أخبار العالمسلايد رئيسي

صحيفة إسرائيلية تحذر من تغييرات النظام العالمي وتتحدث عن عالم ما بعد أمريكا

– تغييرات تاريخية في النظام العالمي

نشرت صحيفة “هآريتس” العبرية، مقالاً بعنوان “يجب على إسرائيل أن تتكيف مع عالم ما بعد أمريكا”،

وتحدث فيه كاتب المقال، الدكتور والباحث ليئون هدار، محاضر العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، عن ضرورة إعادة النظر بتحالف إسرائيل أمريكا.

 

وجاء في المقال وفق ما ترجمت ستيب الإخبارية عن الكاتب، “إنّ نظرية داروين للتطور الحياة، بينت أنّ الأنواع التي تستمر بالعيش على الأرض هي التي تتكيف مع التغييرات وليست الأنواع القوية فقط”.

وضرب الكاتب مثالاً عن تغيير الجمهور حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال:

“إن عدد الأشخاص الذين يستمتعون “بروح الدعابة” لديه يتضاءل، قد يستطيع أن يقنع الشخص الواقعي مجموعات من القدماء بمثل هذه الأمور فقط”.

وذكر الكاتب أنّ العديد من المثقفين الليبراليين يرفضون الاعتراف بالتغيرات الدراماتيكية في السياسة العالمية في السنوات الأخيرة

حيث توقفت (القومية وسياسات الهوية) الاتجاه العالمي الذي كان سائداً لعدة عقود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بحسب وصفه.

وقال: “عندما تكون مصالحك ومصالح بلدك قائمة على توازن عالمي معين، فإن الاتجاه هو حماية الوضع الراهن، وعندما لا يحدث ذلك، يتصرف السياسيون وكأنه لم يتغير شيء”.

صحيفة إسرائيلية تحذر من تغييرات النظام العالمي
صحيفة إسرائيلية تحذر من تغييرات النظام العالمي

– التذكير بالحلفاء قبل أمريكا

وتحدث بأن النخب السياسية والفكرية الإسرائيلية جاءت في عالم أصبحت فيه الولايات المتحدة اللاعب العالمي المهيمن والعمود الفقري الاستراتيجي.

إلا أنّه أعاد بالتذكير إلى تلك الأيام التي قدم فيها الاتحاد السوفييتي أسلحة لـ” لدولة اليهودية الفتية”، حسب وصفه، بينما فرضت الولايات المتحدة حظراً عسكرياً عليها حينها.

وجدد تأكيده على أنه بالرغم من الأزمة الاقتصادية والسياسية الأمريكية الحالية، فإن الولايات المتحدة لا تزال أقوى قوة عالمية.

وبحسب الكاتب فإن ذلك يأتي أيضاً بالرغم مرور أمريكا بالأزمة المالية لعام 2008 والإخفاقات في العراق وأفغانستان

التي تحدت الوضع الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة، إلى جانب ضغط الجمهور لتجنب التدخل العسكري في الأزمات الدولية

مثل “الحرب الأهلية” في سوريا (التحركات التي عجل بها ترامب ولكن لم يبدأها).

واعتبر أن بالرغم من كل ماسبق فإنه يجب التشكيك في قدرة وجود “حليف مخلص” لإسرائيل على المدى الطويل.

– يجب إعادة تقييم الاستراتيجية الإسرائيلية

وأوضح أن التغيرات في المصالح الأمريكية العالمية والتغيير الديموغرافي هناك

يوجب أن تعيد إسرائيل تقييم البديهيات الاستراتيجية التي بموجبها ستحتفظ الولايات المتحدة

بوضعها المهيمن في الشرق الأوسط بسبب اعتمادها على مصادر الطاقة في المنطقة ودعمها التاريخي في إسرائيل.

وأضاف الكاتب: “لم يعد الاقتصاد الأمريكي يعتمد على نفط الشرق الأوسط. ومن الصعب تصديق أن رئيسًا أمريكيًا سيخوض الآن حربًا في الشرق الأوسط لحماية المصالح الاقتصادية”.

وأشار إلى أنّ أمريكا دخلت حرباً باردة مع الصين، حيث باتت العدو الأول لها، إلا أنّ إسرائيل ليس لديها القدرة، وبالتأكيد لا مصلحة لها، للانضمام إلى الحرب الباردة الجديدة ضد الصين التي تروج لها واشنطن.

وتحدث الكاتب عمّا قدمه الرئيس ترامب من خطط كانت جيدة لصالح إسرائيل مثل الوقوف بوجه إيران في سوريا ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس

وتعهده بخطة السلام بين الإسرائيلين والفلسطينيين، إلا أنّه حذر من التغيير القادم في أمريكا، وإمكانية تولي رئيس جديد لن يبدِ استعداداً لدخول أمريكا بأي حرب بالمنطقة.

وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول: “قد يكون الوقت قد حان الآن لإعادة تقييم العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي سيسمح بالتكيف الإسرائيلي مع النظام العالمي المتغير”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى