“يعرفه جميع أهالي إدلب” دمر النظام عيادته ومنزله ولكنه رفض الهجرة لمساعدة الفقراء.. وهذه رسالته (فيديو)
لم تكن الصواريخ والقذائف والمدافع والهجرة لتقف عائقاً في طريق نجاحه وإصراره على متابعة عمله الإنساني، في ظل أحلك الظروف التي شهدتها المدن السورية المختلفة.
ففي يومٍ أليم، دمرت طائرات النظام السوري عيادته ومنزله الكائنين في بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، ولكن ذلك لم يكن ليقف أمام صموده وإصراره على متابعة عمله، فانتقل إلى بلدة قاح على الحدود السورية التركية مستأجراً.
الدكتور محمد سعيد، اسمٌ يعرفه جميع أهالي إدلب، يراعي الفقير فيعالجه مجاناً دون تذمر، يبتسم دائماً رغم معرفته بمرارة الواقع السوري.
اليوم هو يوم الصحة العالمي والعالم يمرّ بأشد أزمة منذ عقود، أزمة فيروس كورونا، توجّه مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” رغم خطورة الوضع إلى عيادة الدكتور محمد سعيد، ليحكي قصة دكتور رضي بالبقاء ومساعدة الفقراء على الهجرة وجني الأموال في القارة العجوز.
مرّت ظروف قاسية عليه، أثناء عمله الإنساني في مداواة المرضى والمصابين في منازلهم مع بدايات الثورة السورية، خوفًا من التسلط الأمنّي لنظام الأسد على الكوادر الطبية والتمريضية في محافظة إدلب.
اقرأ أيضاً : شاهد || لست شحاذًا لأنني أعيش تحت الأنقاض.. أنا بائع متجول عمري 3 أعوام!
واجبه الإنساني أجبره على البقاء بين أبناء بلدته لمداواتهم ورعايتهم صحيًا، رغم أن الفرص الذهبية التي عُرضت عليه في الخارج كانت كثيرة، وجميعها قابلها بالرفض القاطع، على خلاف أقرانه من الأطباء الذين تركوا بلدهم سوريا غارقةً بشلالات من الدماء مقابل العيش برفاهية.
قضى الدكتور محمد سعيد، السنوات الأولى من الثورة السورية، حاملاً حقيبته الطبية يلاحق الجرحى والمصابين من الثوار، في أيام امتنع فيها الكثير من الأطباء عن استقبال الجرحى خوفًا من ملاحقة النظام الأمنية لهم أو قصف عياداتهم ومنازلهم بالمدفعية والطائرات الحربية، كما حدث مع الدكتور محمد سعيد.
مع كلّ كلمة كانت عيناه المليئتان بالأمل وبغدٍ أجمل، يحرقانه شوقاً لمنزله الذي دمره طيران النظام السوري قبل احتلال بلدته وطرد أبنائها منها، لتحط به الرحال بمنزل وعيادة بالإيجار في بلدة قاح التي تكتظ بالنازحين الذين لايبخل عليهم بمساعدته الطبية المجانية معظم الأحيان.
