حورات خاصة

كيف سيخدم الانسحاب الأمريكي من العراق إيران وحزب الله اللبناني وهل سيتأثر به إقليم كردستان!؟

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوليو/تمّوز الفائت، أن مهمة قوات بلاده القتالية ستنتهي في العراق مع حلول نهاية العام الجاري، والمراقبون للوضع يتخوفون من عودة تنظيم داعش في وقت باتت الميليشيات المتعددة الموالية معظمها لإيران تسيطر على المناطق الجنوبية.

واستمراراً للمتفق عليه سابقاً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن اتفاقٍ عراقي أمريكي يقضي بتقليص الوحدات القتالية والقدرات الأمريكية من القواعد العسكرية في كل من عين الأسد وأربيل على أن يكتمل بحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

ووسط ترحيبٍ عراقي بانسحاب القوات الأمريكية ومخاوف شعبية من مصير قد يكون مشابهاً لأفغانستان في ظل ما تعانيه البلاد من ظروفٍ صعبة، تُطرح تساؤلات عدّة، ولعلّ أهمها: ما هي نتائج التقليص وتأثير الفراغ الأمني الذي ستخلفه القوات الأمريكية على عين الأسد وأربيل، احتمالات عودة تنظيم داعش و السيناريوهات المحتملة الحدوث في البلاد وتأثير الانسحاب على دول جوار العراق.

للوقوف على كلّ هذه الأسئلة، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” كلّ من مثال الآلوسي مؤسس حزب الأمة العراقية ورئيسها، والدكتور كفاح محمود الخبير بالشؤون الكردية والعراقية.

العراق
كيف سيخدم الانسحاب الأمريكي من العراق إيران وحزب الله اللبناني وهل سيتأثر بها إقليم كردستان!؟

الانسحاب الأمريكي من أربيل لن يسبب فراغاً أمنياً

رئيس حزب الأمة العراقية مثال الآلوسي، تعليقاً على نتائج تقليص الوحدات القتالية الأمريكية وتأثيرها على كل من عين الأسد وأربيل، قال: “إقليم كردستان يتمتع بقيادة سياسية مخضرمة وبوجود نظام برلماني حي وحكومة متماسكة وبرنامج وخطط عملية وتطبيق ناجح، كل هذا إضافةً إلى وجود قوات البيشمركة والأمن الكردستاني كقوة نظامية محترفة بعقيدة الولاء المؤسساتي لكردستان إضافةً إلى العلاقات المتميزة وأثرها على الوضع السياسي في العراق والمنطقة وخصوصاً للرئيس مسعود بارزاني، وبوجود ثقافة والتزام لدى المواطن الكردستاني كل هذا يمنع وجود أي فراغ أمني بوجود أو عدم الوجود الأمريكي”.

وأضاف: “ناهيك على أن حكومة كردستان اليوم تمثل شريكاً استراتيجياً مهماً لمساحات المنطقة، والعكس هنا بالانسحاب الأمريكي من بقية المحافظات وتحديداً تحويل عين الأسد والتواجد الأمريكي إلى صورة خجولة تحرص على عدم التقاطع مع إرادات الميليشيات المسيطرة على القرار لحكومة الخضراء، بل والأخطر أن هذا لن يقابله تقليص لنشاطات الحرس الثوري الإيراني وميليشياته الولائية الإرهابية”.

الاتفاق العراقي الأمريكي قبول للتمدد الإيراني في مناطق غرب العراق

وتابع الآلوسي: “هذا الاتفاق الأمريكي العراقي، هو قبول ومباركة للتمدد الإيراني في مناطق غرب العراق، وسكوت أمريكي غريب عن سلسلة إرهابية جغرافية ميليشياتية تمتد من طهران إلى لبنان وسوريا مرورًا بالعراق”.

السياسي العراقي البارز، أكد أنه من “دون العراق لن تتمكن الميليشيات والقوى الإرهابية من العيش في هذه المنطقة”.

وزاد: “والمقلق أن هذا يحدث تزامناً مع إرسال صهاريج الوقود إلى حزب الله اللبناني عبر العراق والمنطقة العربية في تحدٍّ إيراني غريب للعقوبات الأمريكية المفروضة على حزب الله والنظامين السوري والإيراني”.

وأردف الآلوسي: “الاتفاق على تحيد الوجود الأمريكي في عين الأسد، يمثل فراغاً أمنياً وفوضى خطيرة للأنبار خاصةً والعملية السياسية المرتبكة، ويمثل فراغاً استراتيجياً وبؤرة إرهابية غير منضبطة بإيقاع تحدده طهران قبل واشنطن وبغداد”.

ومضى في القول: “ويمثل الحدث منح نظام بشار الأسد جرعات من البقاء. كل هذا في أجواء انعدام العقيدة العسكرية للجيش العراقي وقوات الأمن في الدفاع عن الدولة العراقية أمام قوة متطورة في فرق الاغتيالات والصواريخ والدرون لميليشيات الحشد الشعبي وخلايا الحرس الثوري الإيراني”.

رئيس حزب الأمة العراقية، تابع: “هذا الفراغ وضياع العقيدة الوطنية العراقية السياسية والأمنية وتناحر القيادات السنية وسعيها للمكاسب الشخصية في المنطقة الخضراء، أصبح واضحاً من تنافس الفرقاء السنة على كسب ود ورضا اللاعب الإيراني، وبالتالي ظهور نشاطات داعش الجديدة في محاور عديدة يمثل حقيقةً فشل وعجز الحكومة وحقيقة فشل وعجز الحشد الشعبي على مواجهة الإرهاب ووضع حلول وطنية له”.

الانسحاب الأمريكي من العراق يسير على برنامج متفق عليه

وحول تقليص الوحدات القتالية في أربيل وعين الأسد، قال الدكتور كفاح محمود، الخبير بالشؤون الكردية والعراقية: “بالتأكيد لدى الأمريكان برنامج متفق عليه مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، حسب المفاوضات التي جرت مؤخراً في واشنطن”.

وأضاف: “هذا البرنامج يشمل التقليص بما يؤمن المحافظة على الفنيين والمستشارين والمدربين الذين يساعدون الجيش العراقي والبيشمركة في محاربة الإرهاب”.

وتابع: “حسب ما اتفقت اللجنة الفنية العسكرية العراقية مع نظيرتها الأمريكية، على تقليص الوحدات القتالية والقدرات الأمريكية من القواعد العسكرية في عين الأسد وأربيل على أن يكتمل بحلول نهاية شهر أيلول الجاري”.

عودة تنظيم داعش إلى العراق

وفيما يتعلق بعودة تنظيم داعش، بعد الانسحاب الأمريكي نهاية العام الجاري، أكد الباحث السياسي أن “داعش موجود ولم ينتهِ، بل غير أسلوبه وتكتيكاته وانتقل إلى حرب العصابات”.

الخبير بالشؤون الكردية والعراقية، أكد في ختام حديثه أن “الأمريكان لن يغادروا المنطقة بما فيها العراق وهم حلفاء استراتيجيون لمعظم دول المنطقة ولديهم أهم القواعد في قطر والكويت وتركيا، كما ينتشر آلاف الخبراء والمستشارين في غالبية دول المنطقة”.

حاورتهما: سامية لاوند

 

تصميم منتدى من سأخد مكان طالبان في العراق بعد الانسحاب الامريكي 2
كيف سيخدم الانسحاب الأمريكي من العراق إيران وحزب الله اللبناني وهل سيتأثر بها إقليم كردستان!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى