الشأن السوري

إضافة اللغة الفارسية إلى المناهج الدراسية في سوريا مؤشر جديد على التنافس الروسي الإيراني في البلاد وخبراء يوضحون

 

قام النظام السوري بإضافة مادة جديدة إلى المناهج الدراسية، وهي اللغة الفارسية، مع تصنيفها كمادة اختيارية، وذلك بعد إضافة اللغة الروسية قبل أربع سنوات.

 

إضافة اللغة الفارسية إلى المناهج

 

وجاء قرار النظام السوري بإضافة مادة اللغة الفارسية إلى المناهج الدراسية السورية كتفسير واضح للتنافس الروسي الإيراني في البلاد، حيث يستمر تنافس البلدين على كافة المجالات في سوريا، الاجتماعية والثقافية الاقتصادية والعسكرية والثروات والآن المناهج الدراسية أيضاً.

اقرأ أيضاً:

احتفالات شعبية إيرانية تخلف 6 قتلى و331 جريح -صور

إلا أن الروس والإيرانيين يتنافسون في قطاعاتٍ أخرى أهم، بدءاً من السياسة مروراً بالاقتصاد والنفوذ العسكري على الأرض، لكنهما مع ذلك “يتفقان بشأن مستقبل سوريا ورئيس نظامها الحالي”.

اقرأ أيضاً:

ثورة غضب في العراق.. إيران تقطع إمداد الكهرباء عن البلاد ومصادر تكشف الأسباب

رأي الخبراء

 

بدورها، أوضحت، موهدان ساغلام، المحللة السياسية المختصة بالشؤون الخارجية الروسية، وبسياسات الطاقة الروسية، أن “موسكو وطهران تتعاونان معاً عبر مسار مفاوضات أستانا ولكل طرف منهما علاقات وطيدة مع النظام السوري، فموسكو تجمعها علاقات تاريخية مع دمشق منذ أيام الاتحاد السوفياتي، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، لكنهما تختلفان فيما بينهما على بعض الاستراتيجيات الآنية”.

اقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يوجه مجدداً دعوة لواشنطن تخصّ طهران.. ومسؤول أمريكي يؤكد على أمر

وأضافت أن “اختلاف الاستراتيجيات بين الطرفين أدى الى وجود حالة التنافس هذه، لكن الأمر لن يؤثر بشكل كبير على علاقاتهما، خاصة أن تلك الاستراتيجيات المختلف عليها تقع في نطاق المصالح الضيقة والقصيرة المدى، ولأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، لذلك يتفق الروس مع الإيرانيين إلى الآن حول مستقبل سوريا ورئيسها الحالي”.

وتابعت “الأهداف الاقتصادية لكل طرف مختلفة عن الآخر، ولهذا نجد نوعاً من المواجهة بين موسكو وطهران في سوريا، لكن في واقع الأمر تبدو هذه المواجهة مدخلاً للتفاوض لاحقاً بين الجانبين. وكلاهما يستخدمان جماعاتٍ محلّية لتحقيق مثل هذه الأهداف وإرغام بعضهما بعضا على تقديم بعض التنازلات في نهاية المطاف”.

من جهته، رأى الأكاديمي والمحلل السياسي الروسي، إكبال درة، أن التنافس الروسي الإيراني على الأراضي السورية يشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية، وقال إن “هذا التنافس يعود لوقتٍ طويل، حتى في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق، كانت موسكو وطهران تتنافسان في مختلف المجالات لاسيما في المجال الاقتصادي”.

وأضاف: “رغم أن الإثنين حليفان لدمشق ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلا أن طهران لعبت الدور الأبرز عسكرياً على الأرض لذلك تبدو المنافسة شديدة بين الطرفين اليوم”.

وبينما اهتمت روسيا بشكلٍ أساسي بمناطقٍ ساحلية في سوريا بعد استثمارها لميناء طرطوس وإنشاء قاعدةٍ عسكرية في اللاذقية، وبشكل أقل بمناطقٍ أخرى تقع شمال شرقي سوريا، ركّزت طهران على تواجدها بالقرب من الحدود السورية العراقية، إضافة إلى الحدود السورية مع إسرائيل، وهو ما يعني أن التنافس بين الجانبين لا يقع بالدرجة الأولى ضمن النطاق العسكري فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى