حورات خاصة

هل يسبق نووي السعودية قنبلة إيران؟.. مسؤول إسرائيلي يجيب

كثرت مؤخراً تحذيرات إسرائيلية بشأن اقتراب إيران من صنع “قنبلة” إثر تفاهمات نووية محتملة بين طهران وواشنطن، وسط مخاوف من تحرك دول عربية للمطالبة بالحصول على أسلحة نووية لا سيما المملكة العربية السعودية التي أشارت تقارير إلى أنها طلبت من الولايات المتحدة الموافقة على برنامج نووي مدني مقابل التطبيع مع إسرائيل.

ولفتت تقارير عبرية إلى أنه رغم جهود إسرائيل في عرقلة البرنامج النووي الإيراني، فإن طهران اليوم أقرب من أي وقت مضى لإنتاج قنابل نووية وتحميلها بصواريخ باليستية بعيدة المدى.

يقول الدكتور مئير مصري، عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي: “لدى إسرائيل قناعة راسخة بأن النظام الإيراني يسعى إلى الحصول على السلاح النووي”.

ويضيف لوكالة ستيب الإخبارية: “الأرشيف الإيراني الذي حصل عليه الموساد يؤكد ذلك، عوضاً عن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذب طهران المتكرر بخصوص برنامجها السري ذو الطابع العسكري، حيث تخطت نسب تخصيب اليورانيوم الحد المسموح به بمراحل كبيرة”.

ويتابع: “أقول إسرائيل، وليست حكومة إسرائيل، عن عمد. لأن رغم الانقسامات التي تشهدها البلاد، إلا أن السياسية حيال نووي إيران تحظى بتوافق وطني واسع؛ لذلك لن تقبل إسرائيل باتفاق لا يحتوي على الضمانات الكافية التي تمنع إيران من تملك السلاح النووي، وأحد هذه الضمانات هو تدمير البرنامج وفقاً لآلية معينة اقترحتها الحكومة على إدارة الرئيس بايدن”.

مصري يزيد: “لدينا في إسرائيل ثقة كبيرة في حليفنا الأمريكي، ولكن هذه الثقة ليست مطلقة. لقد تعهدت الولايات المتحدة في السابق لكوريا الجنوبية واليابان بعدم السماح لبيونغ يانغ بالحصول على أسلحة دمار شامل. والجميع يعرف ماذا كانت النتيجة؛ لذلك ينبغي علينا الاعتماد على قدراتنا الذاتية في الضغط على المجتمع الدولي وفي التدخل العسكري إذا لزم الأمر”.

ويردف: “أعرف إنني كررتها كثيراً بشكل أثار سخرية البعض، ولكني أؤكد، وعن علم، بأن إسرائيل لن تترك إيران تحصل على السلاح النووي مهما كلفها ذلك”.

مخاوف إسرائيل من حصول دول عربية على النووي

في تصريحاتٍ له، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن حصول إيران على السلاح النووي سيدفع دولًا، مثل السعودية وتركيا ومصر، لتعزيز قدراتها الدفاعية؛ مما قد يُدخل الشرق الأوسط بأكمله في دائرة الصراع.

تعليقاً على مخاوف إسرائيل من حصول دول عربية كـ مصر والسعودية والإمارات على أسلحة نووية، يقول مصري: “بعيداً عن التقارير، موقف الدول المذكورة واضح في هذا الخصوص، وهو رافض لامتلاك أسلحة الدمار الشامل”.

ويواصل كلامه: “كما أن هذه الدول موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية للعام 1968. الحديث هنا هو عن برامج نووية مدنية. إسرائيل لن ترحب، وهذا رأيي الشخصي، بإقدام تلك الدول على خطوة من هذا النوع؛ ليس لعدم ثقتها في جيرانها وشركائها العرب، وإنما خشية أن يؤدي ذلك إلى تسابق نووي في منطقة ملتهبة وغير مستقرة”.

هل تقبل إسرائيل نقل تكنولوجيا نووية إلى السعودية مقابل التطبيع؟

نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عن مصدر دبلوماسي لم تسمّه، إن “الرياض طلبت من واشنطن الموافقة على تطوير برنامج نووي مدني مقابل التطبيع مع إسرائيل”.

السياسي الإسرائيلي حول موقف تل أبيب وإذا ما كانت ستوافق على نقل أي تكنولوجيا نووية إلى الرياض مقابل تطبيع العلاقات، قال: “لا أظن ذلك، ولكنه تقييمي الشخصي”.

وفي ظل الأنباء عن تمسك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتخصيب اليورانيوم على أرض المملكة، هل لدى إسرائيل حل وسط يقوم على تصدير الوقود النووي الجاهز إلى السعودية مثلاً؟

رداً على هذا السؤال يقول مصري: “هناك حلول عديدة جرى التطرق إليها. ما أستطيع أن أؤكده هنا، هو أن للطرفين، أي إسرائيل والسعودية على حدٍ سواء، الرغبة في تخطي العقبات والتوقيع على معاهدة سلام على غرار ما تم التوقيع عليه مع الإمارات والبحرين عام 2020”.

ويضيف: ” ليس ذلك من منطلق العشق والغرام، وإنما عن قناعة متبادلة بأن العلاقة المباشرة والشفافة تساهم في تصفية المشاكل وحل النزاعات. فلسفة المقاطعة وإشعال النيران في كل مكان لم تخدم القضايا العربية في القرن الماضي”.

وتساءل: “من الأكثر تأثيراً على إسرائيل، الإمارات أم الكويت؟ المغرب أم تونس؟ من طبع أم من يقاطع؟ التطبيع يفتح المجال لممارسة الضغوط على الدولة المُطبع معها والاشتباك مع الأطراف المختلفة لمصلحة الدولة المطبعة. فكرة إضعاف الخصم من خلال مقاطعته بها قدر كبير من الصبيانية والغشامة”.

ويرى أن “السعودية التي أصبحت اليوم اللاعب الأساسي على الساحة العربية، ولا سيما في ظل تراجع الدور المصري، مدركة تماماً لهذا الأمر”.

وتدير السعودية برنامجاً نووياً ناشئاً تستهدف التوسع فيه ليشمل تخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن خططها للتوسع في إنتاج الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وكشفت السعودية خلال إعلانها تفاصيل موازنة 2023، عن إنجاز عدّة أعمال رئيسة لمشروع بناء أول محطة نووية في السعودية لإنتاج الكهرباء.

ووضعت المملكة خطة طموحة لدخول إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، إذ تسعى إلى إضافة نحو 17 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2040.

ومن المقرر أن تكون أول مشروعات الطاقة النووية في السعودية مكونة من مفاعلين بسعة مجمّعة تبلغ 3.2 غيغاواط، تستهدف وضعهما على خطوط الإنتاج خلال السنوات الـ10 المقبلة.

كما تخطط المملكة للاستفادة من مواردها الغنية من اليورانيوم في دعم أول محطة طاقة نووية، إذ تستطيع السعودية إنتاج أكثر من 90 ألف طن من اليورانيوم، وهو ما يكفي لتوفير الوقود للمحطات النووية التي تسعى لبنائها.

هل تمتلك إسرائيل أسلحة نووية؟

فيما يتعلق بامتلاك إسرائيل لأسلحة نووية، قال السياسي الإسرائيلي مئير مصري: “سياسة إسرائيل الرسمية منذ نصف قرن تعتمد مبدأ عدم التأكيد وعدم الإنكار”.

ويضيف: “صراحةً، ليست لدي معلومات دقيقة في هذا الشأن. ولكن ما هو مؤكد هو أن إسرائيل محاصرة بالأعداء منذ استقلالها وأنها لم تهدد يوماً أحداً من جيرانها. الحروب التي خضناها فُرضت علينا.

هناك كذلك نقطة مهمة في هذا الخصوص ينبغي أن تُذكر: لم يسبق لإسرائيل أن وقعت على معاهدة عدم الانتشار، كما أن المصادر الأجنبية التي تفيد بأن بحوزتها أسلحة نووية، وأكرر إنني لست على علم بهذا الملف، تشير جميعها إلى أنها حصلت على تلك الأسلحة قبل العام 1968. من المنظور القانوني إذن، ليس هناك ما يدين إسرائيل إن كانت تلك التقارير صائبة”، على حد تعبيره.

ستيب: سامية لاوند

 السعودية
هل يسبق نووي السعودية قنبلة إيران؟.. مسؤول إسرائيلي يجيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى