مؤسسة أمريكية تكشف متى ستتوقف احتجاجات السويداء.. ومتظاهرون يغلقون مركزاً للحكومة السورية
توقعت المؤسسة البحثية الأمريكية “المجلس الأطلسي” في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن تستمر الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء السورية حتى يتغير نظام الرئيس بشار الأسد، فيما توافد اليوم الجمعة، الآلاف من المدنيين إلى ساحة الكرامة للاستمرار في حراكهم الشعبي وأغلقوا مركزاً تابعاً للحكومة السورية.
– مؤسسة أمريكية تعلق على احتجاجات السويداء
وتطالب الاحتجاجات الجماهيرية، التي تواصلت على مدار الأسبوعين الماضيين في المحافظة الواقعة جنوبي البلاد، بتنحي الأسد والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، الذي وضع خريطة طريق لعملية سلام في سوريا تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات.
واليوم الجمعة، توافدت حشود كبيرة بالآلاف إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لتؤكد على ذات الشعارات المُطالبة بالتغيير السياسي استناداً إلى القرار 2254.
وشاركت وفود من مختلف قرى وبلدات المحافظة، رغم مواجهة المحتجين في بعض القرى صعوبات في الوصول إلى الساحة، حيث امتنعت وسائل النقل العامة عن نقل الوفود، في بلدة ملح وبعض قرى الريف الشرقي.
فيما أغلق محتجون مبنى اتحاد الفلاحين بالحديد والنار، وأزالوا صور الرئيس بشار الأسد عن واجهة المبنى، مؤكدين أنه “لن يتم إعادة فتحه حتى يأخذ الاتحاد دوره المفترض في الدفاع عن حقوق الفلاحين”، حسب ما قاله أحد المحتجين.
– “لن تتوقف حتى يتغير نظام الأسد”
وعلى صعيد آخر، جاء في تقرير المجلس الأطلسي -وهو مؤسسة بحثية أمريكية- أن الحكومة السورية تبنت سياسات اقتصادية “فاشلة”، وعجزت عن تأمين احتياجات مواطنيها، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الشعب السوري أن الحكومة غير مهتمة بإنفاذ حل سياسي يفضي إلى واقع جديد للسوريين، “واقع يسمح بإعادة الإعمار ورفع العقوبات”.
وتعززت هذه القناعة بعدما تبين أن الحكومة تمنح عقوداً تتيح لروسيا وإيران الوصول إلى موارد البلاد، في حين أن الشعب السوري يعاني.
– أموال منهوبة
وبحسب تقرير المؤسسة البحثية، فإن الحكومة السورية والطبقة الحاكمة “غارقون في الأموال المنهوبة من الشعب من خلال شبكة عميقة من الفساد، الذي زاد طينه بلة تدمير البنى التحتية منذ اندلاع القمع العسكري الشديد في 2011”.
وأعاد التقرير إلى الأذهان ممارسات حكومة الأسد تجاه الشعب، مشيراً بوجه خاص إلى تهجيرها ما يقرب من نصف سكان البلاد، وقتلها مئات الآلاف، واعتقاله أكثر من 100 ألف.
ووقعت احتجاجات مماثلة في أجزاء أخرى من سوريا، لا سيما في درعا وإدلب والرقة ودير الزور وحلب، بل إن أصوات المعارضة من الساحل السوري -معقل الرئيس السوري الرئيسي- تتعالى وتطالب علناً بالتغيير ورحيل الأسد.
– تحريض
وأوضح المجلس الأطلسي في تقريره أن انتفاضة السويداء -التي ظلت تحت سيطرة الحكومة طوال سنوات ما بعد الثورة- قوبلت بتحريض من إعلام الحكومة السورية على أهالي المحافظة، واتهامهم بالخيانة والتربح، “واستخدم هذا التحريض على المتظاهرين لغرس الفرقة بين السوريين، وخلق ذريعة لاعتقالهم وربما الاعتداء عليهم مستقبلاً”.
وحسب التقرير، يخشى أهالي السويداء من أن تستخدم المليشيات أو الجماعات التابعة له -مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني- لقمع حركة الاحتجاجات مثلما فعلت سابقاً في محافظات أخرى.
وتأتي الاحتجاجات الحالية في السويداء في مرحلة حساسة وحرجة بعد أن تبددت آمال السوريين في الغرب والدول العربية في إيجاد مخرج من الأزمة، بحيث من الواضح أن الأسد لم يبد اهتماماً بالانخراط في المبادرة العربية أو أي حل سياسي، على الرغم من تطبيع علاقاته مع دول عربية مايو/أيار الماضي.
النظام غير مكترث
ولم تتخذ الحكومة أي خطوات لبناء الثقة، ولم تكترث لتداعيات قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولم تلتزم بالعملية السياسية، بل على العكس من ذلك -في مقابلته الأخيرة مع سكاي نيوز عربية في التاسع من أغسطس/آب- بدا الأسد غير مبالٍ بالسياسات المتهورة التي أدت بالبلاد إلى التفكك والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
ومضى التقرير إلى القول: إن الدول العربية تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية لإعادة النظر في حساباتها، “كما عليها أن تتذكر أن دعم النظام السوري لن يجلب استقراراً للمنطقة، بل بالعكس ستستمر الأزمة وسيدفع الشعب السوري الثمن من دمه ورزقه”.
ومن جانبه، انتقد المجلس الأمريكي المجتمع الدولي وحمّله مسؤولية الوضع الراهن في سوريا، لافتاً إلى أنه لم يتعامل بجدية مع جرائم النظام، ولم ينجح في فرض حل سياسي أو وضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ.
والجدير ذكره أنه لليوم العشرون على التوالي، يستمر الحراك الشعبي في محافظة السويداء، وقد ثبّت المحتجون يوم الجمعة كموعد أسبوعي للتظاهرات الحاشدة، على أن يستمر الحراك في باقي أيام الأسبوع بمظاهرات متفرقة.
اقرأ أيضا:
))مظاهرات في السويداء لليوم 18 توالياً وتجهيزات لمؤتمر وهيئة سياسية مدنية جامعة
