مقال رأيسلايد رئيسي

ما علاقة الانتخابات الأمريكية بـ الملف الكردي في سوريا؟

يعود الملف الكردي في مدينة كوباني “عين العرب” إلى الواجهة من جديد بعد أن مزّقت الحرب هذه المدينة

ومنذ 2014 عادت للوقوف على قدميها مجدداً، ولم تقبل الركوع أمام الإرهاب العالمي

هذه المدينة التي طالبت بإسقاط النظام السوري منذ اللحظات الأولى من انطلاقة الثورة السورية عام 2011.

الملف الكردي في سوريا

ودفعت الثمن غالياً بدءاً من مجزرة (تل غزال) بتاريخ 23 حزيران 2013، وصولاً إلى تعرضها لهجوم متوحش من “داعش” 2014

وانتهاءًا بمجزرة (ليلة الغدر) التي راح ضحيتها 600 مدني، وكانت سبباً في تهجير 80 % من أهلها نحو إقليم كردستان وأوروبا وتركيا ولبنان .

كوباني هذه المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 600 ألف نسمة، بحسب الاحصائيات المقدرة 2013، وتتألف من 360 قرية وبلدة.

عودة كوباني إلى الأضواء والانتخابات الأمريكية

تداولت العديد من المواقع في الآونة الأخيرة أخباراً تقول فيها بأن فصائل المعارضة بصدد (الهجوم) على كوباني.

وتتزامن هذه الأخبار مع وصول الأطراف الكردية (المجلس الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي)

إلى تفاهم حول وثيقة سياسية مشتركة أعلن عنها في بيان مشترك، صدر في أيار 2020، إلا أن هذه الوثيقة (حتى لحظة كتابة هذا المقال )

لم تلغ القلق السائد لدى الناس في المناطق الكردية السورية بسبب تأخر تطبيقها وترجمتها على الأرض.

حيث توجه، وليام روباك، إلى واشنطن وبجعبته وثيقة التفاهم الكردية – الكردية، ليتم استغلال هذا الملف كجزء من لعبة الانتخابات الأمريكية .

يراقب الناس مصير المناطق الكردية المجهول عن كثب، لكن على ما يبدو أن هناك رسائل تصل تباعاً ولا أحد يريد التطرق إليها أو الوقوف على مضمونها ، ويفسر المغزى منها.

فمثلاً حادثة (حلنج) في كوباني منذ أسبوع لم تكن عرضية في حدوثها، البعض نظر إليها وكأنها حادثة أو استهداف أمني

 لكن في الحقيقة يفسرها العقلاء والمهتمون بالشأن العام، بأنها رسالة واضحة إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية ومن معقله

مفادها بأن ما تقوم به من مبادرات لن يكون طريقها مفروشاً بالزهور والورود، بل (هذا المشروع سيمر عبر جسر ملغوم وعلى بركة من المياه ينتهي عمقها في المحيط ).

من جهةٍ ثانية، ما آثار انتباه أهالي كوباني هو تجول سيارة في الشوارع وبشكل متكرر رافعة صور (أوجلان) منذ يومين، وعليها مكبرات الصوت تنادي بحياة قادة (العمال الكردستاني)

فسرها الأهالي بأنها رسائل تحذيرية تصل إلى قيادة (قسد) بأن من يرفع هذه الصور ويخاطب الناس بشعارات استفزازية، وفي هذا الوقت الحساس هم من يتحكمون بالأرض والقرار.

وبناءًا على ما ذكر، فإن ما يقوم به المجلس الوطني الكردي من الوقوف مع قيادة “قسد” للتصدي سوياً للمتربصين بالوضع العام

ليس بالعمل القليل أو السهل، لأن مشروع الأمن الاستقرار في شرق الفرات عامة، وكوباني على وجه الخصوص سيسحب الكثير من الأوراق من أيدي الآخرين الذين (يطرنبون عليها وقت الحاجة).

بمعنى أن الرسائل الصادرة من كوباني إلى العالم الخارجي من خلال التجييش الإعلامي والحشد الجماهيري في الشوارع، وبشكل يومي رافعين صور (أوجلان)

والحوادث الأمنية التي تقع بين الفينة والأخرى، وكل هذه بمثابة رسائل ملغومة موجهة إلى قيادة( قسد ) أولاً والمجلس الوطني الكردي ثانياً.

ما علاقة الانتخابات الأمريكية بـ الملف الكردي
ما علاقة الانتخابات الأمريكية بـ الملف الكردي

الصمت الانتخابي

بالمحصلة، إذا كنا حريصين على مصير كوباني وأهلها، فإن المماطلة في الوصول إلى الاتفاق النهائي يعرض مصير هذه المدينة للخطر، وبات الاتفاق ضرورة وحاجة ملحة لدى الجميع.

بمعنى أن واشنطن سحبت حمايتها عن هذه المدينة، وتركت مصيرها للمساومات الروسية – التركية

وبالتالي فإن رأيتم يوماً ما بأن كوباني قد سقطت بعد (عفرين ورأس العين ) فتأكدوا أن الاتفاق الكردي – الكردي قد فشل وكان سبباً في السقوط ( لا قدرالله).

وما المناوشات العسكرية في ريف الباب وريف (تل أبيض) وعين عيسى الأخيرة إلا تمهيد لمواضيع معينة، والخطر الأكبر الذي يهدد مناطقنا هو قرب دخول الولايات المتحدة الامريكية في عملية (صمت انتخابي).

بمعنى أن الجيش الأمريكي في سوريا أصبح في وضع حرج، وربما يستغل الروس والإيرانيون والأتراك الذي أصدروا بياناً مشتركاً 1/يوليو، يرفضون فيها الحكم الذاتي الكردي والمفاوضات القائمة.

ربما يستغلون هذه الفترة التي مدتها 6 أشهر والتي جاءتهم على طبق من ذهب لترتيب أوراقهم من جديد، والعمل على تغيير المشهد واللوحة على الأرض.

كشف المستور

الخلاصة: كلام جون بولتون، في كتابه الذي أثار حوله الكثير من الجدل فيما يتعلق بعلاقة، جيفري

 مع الأتراك كشف فيه المستور، ومدى تغلغل الجيش التركي في إقليم كردستان، وتثبيت أكثر من 18 نقطة عسكرية هناك بالقرب من دهوك نتيجة الصراع القائم هناك

والذي أدى حتى الآن إلى إخلاء أكثر من 519قرية، منها 363 في محافظة دهوك و118 في محافظة أربيل و40 قرية في محافظة السليمانية.

ما أجبر الناس على ترك ممتلكاتهم وأرزاقهم وإخلاء قراهم والنزوح إلى مناطق أخرى، ولا يستطيعون العودة إليها.

وكل هذا في ظلّ صمت أمريكي – دولي يوحي بأن هناك ضوء أخضر صامت غير معلن للأتراك في المنطقة، وعلى الجميع أن يقتنع بأن المصالح الدولية تتجاوز أطماع الشعوب وأحلامهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى