الشأن السوري

“بعد أن محى أوروبا من خريطة العالم” المعلم يعلن استعداد نظامه للتعاون معها

منذ بداية الثورة السورية والنظام يصدع رؤوسنا ورؤوس العالم باتهاماته المتكررة لدول العالم الداعمة للثورة او التي تعتبر داعمة للثورة بأنها داعمة للإرهاب في سوريا .

وبعد أشهر من الثورة خرج علينا المعلم بمقاطع فيديوهات أمام الصحفيين بأنها جرائم في سوريا قامت بها مجموعات مسلحة تبين لاحقا بأنها مقاطع في لبنان , وخلال اللقاء اتهم اوروبا بدعم المعارضة وقال كلمته المشهورة : سننسى بأن هناك أوروبا على الخارطة واتهم امريكا بأنها زعيمة المؤامرة الكونية ضد سوريا .

بالأمس خرج علينا المعلم ثانية وتحديدا بعد تقدم تنظيم الدولة بالرقة وسيطرتها على المحافظة كاملة و اخرها مطار الطبقة العسكري و تقدمها باتجاه مطار دير الزور العسكري , خرج وأعلن المفاجأة بأن نظامه مستعد للتعاون مع الولايات المتحدة ومع اوروبا لمكافحة الإرهاب .

ما الذي جرى مع النظام حتى غير مفاهيمه من اتهام دول العالم بدعم الارهاب على استعداده للتعاون معهم ضد الارهاب .

النظام وجد الآن فرصة في تخفيف الضغط عنه وتوجيهه ضد تنظيم الدولة وهي لعبة ذكية بأن توجه امريكا ضرباتها لتنظيم الدولة فمن جهة يستريح من خصم قوي أنهكه في الشمال السوري وأخذ منه مناطق واسعة ومن جهة أخرى يخفف ضغط امريكا ودول اوروبا ضده , ومن ناحية أخرى يثبت مزاعمه القديمة الجديدة بان هناك جماعات ارهابية في بلاده  .

لمن يتابع السياسة ويفهمها يعلم بأنه لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم , فقبل الثورة وصلت العلاقات بين النظام وتركيا وقطر لمراحل متقدمة جدا وبدأت ملامح المشاريع الاقتصادية تظهر في البلاد , وبعد الثورة أصبحت هاتان الدولتان من أشد أعداء النظام ومن أكثر الداعمين للثورة .

بعد تصريح المعلم يكون النظام قد ألقى الكرة في الملعب الدولي في الوقت المناسب بأنه مستعد لتعاون دولي للقضاء على تنظيم الدولة , والانتظار الآن للرد من هذه الدول ب ماذا ستجيب , فإن هي وافقت على التعاون ستكون مثار تساؤلات الشعب السوري وإن هي رفضت يكون النظام قد اقام عليها الحجة بأنه عرض مكافحة الارهاب وهي رفضت والساعات القادمة ستظهر لنا ما تخبأه السياسة خلف كواليسها .

countries_europe_mapcountries_europe_map

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى