حورات خاصة

محلل وخبير سياسي روسي يكشف لـ”ستيب” السيناريو المتوقع في إدلب عقب انتهاء مهلة أردوغان

أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانية، في الآونة الأخيرة، إلى أن أكبر عقبة أمام إدلب في تركيا هي عدم القدرة على استخدام المجال الجوي، وهو ما يقوض التحرك العسكري التركي في المحافظة، وللحديث أكثر عن التفاصيل والعقبات المتعلقة بعدم تمكن تركيا من استخدام المجال الجوي في إدلب، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الكاتب الصحفي والمحلل والخبير السياسي الروسي، دينيس كوركودينوف، والذي أجابنا على عدة أسئلة متعلقة بالمحور المذكور.

في رأيك ، ما الذي يمنع تركيا من استخدام المجال الجوي في إدلب؟

إنَّ تصعيد النزاع في محافظة إدلب السورية هو “اختبار لقوة” العلاقات الروسية- التركية. وعلى الرغم من الخطاب العسكري للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، فإن أنقرة معرضة للخطر في إدلب ، حيث إن روسيا ، التي تتمتع بميزة عسكرية في المجال الجوي السوري ، يمكنها ضرب المواقع التركية في أي وقت.
والآن، تمنع موسكو، من خلال طيرانها الحربي، تقدم القوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من قبلها، والغرض من ذلك هو إظهار تصميم روسيا على الدفاع عن النظام السوري، وكذلك الالتزام بأحكام مساري أستانا وسوتشي.
وفي الوقت نفسه، يُعد حظر المجال الجوي السوري مهمًا كإشارة على الالتزام بالتحالف ما بين روسيا ودمشق بشكل رسمي، والتحقق من استعداد تركيا لمهاجمة الأهداف الروسية، تماشيًا مع أنشطة الاستخبارات في منطقة الحرب، في حين أنَّ تحليق الطيران الحربي الروسي بالقرب من المواقع العسكرية التركية في إدلب يعتبر مخاطرة روسية أو تنظيم متعمد أو غير مقصود لـ “أزمة طائرة” أخرى ، وفي حالة تكرار مثل هذه الأزمة ، تحتفظ أنقرة وموسكو بالحق في رد فعل سياسي يشمل بلدان حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وحاليًا، تستخدم روسيا طريقة منع المجال الجوي السوري فقط لردع القوات التركية في إدلب عن ارتكاب أعمال قد يعتبرها الكرملين غير مرغوب فيها أو غير ودية. فيما تعتمد أنقرة اعتمادًا كبيرًا على مهام الطيران العسكري الروسي في قتال الجيش العربي السوري، وفي هذا الصدد، فإن حجب السماء السورية عن تركيا يشكل عقبة كبيرة أمام إمكانات الهجوم التركي في إدلب.

أشار الرئيس التركي إلى أن بلاده ستتغلب قريبًا على العوائق التي تحول دون استخدام المجال الجوي ، فكيف ستكون طريقة التغلب على هذه العوائق، وهل ستكون في إطار دعم جانب أو اتفاق مع روسيا وإيران، باعتبارهما طرفين ضامنين لثلاثي أستانا؟

استأنفت أنقرة مؤخرًا الحوار مع واشنطن بشأن نشر بطاريات باتريوت الأمريكية لمنع الغارات الجوية على المواقع التركية في شمال غرب سوريا، وبحسب المصادر، فإنَّ أردوغان يخطط لنشر أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية في مقاطعة هاتاي الجنوبية، كما يجب التنويه إلى أنه يحق للولايات المتحدة، وفقًا لخطة وكالة الدفاع الصاروخي لعام 2018، أن تنصب أنظمة باتريوت على “أرض التدريب المتقدمة” في مدينة غازي عنتاب ، مما سيعقد بشكل كبير رحلات الطائرات العسكرية الروسية فوق إدلب.

من بين أمور أخرى ، خلال القمة المقبلة للجنة الرباعية الدولية (روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا) ، والتي ستعقد في 5 مارس/آذار2020 في إسطنبول، سيكون الموضوع الرئيسي للمحادثات هو تصرفات قوات الفضاء العسكرية الروسية في سوريا. يعتزم رجب أردوغان مناشدة فلاديمير بوتين بطلب إلغاء حظر المجال الجوي السوري من أجل تقدم الجيش التركي.

في المقابل، فإن الزعيم التركي ، كما هو متوقع في الكرملين ، سيوافق على سيطرة روسيا على بعض المناطق التي تعتبر مهمة بالنسبة لها في إدلب.

هل يمكن القول أن تركيا لم تتحرك عسكريًا حتى لحظة إدلب؟ أم المعارك التي بدأت وانتهت بعد ساعات قليلة في الريف الغربي من حلب وإدلب الشرقي تعتبر في سياق العملية العسكرية التركية؟

يُعتقد تقليديًا أن تركيا تقدمت في إدلب بقدر ما سُمح لها بذلك، وعلى الأقل ، فإن أنقرة إذا لم تنسق أعمالها مع موسكو فقد تكون ارتكبت خطأً بالهجوم في إدلب.
وعشية قمة المجموعة الرباعية الدولية في الخامس من الشهر القادم سيكون من الصعب للغاية على أردوغان شرح ضرورة مهاجمة مواقع قوات النظام السوري، خاصًة وأنَّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طالب مرارًا وتكرارًا بضبط النفس في إدلب، حيث بإمكاننا الاعتبار أنَّ تركيا لا تستطيع التصرف في إدلب إلا بالتوافق مع موسكو، وإذا لم يتفق رؤساء الدول في 5 مارس ، فربما تقوم أنقرة بهجوم جديد في إدلب ، لكن دون أن يكون مرسومًا ببال السياسيين الأتراك أي تصور لرد الفعل الروسي.

برأيك ما هو السيناريو المتوقع بعد انتهاء المهلة التي منحها الرئيس التركي للنظام السوري، والتي تنتهي مع نهاية الشهر الحالي؟

صرّح الرئيس التركي مرارًا وتكرارًا بأنَّ الجيش التركي لن يغادر إدلب حتى يسيطر عليها بالكامل، وفي هذا الصدد، لا يمكن أن نتوقع أن تستمر الهدنة في شمال غرب سوريا لفترة طويلة. على أي حال ، لدى قوات النظام السوري دافع كبير للغاية لطرد الأتراك من إدلب، لذلك ، إذا تم إبرام هدنة فلن يحترمها أي من أطراف النزاع.

اقرأ أيضًا: تزامنًا مع قصف رتلٍ له بإدلب.. أردوغان يهدد باستخدام المجال الجوي في إدلب ويذكّر بنهاية المهلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى