عميد منشق يكشف لـ”ستيب” بنود الخطة الروسية التركية المرتقبة في إدلب ومصير “تحرير الشام”
تداولت مؤخراً حسابات لمقربين من هيئة تحرير الشام بنوداً لخطة تركية روسية حول إدلب، تفيد بتشكيل جسم عسكري موحد لفصائل المعارضة، وتفكيك هيئة تحرير الشام وانسحاب قوات النظام السوري إلى نقاط متراجعة، ونقاطاً أخرى.
وحول تفنيد بنود مثل هذه الخطة التقت وكالة “ستيب الإخبارية”، بالعميد المنشق، أحمد رحال، والذي أكّد أنّ التفاهمات الدولية حول مصير إدلب في نهايتها واقتربت من فرضها القوى الدولية.
مشيراً إلى أنه ماتزال الأمور في إدلب تمشي حسب الاتفاق الذي جرى في شهر آذار من العام الجاري بين الرئيسين التركي والروسي وما تمخض عنه الاجتماع من قرارات وتفاهمات.
-نقاط اتفاقية إدلب الأربعة
ولفت رحال إلى أن النقاط الأربعة المتداولة من الاتفاقية هي (وقف إطلاق نار، وفتح الأوتوستراد الدولي، وترسيم خارطة جديدة لتموضع نقاط المراقبة، وعودة النازحين والمهجرين بشكل كامل).
وبيّن أن هناك نقاط بارزة وأخرى مشروطة بغيرها حيث قال “لا يمكن تطبيق البند الثاني حتى يطبق البند الأول، ولن يطبق الأخير حتى يتأكد تطبيق كافة البنود الأولى”.
– القوات التركية في إدلب ومصيرها
أكد العميد “رحال” أنّ هناك إعادة تموضع للنقاط التركية للمراقبة غير النقاط التركية القتالية، حيث أنّ للجيش التركي 65 نقطة عسكري في إدلب 12 نقطة منها مراقبة وتعتبر قواعد صغيرة، والبقية 53 هي نقاط قتالية بجاهزية دائمة.
وتحدث عن أنّ الاجتماعات التي تجري مؤخرًا بين الوفود العسكرية الروسية والتركية جاءت لمناقشة هذه الأمور والنقاط ومصيرها، ودورها بالمرحلة القادمة مع إعادة انتشار وبناء مفارز عسكرية ونقاط طرقية أيضًا.
– مصير هيئة تحرير الشام
وحول مصير هيئة تحرير الشام، قال رحال: “جميع الأطراف والاتفاقات والتفاهمات التركية الروسية تنص ببدايتها على حلّ وإنهاء هيئة تحرير الشام وجميع التنظيمات الموضوعة على قوائم القاعدة، مع الحرص التركي على إنهائها بطرق سلمية ودبلوماسية حرصًا على منع هدر الدماء في حال أصبح الحرب طريقًا في إنهائها”.
وتناول “رحال” الحديث عمًا يقوم به الجولاني، القائد العام لهيئة تحرير الشام من اقتتال هدفه إنهاء بعض الحركات المحسوبة على القاعدة، وتسويق نفسه أمام المجتمع الأوربي والأمريكي على أنّه شخصية معتدلة وممكن أنّ تكون بموضع الثقة من قبلهم.
واتهم العميد، الجولاني بالمراوغة وبأنّه لا يمتلك مصداقية، حيث كان يعرّف نفسه كإنسان مفاوض عن إدلب وحكومته أيضًا كذلك، فيما يبدي رغبة مبطنة في الاشتراك مع الحكومة المؤقتة في حكم المناطق في الشمال السوري، بالوقت الذي عناصره تقوم بحماية الأرتال التركية، حسب وصفه، في إشارة إلى ازدواجية عمل هيئة تحرير الشام وقيادتها مؤخراً.
– أسباب دخول الأرتال التركية باستمرار نحو منطقة إدلب
يرى العميد أحمد رحال أنّ سبب زيادة القوات التركية في إدلب واستمرار دخول أرتالها بشكل مستمر مع زيادة في التجهيزات والنوعية فيها، يعود إلى اتفاقات روسية تركية.
حيث تتحدث الأنباء عن هذه الاتفاقيات بأنه يحق للجيش الروسي التدخل وقتال أي فصيل عسكري بالجانب الآخر دون تدخل تركيا في حال حصل انتهاك لوقف إطلاق النار، وبالمقابل يحق للجيش التركي قتال أي فصيل من قوات النظام والميليشيات الإيرانية بحال انتهكت تلك القوات اتفاقيات وقف إطلاق النار مع وقوف الجيش الروسي على الحياد.
وأشار إلى ثلاثة رسائل تحملها هذه الأرتال:
أولا: وبحسب وزير الدفاع التركي فإنّ الجيش التركي سيرد على الخروقات وعلى أي معتدين باتجاه المناطق والنقاط التي تتواجد بها القوات التركية.
ثانيًا: لمنع ارتكاب أي مجزرة أخرى بحق الجيش التركي كما حدث في سراقب وجبل الزاوية سابقًا.
ثالثًا: بعد ادخال منظومة هوك الأمريكية إلى إدلب فإن الرسالة واضحة، حيث تدل على أنّ أمريكا تقف بوجه روسيا مع الجيش التركي ومتوافقة مع كافة أعمالها في المنطقة.
اقرأ أيضاً : تسريب لاتفاق في إدلب تحت ضغط تركي.. تنظيم حراس الدين ينسحب وتحرير الشام تُجهّز
-هل الشأن الليبي له انعكاساته على ملف إدلب
بحسب رحال فإنّه لا علاقة تربط بين إدلب وليبيا فيما يخص العلاقة الروسية التركية، ويرى العميد المنشق أنّ ملف ليبيا أكبر من تركيا وروسيا، وخاصة مع تدخل الدول الأوربية على الخط، ودخول مصر والدول العربية بالملف الليبي بالتالي تركيا وروسيا لم تعودان الوحيدتين، صاحبتا القرار باختيار الحل الليبي.
واستبعد رحال وجود مقايضات بين إدلب وليبيا بين الروس والأتراك، مع إمكانية وجود مقايضات داخل الأراضي السوري فيما بينهما.
-الحل السوري وارتباطه بملف إدلب
وبالحديث عن الوضع السوري عمومًا يرى “رحال” أنّ الحل السوري تجاوز حدود السيطرة بالمساحات في سوريا، فلا يهم الحل السوري العام إن بقيت المناطق بيد قسد أو حتى إن أصبحت إدلب بيد قوات النظام أو بقيت مع المعارضة.
وختم رحال حديثه بأنّ الحل السوري أصبح أكبر من المعارضة والنظام السوري على حد سواء، معتبراً أنّ الحل بسوريا لم يعد يستند سوى إلى وجود 14 مليون نازح وأكثر من مليون شهيد ومليون ونصف معتقل ومغيب في سجون النظام، إضافة إلى قانون قيصر وانعكاساته على الحل السوري، والدور العربي والدولي عموماً.