منوع

السنوات الأولى من حياة الطفل.. كيف ترسم أول 3 سنوات مستقبل الطفل

تشغل السنوات الأولى من حياة الطفل تفكير الأهل بشكل عام، فبمجرد حمل الأم بطفلها الأول تبدأ بالأحلام والمخططات الكبيرة التي تأمل أنّ تنشأ طفلها عليها.

 

وعندما يبصر الطفل النور ويخرج من بطن أمه للحياة الطبيعية، تبدأ هنا مسؤولية الأهل في مساعدة الطفل على تشكيل مستقبله، حيث يتوقف مستقبل كل إنسان من خلال 3 سنوات الأولى من حياة الطفل لدى الجميع.

 

– السنوات الأولى من حياة الطفل كفيلة بتكوين مستقبله

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بأن المخ في السنوات الأولى من حياة الطفل، وخصوصاً في سنواته الثلاث الأولى يتطور بسرعة فائقة تقارب حدود الخيال.

 

لدرجة أنه في كل لحظة تتشكل روابط جديدة بين الخلايا العصبية يمكن أن تصل لألف رابط في الثانية، وبحسب المختصيين العالميين فإن هذه المعدلات لايمكن أن توجد بأي مرحلة عمرية آخرى.

 

ومع بداية حياة الطفل يبدأ بمحاولة تفسير أي حركة أو لمسة أو ردة فعل من الأهل تجاهه وتجاه المحيط به، ليكون لنفسه خليفة كافية تمكنه من التكيف مع المحيط بطريقة سليمة.

السنوات الأولى من حياة الطفل
السنوات الأولى من حياة الطفل

– مراعاة الأفعال الإيجابية من الأهل لبناء مستقبل سليم للطفل

لضمان سعادة كافية لأطفالنا خلال السنوات القادمة، علينا مراعات تصرفتنا أمامهم، ومحاولة توفير جو من الإيجابية في الأقوال والأفعال، فضلًا عن تأمين ظروف صحية ومعيشية مناسبة تمكنهم من تشغيل أدمغتهم بشكل سليم.

 

وهنا يجب على الأهل أن يدركوا تماما بأن بناء مستقبل سليم للأطفال آمن حتى خلال مرحلة مراهقتهم يبدأ من تأسسيهم لهم بشكل صحيح منذ البداية، كما يساعدهم في التكييف المدرسي السليم.

السنوات الأولى من حياة الطفل
السنوات الأولى من حياة الطفل

بالمقابل أكد معظم الأطباء النفسيين أن أخطاء الوالدين خلال 3 سنوات الأولى من حياة طفلهم لايمكن أن محوها بسهولة ويمكن أن تنعكس على طيلة أيام حياته.

 

وبهذا الخصوص، قال مؤلف كتاب “الثلاث سنوات الأولى من الحياة” الدكتور في مجال الطب النفسي، بيرتون إل وايت: “هناك فرصة لمساعدة الطفل في تكوين أربع مهارات أساسية منذ بداية حياته، وأي خطأ فيها قد يكون من المستحيل تعديله.

 

وهذه المهارات هي بالترتيب من حيث الأهمية بداية اللغة، حيث يبدأ الطفل منذ الشهر السادس من حياته بمحاولة التواصل مع المحيطين به وتقليد حركات شفاههم والتواصل معهم.

 

وعند بلوغه السنة الأولى يبدأ بفهم عدد لا بأس به من الكلمات وإن لم يتمكن من إعادتها أو التعبير عن فهمه لها ولكن يمكن ملاحظة فهمه لكلامنا بطريقة تجاوبه وتفاعله معنا.

 

وتعتبر السنة الثالثة من عمره هي النقطة الحاسمة في مجال كمية اللغة التي يكتسبها، وهنا يستطيع الطفل أن يستوعب ويفهم أكثر من 1000 كلمة، ويكون عندها قادر على الرد بها.

 

والمهارة الثانية التي يكتسبها الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى، هي القدرة العقلية، أغلبنا يعلم بأن الطفل قبل عمر السنتين لايستطيع التمييز بين الخطأ والصواب.

 

فهو قبل هذه الفترة يمكن أن يقوم بأفعال تسبب له الأذى دون أن يشعر بذلك لأن نموه العقلي لم يكتمل، وإنما بالحقيقة تبدأ قدراته العقلية والذهنية بالنمو في الشهر 22 إلى 23، وهنا يجب تنبيهه للخطأ.

 

أما فيما يتعلق بالمهارة الثالثة التي يكتسبها الطفل خلال هذه المرحلة من حياته وتستمر معه للمستقبل، هي قدرته على تكوين الذكاء العاطفي وثقته بحب الأخرين وكسب في المقابل على محبتهم.

 

وأخر تلك المهارات هي الفضول، وهنا يجب على الأهل معرفة بأن الطفل الطبيعي الذي يتمتع بصحة عقلية جيدة يكون لديه كميات كبيرة من الفضول، يقع على عاتقهم توجيهها للمكان المناسب.

السنوات الأولى من حياة الطفل
السنوات الأولى من حياة الطفل

الجدير ذكره أنّ تربية الأطفال مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة في أعناق أهاليهم، فكل الأبناء يولدون على هذه الحياة وهم يحملون طاقات عظيمة تحتاج إلى التوظيف السليم لها.

 

 

إقرأ أيضاً: متى ينتظم نوم الطفل حديث الولادة وما هي الطرق المناسبة لذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى