ماكرون يزرع أرزة ويتوعد لبنان بعدم التخلي عنها.. وعون يعترف بالفشل التام للنظام الحاكم
اعترف الرئيس اللبناني، ميشيل عون، اليوم الثلاثاء، وتزامنًا مع زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبيروت، بأنَّ “سلسلة الكوارث” التي واجهتها البلاد أثبتت فشل أنظمته.
عون يتوعد بمحاسبة المسؤولين
وجاء اعتراف عون في حديث لمجلة “لو فيغارو” الفرنسية نشرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، وقال فيه:” ألتزم السهر على أن يبلغ التحقيق (في التفجير الذي هز مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي) خواتيمه باحترام تام للقوانين، وأن تتم محاسبة المسؤولين كافة أياً كان دورهم أو رتبتهم”.
مؤكدًا على تفهمه ” موجة الاعتراض التي تهز البلد منذ أشهر، حيث إن الغضب يرتفع بحق الطبقة السياسية اللبنانية بمكوناتها كافة، لأنها منذ انتهاء الحرب الأهلية قد تخاذلت عن تحمل مسؤولياتها ولم تكن على قدر تطلعات الشعب”.
متابعًا بأنَّ” سلسلة الكوارث التي شهدتها الأشهر المنصرمة فشل أنظمتنا السياسية منها والقضائية والمالية والإدارية، ومن الواجب”. إجراء إصلاحات في العمق تطالها
مضيفًا:” علينا العمل من دون هوادة من أجل استنهاض اقتصادنا ومجتمعنا. ولهذه الغاية، فإن طرق تفكيرنا ونماذج عملنا وردود أفعالنا السابقة، لا بد لها أن تتبدل، وقد باتت غير ملائمة ولا تتماشى مع تطلعات شعبنا”.
كما اعتبر عون أنَّ “التدقيق المالي والمحاسبي للمصرف المركزي والمؤسسات العامة من شأنه إظهار ما يعتري هذه القطاعات وحسن سير النظام النقدي من خلل وأخطاء، إلى جانب ضرورة متابعة عمليات إعادة هيكلة القطاع المصرفي”.
ونوّه عون إلى ضرورة الإسراع بـ” إقرار القوانين الضامنة لعدالة مستقلة ما من شأنه أن يفسح المجال أمام مكافحة فعالة للفساد، وهو ما يوجب على الحكومة المقبلة مسؤولية السهر على وضع هذه القوانين موضع التنفيذ”.
وتوجه عون بالشكر للرئيس الفرنسي على زياراته المتكررة ووقوفه مع لبنان في أزمته الحالية.
وختم عون لقاءه مع الصحيفة الفرنسية بالقول:” سأناضل حتى النهاية من أجل مكافحة الفساد، وعلى المسؤولين كافة أن يؤدوا الجواب على تصرفاتهم، وعلى القضاء أن يحكم، ولن تكون هناك لا مساومة ولا استثناء”.
ماكرون يلتقي عون في زيارة ثانية إلى لبنان
وتأتي تصريحات عون تزامنًا مع الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للبلاد منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الفائت، والتي يعول فيها ماكرون على زعامات البلاد الذين يتقاسمونها وفق المحاصصة الطائفية لتطبيق إصلاحات اقتصادية تخرج البلاد من أزمته.
حيث غرس الرئيس الفرنسي شجرة أرز “رمز لبنان” بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على إعلانها كدولة.
وتوجه إلى منزل الفنانة اللبنانية القديرة فيروز، ليقدم لها وسام “جوقة الشرف” الذي يعتبر أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وتهديه السيدة فيروز لوحة فنية قيل إنها مجسم من خشب الأرز محفور عليه اسم الرئيس الفرنسي.
وقال ماكرون في لقاء تلفزيوني أعقب لقاءه بفيروز :” قطعت التزامًا لها (للفنانة اللبنانية)، مثلما أقطع التزامًا لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات، ويحصل لبنان على ما هوا أفضل، أعدكم بأنني لن أترككم”.