الشأن السوري

ممثلي المعارضة السورية منفصلين عن الواقع داخليا وخارجيا

في ظل ما تشهده الثورة السورية هذه الأيام على الصعيد الداخلي والخارجي من تراجع وهبوط في المعنويات وخسارة مناطق جديدة لمصلحة النظام من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى مع تذبذب في الموقف العربي والدولي تجاه قضية الشعب السوري المطالب بالحرية , ها نحن اليوم نجد ممثلي الشعب السوري في المعارضة بكل اطيافها ورموزها من ائتلاف وطني الى حكومة مؤقتة الى غيرها من مؤسسات المعارضة منفصلة تماما عن الواقع سواءا على الصعيد الداخلي ضمن الأراضي السورية او على الصعيد الخارجي في دول الجوار السوري و باقي انحاء العالم

في اليومين الأخيرين شهدت الساحة السورية داخليا خسارات كبيرة للجيش الحر في مختلف انحاء البلاد , من خسارة بلدة المليحة في الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها قوات النظام في وقت سابق, الى خسارة قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي حيث يتقدم تنظيم الدولة بشكل متسارع ومخيف انتقالا الى خسارة معظم مناطق ريف دير الزور الشرقي عدى عن المجازر التي لا تتوقف في عموم انحاء البلاد

اما خارجيا فشهدت الفترة الأخيرة مأساة بحق اللاجئيين السوريين في مخيمات عرسال على الحدود السورية اللبنانية على يد حزب الله الذي لم يكتفي بقتل السوريين داخل سوريا انما امتد اجرامه الى مخيمات اللجوء فأحرقها وأعاد تهجير سكانها مجددا ليعودوا الى الموت في بلدهم من جديد ترافق ذلك مع موجة في عموم الأراضي اللبنانية تطالب بمنع استقبال المزيد من السوريين واعتقال العشرات منهم , انتقالا الى الأراضي التركية التي شهدت أيضا مظاهرات وخلافات وصلت الى حد القتل بين المهجرين السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية و اهل المدينة من الشعب التركي والتي وصلت نتائجها الى اعتقال العشرات وتكسير للمحال التجارية والسيارات التي تعود ملكيتها للسوريين عدى ذلك وقوع العديد من الجرحى والقتلى من الطرفين السوري والتركي

وليس بعيدا من تركيا ففي العراق و الاردن مصائب لا تكاد تتوقف على السوريين وشهداء البحر المتوسط الذين يشترون الموت غرقا بألاف الدولارات فهو ارحم بنظرهم من البقاء بمستنقع من الدماء في سوريا

رغم كل ما ذكرته سابقا من معاناة تجد المعارضة السورية التي من المفترض انها وجدت لتخفف آلام الشعب السوري تجدها منشغلة بأمور تافهة بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يعيشه الشعب السوري فلا يشغل الحكومة المؤقتة حاليا الا قضية اختلاس احد موظفيها لألاف الدولارات او لطرح مشروع التعليم الالكتروني وكأن الشعب السوري ليس له هم الان الا كيف يمكنه متابعة تعليمه الكترونيا وغيرها من المشاكل والخلافات الداخلية فيما بين أعضاء الائتلاف والحكومة والتي لا أرى فائدة من كتابتها فهي اقل قيمة من ان تذكر .

سؤال برسم رئيس الحكومة ورئيس الائتلاف : اليس من الاحرى بكم وانتم تعيشون على الأراضي التركية وبدلا من طرح مشروع التعليم الالكتروني ان تقوموا بتشكيل لجنة من رجال دين ووجهاء سوريين واتراك وتحاولوا درء الفتنة التي تشتعل في المدن التركية ضد السوريين ؟ هل بادر احدكم لزيارة عائلة الرجل التركي الذي قتل على يد شاب سوري ومحاولة تهدئة عائلته وفتح باب الصلح بدلا من التطور الذي شهدته هذه الحادثة والتي بدأت تنعكس سلبا على الاف السوريين المقيمين في مدينة عنتاب ؟

أخيرا أقول لكم : قد اسمعت لو ناديت حيا …. ولكن لا حياة لمن تنادي

المدير التنفيذي لوكالة خطوة الاخبارية : سامر الأسود

FormatFactoryfdf

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى