 :

بدأت وحدات من الجيش الحر تتوغل في منطقة المزة بساتين و ظهرت بشكل جلي بتاريخ 16-7-2012 حيث نفذ عدة عمليات في المنطقة و استهدفوا دوريات لعناصر الأمن و مدرعتين و عدد من القناصين على أبنية كلية الطب و مجلس الوزراء كما سيطروا على كتيبة الصاعقة في حي الإخلاص و الملاصقة لمبنى مجلس الوزراء كما استهدفوا المبنى بقذائف الأر بي جي .

هذا ما دفع قوات النظام لحشد قواته لاقتحام الحي بتاريخ 22-7-2012 و تم قطع الكهرباء عن الحي أثناء هذه الفترة كما الحال في معظم أحياء دمشق
وفي فجر يوم الأحد اقتحمت قوات النظام الحي حيث حشد النظام أكثر من 30 دبابة و حوالي 3000 مجند من قوات الحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة و المخابرات الجوية على المتحلق الجنوبي و اوتستراد المزة فقررت الكتائب المتواجدة على الأرض الانسحاب من الحي خوفا على أرواح المدنيين و لعدم قدرتها على المواجهة لوقت طويل .

فدخلت قوات النظام الحي وسط إطلاق كثيف للنيران و حرق و نهب المحال التجارية و البيوت و اعتقال المدنيين بشكل تعسفي بتهمة التعاون مع كتائب الجيش الحر في الحي .
كما قامت بعدة إعدامات ميدانية بحق الأهالي و قامت بتدمير منطقة الحابسية بشكل كامل في حي الإخلاص و جرفت مزارع الصبارة التي تمتاز بها المزة بشكل كامل و جرت اعتقالات عشوائية طالت أغلب أهالي الحي .

الوضع الأمني :

قام النظام بعد الاقتحام بنشر الحواجز الأمنية على مداخل الحي و في مناطق متفرقة منها حيث تقوم بتفتيش المارة و السيارات تفتيش دقيق و بلغ عدد الحواجز الثابتة في الحي أكثر من 30 حاجز منها :

حاجز الرازي و نزلة الأكرم و الإخلاص و الفرن الآلي و رئاسة مجلس الوزراء و حاجز ال 86 و حديقة الطلائع و ساحة الضباط و السيتي مول و المشفى العسكري و غيرها الكثير .

و بسبب الوضع الأمني خف الحراك الثوري في الحي مما اضطر لكثير من ثوار الحي الخروج منه إلى الريف الدمشقي و لكن ما زالت أعينهم موجهة إلى هذا الحي و يتوعدون بأن النصر قادم و ما زالوا على ما بدأوا به ألا و هو إسقاط هذا النظام .

 

عب د الرحمن الشامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى