ديني

وآخره عتق من النار .. أحد أشهر الأحاديث النبوية فهل هو صحيح أم ضعيف؟

أحاديث نبويّة

من عادة الناس زيادة التقرّب الى الله تعالى في شهر رمضان بالطاعات والعبادات, وكثير ما تسمع حديث يتردد هنا وهناك عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام (أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار), فهل هو حديث صحيح مسند أم أنه حديث ضعيف؟

حديث نبوي - رمضان أوله رحمة

وآخره عتق من النار، حديث صحيح أم ضعيف:

نُقل عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قوله: {أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار }

وضعّف الحديث الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة، حديث رقم: 871 وقال: منكر.

وروي أيضًا من حديث أبي هريرة أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. 

رواه ابن أبي الدنيا والخطيب وابن عساكر وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع ، حديث رقم : 2135 ، وقال عنه في السلسة الضعيفة: 1569 : منكر.

معنى الحديث المُنكر:

 

قال الشيخ عبد الرحمن السحيم: الحديث المنكَر مِن أقسام الحديث الضعيف.

والحديث الوارد في تقسيم رمضان إلى ثلاثة أقسام ، وأن أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ، وآخره عِتق من النار ؛

حديث ضعيف، كما بينه الشيخ الألباني رحمه

رأي الأزهر في الحديث:

 

قال الدكتور أحمد المالكي أحد علماء الأزهر، أن هناك حديثًا ضعيفًا عن أن شهر رمضان مقسم ثلاثة:

أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار.

هذا الحديث ليس له أساس من الصحة وضعيف جدًا، لأن رحمة الله واسعة وفي كل الأوقات.

ويغفر الله -عز وجل- الذنوب جميعًا لعباده وليس محددًا الوقت في شهر رمضان للمغفرة أو الرحمة أو العتق من النار كما قيل.

 

الحديث الكامل:

رُوي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: {خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار …}.

تفنيد ضعف الحديث:

قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد: يتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة،

وحكم المحدثين عليه بالنكارة، إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر.

مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية: العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار

وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث.

وأيضاً : في الحديث { من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة }

وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة والفريضة فريضة في رمضان وغيره ،

وفي الحديث أيضاً :

{ من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه }

وفي هذا التحديد نظر ، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره.

ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار.

للحديث القدسي { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

دلائل على ضعف الحديث:

قال الشيخ محمد صالح المنجد ان الحديث المسئول عنه هو جزء من حديث طويل.

أخرجه الإمام ابن خزيمة في صحيحه ، والبيهقي والطبراني، وضعفه المحدثون والحديث ضعيف سندا ومتنا.

أما السند:

فيه انقطاع ، لأن سعيد بن المسيب لم يحفظ له رواية عن سلمان الفارسي.

وأن في الحديث علي بن زيد بن جدعان، وضعفه غير واحد من المحدثين ، منهم الحافظ ابن حجر و أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني،

وحكم عليه آخرون بأنه حديث منكر، كأبي حاتم الرازي والإمام العيني، والشيخ الألباني .

ولا يحتج من ناحية السند بإيراد ابن خزيمة له في صحيحه، فإنه لما ساق الحديث قال: إن صح، وهذا يعني عدم القطع بصحته.

أما من ناحية المتن:

إن الحديث يحصر الرحمة في عشر، والمغفرة في عشر، والعتق في عشر ،

ورحمة الله تعالى ومغفرته لا تنقطع ، وعتقه لعباد له من النار هو موجود على الدوام ,من أول ليلة من ليالي رمضان ،

فلا يجوز الأخذ بالحديث ، لأن فيه تضييقا فيما وسعه الله تعالى على عباده ، وحكرا على فضل الله الواسع.

تحذير:

فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حذّر من الأحاديث الضعيفة، ودعا التثبت من درجتها قبل التحديث بها، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان.

ويجب انتباه الدعاة لضعفه ، وما يشمله من أمور لا يمكن القطع بصحتها، بل الواجب التنبيه على ضعفه وبيان رحمة الله تعالى الواسعة.

فضل قراءة القرآن في شهر رمضان:

 

قال الدكتور أحمد المالكي أحد علماء الأزهر الشريف إن العلماء استحبوا ختمة القرآن ولو مرة واحدة في شهر رمضان الكريم، مشيرًا إلى أنه ليس هناك شرط لختمته أكثر من مرة في هذا الشهر الكريم.

وأضاف المالكي أن سيدنا جبريل -عليه السلام- كان ينزل على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان، ليدرسه القرآن الكريم، ولذلك العلماء استحبوا ختمته في هذا الشهر.

وتابع: التعود على قراءة القرآن يجعل الإنسان يختمه أكثر من مرة في شهر رمضان الكريم.

مشيرًا إلى أن عندما يقرأ الإنسان القرآن سيجد رسالة من الله فيه، ولابد من التدبر جيدًا لكلمات الله في القرآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى