قصص خبريةالتقارير المصورة

أين الإنسانية منها.. أصعب ما يمكن أن يمرَّ به الإنسان تسرده أمُ نازحة (فيديو)

لم يكن الشتاء لينتهي بسرعة ويسهل على نازحة سورية، مصاعب اقتلاع خيمتها الخفيفة كل فترة.

فكانت مع كل ليلةٍ ماطرة ذات رياحٍ شديدة، تجلس وترتقب بعينٍ خائفة إذا ما كانت تلك الخيمة المهترئة.

التي تحمي رغم خفتها عائلتها البسيطة، ستطير مع الرياح أم ستصمد بعد يومٍ قاسٍ.

تعيش “أم محمد”كـ أم نازحة مع ابنها وزوجها المريضين بظروفٍ معيشية صعبة.

رافقتها طيلة فترة نزوحها من قريتها الأم الدرابلة في ريف حماة إلى ريف إدلب الجنوبي.

ومن ثمّ جبل الزاوية وأخيراً حط الرحال بها وعائلتها في مخيمات “كللي” شمال إدلب.

أين الإنسانية منها.. أصعب ما يمكن أن يمرَّ به الإنسان تسرده أمُ نازحة (فيديو)

 حيث الطرق الوعرة وتحديات التأقلم مع هذه الحياة القاسية.

ما كان الحديث سهلاً لأمٍ نازحة ولم تكن الكلمات لتقوى على إنشاء تلك الجملة التي تجمع في طياتها كل معاناتها دفعةً واحدة.

ولم تكن لتقوى على منع دموعها من أن تزرف ببطىء خشيةَ أن يراها زوجها أو ابنها المريض فتصيبهما كآبة.

تتحدث “أم محمد” والدموع لاتفارق خديها على طفلها الوحيد الذي بلغ الرابعة من العمر، ومازال غذائه الوحيد هو الحليب.

ولايستطيع المشي على قدميه، بسبب المرض الذي أحل به ألا وهو ضمور في دماغه.

أوضاع إنسانية صعبة

تنظر إلى محمد الصغير بتمعنٍ شديدة وكأنها تراه للوهلة الأولى، تتخيل في الكثير من الأحيان أنه عاد طفلاً سليماً.

وتتأمل شفائه قريباً من مرضه واللعب مع أقرانه من الأطفال.

تقول “أم محمد” إنَّ ابنها يحتاج إلى مبلغ مالي كبير لإجرّاء عمل جراحي له، ولكنها لم تستطيع تأمين المبلغ المطلوب.

فالأرض التي كانت تملكها أصبحت تحت سيطرة النظام السوري في سهل الغاب.

ولا تستطيع التصرف به لتنقذ طفلها الصغير والوحيد.

بعد لحظات من الصمت القاتل المليء بنظرات حزن، تشير بيدها إلى زوجها المريض.

الذي لايستطيع العمل ومساعدتها بمصروف البيت من أدوية وغذاء وأبسط الأمور الأخرى، قائلةً: “أنا المعيل الوحيد لهما”.

من خلال مشاهد من داخل خيمة أم محمد، تبدو وكأنها قطعة قماش بين صخور كبيرة.

لاتلبث أن تطير مع أول نسمة رياح مهما كانت بسيطة.

لا سيّما أن المنطقة تُعرف بشدة رياحها فهي تقتلع الأشجار في بعض الأحيان.

تنام “أم محمد” على حصيرة رقيقة ممزّقة، يلامس جسدها التراب الذي تأقلم على أنفاسها.

ذاك التراب الذي يبتلُ في كل مساء بماء عينها المالحة المليئة بقصص وروايات أبطالها مرضى.

وفي زاوية الخيمة تجد إسفنجة واحدة ينام عليها ابنها وزوجها المريضين.

في حين تبدو الخيمة فارغة من كل شيء، عدا عن بعض أدوات المطبخ البسيطة.

شاهد أيضاً : “يعرفه جميع أهالي إدلب” دمر النظام عيادته ومنزله ولكنه رفض الهجرة لمساعدة الفقراء.. وهذه رسالته

حال “أم محمد” يصعب على جميع جيرانها في المخيم.

رغم النزوح والتشرد الذي حل بهم في مخيمات بلدة كللي الصخرية شمال غرب إدلب.

شاهد أيضاً : لست شحاذًا لأنني أعيش تحت الأنقاض.. أنا بائع متجول عمري 3 أعوام!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى