الشأن السوري

عام مليء بأشكال الموت والمجازر !!

شهد عام 2015 الكثير من الأحداث على الساحة السورية و تقلب في موازين الأمور بين كل من قوى فصائل الثوار و قوات النظام على أرض المعركة كما شهدت معارك كر وفر لا حصر لها ناهيك عن زيادة الجهات المتدخلة في الأزمة السورية

كان هناك أحداث بارزة تمت في الأشهر الأخيرة من العام و التي أطفأت وهج ما شهده بدايته من تشكيل جيش الفتح و تحرير إدلب و الضربات الناجحة في جنوب درعا

فالأشهر الأربعة الأخيرة شهدت تتالي لأحداث متذبذبة في حال الثورة السورية ابتداء من المجازر التي أوغل النظام السوري فيها كانت مجزرة دوما في شهر آب التي جاءت صفعة إجرامية و التي تعد من أهم المجازر التي علقت في أذهاننا حين نفذ الطيران الحربي للنظام مجزرة بحق المدنيين في سوق شعبي بمدينة دوما بالغوطة الشرقية مما أدى لسقوط 126 قتيل و أكثر من 500 جريح

و ما أن بدأ الشعب السوري بلملمة جراحه حتى انتشر الفيديو الأشهر للطفل السوري الغريق “ايلان” على شواطئ تركيا في شهر أيلول لتطفوا على السطح قضية اللاجئيين السوريين و التي حولت القضية السورية من ثورة إلى قضية لاجئين و أسهمت في فتح الكثير من الدول الأوروبية حدوها لاستقبال اللاجئين السوريين وفق قرارات كانت مؤقتة و عاطفية فاستثني السوريين من قوانيين كان أبرزها اتفاقية “ديبلن” في ألمانيا التي سمحت لدخول قرابة 200 ألف لاجئ سوري إلى أراضيها

شهر أيلول أبى أن ينتهي قبل أن تدخل روسيا ” علناً ” إلى جانب النظام السوري في ساحة المعركة السورية  في يوم 30 من هذا الشهر و الذي يعتبر نقطة تحول كبيرة في مسيرة الثورة السورية و منذ ذاك الوقت كل الشعب و الفصائل المعارضة للأسد هدفاً رئيسيا للطيران الروسي  الذي دخل بحجة تنظيم الدولة و هاجم كافة معاقل فصائل الثوار المعتدلة

و على الجانب السياسي يعتبر قرار مجلس الامن 2254  نقطة التحول الأبرز بمسيرة الأوضاع في سوريا منذ خمس سنوات و الذي جاء كثمرة لاتفاق الدول على وضع خطة طريق للحل تتمثل بتفاوض كل من المعارضة و النظام السوري و الوصول إلى حكومة انتقالية تمهد لعملية انتقال السيادة في سوريا خلال 18 شهراً

و على صعيد الخسائر البشرية في عام 2015 وثقت شبكة حقوق الإنسان في نهاية هذا الشهر حصيلة الضحايا المدنيين في سوريا لعام 2015 فكان عدد القتلى المدنيين في أرجاء سوريا لهذا الهام على يد النظام السوري 12044 مدنياً بينهم 2592 طفلاً فيما كانت حصيلة قتلى الطيران الحربي الروسي من المدنيين 832 شخصاً بينهم 199 طفلاً

الاحتفال في عام 2015 سيكون مختلفاً عن باقي الأعوام فهو يشهد صمتاً و هدوء يعيشه العالم بأكمله في انتظار مرور ساعاته الأخيرة بسلام دون تبني تنظيم الدولة لأي عملية تفجير أو تهديد لأمن دول العالم اجمع  .2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى