الشأن السوريسلايد رئيسي

أسعد الزعبي لستيب|| هذا ما ينتظر إدلب في ظل الخلافات التركية الروسية

يواصل الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، ووزير دفاعه، خلوصي أكار، إطلاق تهديدات للنظام السوري، وحليفه الروسي، حول عزمهم استئناف عملياتهم العسكرية في إدلب، بحال تواصلت خروقات هدنة “وقف إطلاق النار”، التي تمَّ الاتفاق عليها يوم الخميس الماضي، من جانب النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة له.

ورغم أنَّ هدنة “وقف إطلاق النار” التي بدأت قبل أسبوع، من شأنها تحديد مصير مستقبل الشمال السوري، وما يتبعه من خطوات أخرى نحو الحل السياسي، إلّا أنَّ توتر العلاقات الروسية-التركية، وتزايد حدّة التصريحات من قبل الجانب التركي، يلوّح بفشل قريب للهدنة.

وحول ما قد تؤول إليه الأوضاع في الشمال السوري، على خلفية تبادل الاتهامات بين الطرفين التركي – الروسي، ولمعرفة ما ينتظر مصير محافظة إدلب، التقت وكالة ستيب الإخبارية مع المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد الطيار المنشق “أسعد الزعبي”، وكان الحوار التالي:

وجّهت روسيا اتهامات لـ تركيا خلال تصريحات لوزارة الدفاع، باندماجها مع “الإرهاب” في إدلب، في الوقت الذي اتفق فيه الرئيسان التركي والروسي على خفض التوتر بينهما، برأيك كيف سيكون الرد التركي؟

الاتهامات والكذب هي دومًا صفة السياسة الروسية، ليس فقط في الملف السوري، بل في أوكرانيا وفي كل الملفات، تمامًا كما اتهمت المعارضة مرارًا باستخدام السلاح الكيمائي، هذا حال لسانهم دومًا.

أمّا حول “خفض التوتر”، فهي عبارة فضفاضة لا يمكن فهمها إلّا من خلال بروتوكول متفق عليه تفسيرًا وموقّع عليه من قبل مجلس الأمن، وإلّا سنبقى في دوامة خفض التصعيد السابقة.

بحال لم تستطع روسيا تحقيق مطلب الرئيس أردوغان بانسحاب النظام السوري إلى ما خلف خطوط سوتشي، كيف ستتصرف بالشمال السوري؟

الانسحاب لعصابة النظام سيتم وهذا ما دفع دول في مجلس الأمن لرفض الطلب الروسي حتى لا يتم تثبيت الوضع الحالي والنظام وإيران يعلمون تماماً أنه لابد لهم من العودة ولذلك يحاولون الحشد ربما للتهديد أو لتنفيذ مغامرة جديدة ولكن أؤكد لك عودتهم بالسلم أو بالقوة

ما هي الخطوة القادمة بعد انسحاب النظام إلى ما خلف خطوط سوتشي، بحال تم تنفيذ الخطوة عن طريق المفاوضات أو العمل العسكري؟

الخطوة التالية، وهي تنفيذ مضمون سوتشي، هناك إجراءات دولية، ودور أمريكي كبير للضغط والعودة إلى الحل السياسي، لأنَّ الدور المرسوم لتركيا و روسيا، ينتهي بتطبيق اتفاق سوتشي.

عسكرياً، هل ستستطيع تركيا تأمين بطاريات الدفاع الجوي “باتريوت” من الولايات المتحدة؟ أم ستستخدم المنظومات الخاصة بها؟ وهل ستردع هذه المنظومات الطيران الروسي في حال فشلت المفاوضات واندلع صراع عسكري بينهما؟

تركيا تستطيع امتلاك باتريوت، بحال أرادت، ومعروف تمامًا أنَّ هناك شروطًا لابد من التنازل بها لأنها أدركت عسكريًا أنها لا تستطيع استخدام صواريخ “سام” ضدَّ الطيران الروسي. لذا لابد من الرضوخ لبعض الشروط الأمريكية.

وعند الضرورة، عند تركيا عدّة خيارات عسكرية للتصدّي للطيران الروسي، سواء من الجو أو الأرض، وهي قادرة على تعويض النقص بقدرات تملكها من التصنيع المحلي، والجميع يعلم أنها قادرة على معادلة القوة الروسية، بل التفوّق عليها.

اقرأ أيضاً : قمّة ثلاثية مشتركة حول إدلب والكرملين يكشف إمكانية المواجهة العسكرية بين موسكو وأنقرة

هل يمكن القول أنَّ العلاقات بين الضامنين الروسي والتركي لن تعود إلى سابق عهدها، بعد أحداث إدلب الأخيرة؟

أساسًا لم تكن العلاقة موضع ثقة بينهما، كـ علاقة “الزواج بالإكراه”، وحصلت مصلحة مشتركة بينهما، لكنها ليست ضرورية، وعند الضرورة لفكّها، فإنَّ الطلاق بينهما سهل، لأنَّ العلاقة لم تكن بلروابط التي يمكن القول إنها متينة.

اقرأ أيضاً : نائب بحزب العدالة والتنمية يكشف لـ”ستيب” توقعات تركيا من اجتماع “بوتين- أردوغان” بشأن إدلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى