أليكسي نافالني الرجل الذي أزعج بوتين يصارع الموت.. فمن هو ومن المتهم بقتله
تعرض المعارض الروسي أليكسي نافالني لأزمة صحية حادة، يوم أمس الخميس، وذلك بعد أن تناول كوباً من الشاي قال حلفاؤه إنهم يعتقدون أنه مسموم.
هبوط طائرة المعارض الروسي بشكل طارئ:
شعر نافالني بالمرض على متن طائرة متجهة إلى “موسكو ” صباح يوم أمس الخميس، وذلك بعد أن تناول الشاي بمقهى في مطار مدينة “تومسك” في “سيبيريا”.
وبدأت أعراض التعب تظهر عليه وتزداد حتى أن الطائرة هبطت في غير وجهتها، وعند الهبوط في مدينة “أومسك”، تم نقل نافلني بشكل طارئ إلى المستشفى.
وفي تصريح ل ” كيرا يارميش” المتحدثة باسمه، قالت إنه أُدخل إلى العناية المركزة، في حالة خطيرة، ونوهت إلى أن وضعه استقر على جهاز التنفس الصناعي، وذلك في مستشفى المدينة الواقعة على بعد 2200 كيلومتر إلى الشرق من موسكو.
شكوك حول تعرضه لمحاولة اغتيال:
وأشارت يارميش إلى أن أنصاره يعتقدون أن أليكسي تعرض للتسمم بشيء ما وضع في الشاي، وقالت :”لم يشرب شيئاً غيره هذا الصباح.. أليكسي الآن فاقد الوعي“.
ونشرت تغريدة على تويتر تشكك بعمل الأطباء في المستشفى الذي يرقد فيه نافالني.
Представитель омской больницы заявил, что Навальный не был отправлен. То есть час назад нам говорили про смертельный яд, опасный для окружающих, а теперь – что токсины не найдены. Что у них вообще происходит? pic.twitter.com/D1Dl6EYcHi
— Кира Ярмыш (@Kira_Yarmysh) August 21, 2020
كذلك اتهمت يارموش وسائل الإعلام المقربة من الكرملين باتباع نهج تحريري موحد يزعم أن نافالني “شرب كثيراً يوم أمس وأنه اليوم أخذ حبة ضدّ الكحول لتحسين حالته” نافية ذلك.
Вижу, кремлевские телеграм-каналы стали отрабатывать новый темник: якобы Навальный вчера вечером много пил, а сегодня сам принял таблетку от похмелья, что и спровоцировало отравление. Это неправда. Он не пил вчера и не принимал никаких таблеток сегодня
— Кира Ярмыш (@Kira_Yarmysh) August 20, 2020
وفي تغريدة أخرى ذكرت يارموش أن المخابرات الروسية موجودة في المستشفى بإشارة منها لتدخلهم في حالته الصحية قائلة: “هذه صورة من مكتب رئيس الأطباء في مستشفى أومسك. هناك ثلاثة أشخاص يرتدون بدلات وأقنعة ، إما من FSB أو من sk. إنهم لا يقدمون أنفسهم. يتحدثون بسرور في مواضيع مجردة ، ولا يجيبون على أسئلة حول أليكسي. لا يوجد طبيب في المكتب”
Это фотография из кабинета главврача омской больницы. В нем сидят три человека в костюмах и масках, то ли из фсб, то ли из ск. Не представляются. Разговаривают с удовольствием на отвлеченные темы, на вопросы об Алексее не отвевают. Врача в кабинете нет pic.twitter.com/vStFtktObl
— Кира Ярмыш (@Kira_Yarmysh) August 21, 2020
ومن جهته قال “ديمتري بيسكوف” المتحدث باسم الكرملين، إن أي تشخيص للحالة على أنها حالة تسمم يحتاج إلى تأكيد، من خلال النتائج المخبرية، وإن الأطباء يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة نافالني، وعبر عن أمنياته له بالشفاء العاجل.
ألمانيا تستعد لاستقبال نافانلي:
وقد عرضت كل من ألمانيا وفرنسا المساعدة، وغادرت طائرة طبية صباح الجمعة ألمانيا لنقل نافالني، من مستشفى يعالج فيه بغرفة الإنعاش في سيبيريا، وفق وسائل إعلام ألمانية.
كما قالت صحيفة “بيلد” الألمانية، إن الطائرة أقلعت من نورمبرغ عند الساعة 03.11 (01.11 بتوقيت غرينتش).
وكان رئيس المنظمة غير الحكومية الألمانية “سينما فور بيس” التي قامت بعملية مماثلة لنقل إحدى أعضاء مجموعة “بوسي رايوت” المعارضة الروسية في 2018، أكد لوكالة فرانس برس أن المستشفى الخيري في برلين مستعد لاستقبال نافالني.
المعارض الروسي أليكسي نافالني:
ويذكر أن أليكسي يبلغ من العمر 44 عاماً ويعمل كمحام، وعرف عنه أنه معارض سياسي بارز في روسيا، درس القانون والإقتصاد في روسيا قبل أن يحصل على منحة جامعية للدراسة في جامعة “ييل” الأمريكية.
وأحد نشاطاته هي المدونة التي أنشأها على الإنترنت لنشر تحقيقاته عن ملفات الفساد في أوساط النخب الحاكمة، ولاسيما الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واتهم سابقاً خلال عمله كمستشار لحاكم منطقة كيروف عام 2009 اتهم بالتخطيط لاختلاس أموال من شركة حكومية، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات مع وقف التنفيذ، غير أنه نفى الاتهام الموجه إليه، وهو الحكم الذي يقف في طريقه إلى السلطة مستقبلاً.
وعرف نافالني بانتقاده الحاد ومعارضته لحزب “روسيا الموحدة” المحسوب على الكرملين.
حيث أنشأ في عام 2011 مؤسسة لمكافحة الفساد ينشر من خلالها مقاطع فيديو لفضح صفقات أعمال مشبوهة، بالإضافة لأسلوب الحياة الفاخر للسياسين والمسؤولين في الدولة وتحصد هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات.
كما دعا نافالني إلى احتجاجات ضد حكم بوتين وطالب مقاطعة الإنتخابات التشريعية عام 2011 ما تسبب في اعتقاله لمدة 15 يوماً.
وشارك في انتخابات البلدية وترشح ليكون عمدة موسكو في 2013 وحصد قرابة 28 بالمائة من الأصوات ورغم عدم فوزه إلا أنه عزز موقعه كمعارض قوي للنظام الحاكم.
وقاد احتجاجات عارمة ودعا إلى قطع الطريق أمام بوتين من أجل الوصول إلى الكرملين من خلال مقاطعة الإنتخابات الرئاسية سنة 2018.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها نافالني لحادث صحي مشكوك بأمره بأنه محاولة اغتيال، فقد وجه نافالني اتهاماً للسلطات بمحاولة اغتياله بعد ظهور خراج غير مبرر في جسمه خلال اعتقاله صيف 2019.
