علوم وتكنلوجيا

اليابان تطور سلاح حديث مقذوفاته أسرع من الصوت.. والهدف صواريخ كوريا الشمالية الخطيرة

تقاريرٌ عديدة أفادت بأنّ اليابان تنفق عشرات الملايين من الدولارات في سبيل اتمام أبحاث واختبارات تسعى من ورائها إلى تطوير وإنتاج سلاحٍ حديث للغاية، يطلق مقذوفاتٍ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذلك في إطار مساعيها لتعزيز قدراتها العسكريّة بهدف التصدي لـ صواريخ كوريا الشمالية فرط الصوتية التي تهدد اليابان ومجموعة دولٍ تقع في محيط بيونغ يانغ وتشكّل هدفاً لصواريخها فرط الصوتية الخطيرة.

تعرّف على الجيش الصيني وعلى قدراته وتعداد جنوده والسبب وراء سعيه لتخفيض عديدهم!

سلاح ياباني ضد صواريخ كوريا الشمالية 

ولعلّ أحدث التقارير التي نُشرت حول السلاح الياباني، هو ما نشرته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية في كانون الثاني/ يناير الحالي، والذي سلطت الضوء من خلاله على “المدفع الكهرومغناطيسي” الذي تعمل عليه طوكيو من مدةٍ ليست بالقصيرة، معولةً عليه في تعزيز قدراتها على التصدي للصواريخ فائقة السرعة.

أما ما دفع الوسيلة البريطانية لتسليط الضوء على السلاح الذي يعدّ خط دفاعٍ ياباني أول أمام الاستفزازات الصاروخية لبيونغ يانغ، فهو ما سبق نشر تقريرها بأيامٍ معدودةٍ فقط من عمليةٍ عسكرية كورية شمالية أُطلق خلالها صاروخٌ قصير المدى صوب بحر اليابان.

خطوةٌ شكلت دافعاً إضافياً لطوكيو شجعها على تركيز جهودها سعياً للمضي قدماً في مشروعها لإنتاج السلاح القادر على إطلاق قذائف تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وفي نطاقٍ أوسع من النطاق الياباني أو ذاك المجاور لكوريا الشمالية، عبّر مراقبون دوليون في معرض تعليقهم على عملية بيونغ يانغ الأخيرة في بحر اليابان، عن رأيهم حول حضور كيم شخصياً لتلك العملية على أنّ ذلك قد يكون بمثابة مؤشرٍ على حدوث قفزةٍ تطورية في تكنولوجيا الصواريخ، الأمر الذي بدا مدعاةً للفخر كما صوّرته التقارير الرسمية الكورية، التي اعتبرت نجاح العملية تطوراً تقنياً للصاروخ الذي نجح في اجتياز الاختبار الأول في سبتمبر/أيلول من العام 2021، فيما كان الثاني في مطلع العام 2022.

“التنين الحائم” هاجس واشنطن.. الجيش الصيني ينشر فيديو لتنين من نوع آخر تعرّف عليه (فيديو)

طوكيو مصرة على إنتاج السلاح الجديد

ومن الضروري في هذا الصدد الإشارةٌ إلى أنّ طوكيو مستمرة في هذا المشروع سعياً لإنتاج السلاح الكهرومغناطيسي الذي أوقفت أي أبحاثٍ متعلقة فيه في وقتٍ سابق الولايات المتحدة، حيث كانت منخرطة في جهودٍ موازية لإنتاج مدفع كهرومغناطيسي خاص بها، فيما جاء قرارها بإيقاف التجارب المتعلقة فيه بعدْ أن خلصت إلى نتيجةٍ مفادها أنّ العوائد المرجوّة منه لا تكفي لتسويغ التكلفة الهائلة التي يحتاجها المشروع.

إلا أنّ طوكيو قررت المضي قدماً في تطوير هذه التكنولوجيا وذلك استناداً إلى اعتقادها أن القذائف التي سيكون المدفع الكهرومغناطيسي قادراً على إطلاقها تمنحها فرصةً أكبر للتصدي للصواريخ الأسرع من الصوت لدى خصومها، رغم أن الأخيرة أشد سرعةً ويمكنها المناورة في الجو والإفلات من أنظمة الدفاع.

لكن بعيداً عن تقسيم الدول لمهتمة بهذا السلاح أو غير مهتمة دعونا نشرح لكم بصورة مبسطة ماهية المدفع الكهرومغناطيسي “رايلغون”، إذ إنه عبارة عن جهاز يستخدم لإطلاق قذائف كهرومغناطيسية وهو يعمل بالطاقة الكهربائية ومؤَسس على مبادئ مماثلة للمحرك أحادي القطب.

مما يتكون هذا الجهازّ

يتكون هذا النوع من المدافع من زوج من  القضبان المتوازية، مع عضو إنتاج منزلق مسارَع بواسطة التأثيرات الكهرومغناطيسية لتيار يتدفق عبر قضيب واحد، داخل عضو الإنتاج ومن ثم يرجع للقضيب الآخر.

لطالما عُرف عن هذه التقنية أنها تتطلب إمدادات طاقة بتكلفة عالية جداً مقارنة بغيرها من التقنيات العسكرية، ورغم ذلك فقد تم تقييم المدفع الكهرومغناطيسي خلال السنوات الماضية بأداء جهودٍ ملحوظة نحو تطويرها كتقنية عسكرية معقولة. فمثلاً، في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اختبرت بحرية الولايات المتحدة مدفع كهرومغناطيسي يسارع قذيفة بوزن 3.2 كغ (7 أرطال) لسرعات فائقة مقاربة ل2.4 كم/ثانية (8,600 كم/ساعة)، ماخ 7 تقريباً.

ولم تنحصر الاقتراحات والتطلعات المتعلقة بالمدفع الكهرومغناطيسي بالتطبيقات  العسكرية فحسي وإنما تم اقتراحه كتقنية إطلاق فضائي غير صاروخي للمركبات الفضائية، إلا أنّ مسار الإطلاق لم يكن طويل بشكلٍ واضح، وانتشر التّسارع المطلوب لفترةٍ من الوقت أطول من اللازم، مما يعني بالنتيجة أنّ الاستخدامات الفضائية لهذه التقنية ستنحصر في المركبات الفضائية من دون طيار بصورةٍ حتمية.

أبسط أشكال هذه التقنية

وفي أبسط الأشكال المستخدمة من هذا النوع من الأسلحة فإنها تختلف عن المحرك الأحادي القطب التقليدي في أنه لا يُستفاد من ملفات مجال إضافية (أو مغانط دائمة)، فهذا التكوين هكذا يكون محرك أحادي القطب خطي ذاتي الإثارة مُكوَّن بواسطة أنشوطة واحدة من التيار.

في 1918، اخترع المخترع الفرنسي لويس أوكتاف فوشون-فيليبلي مدفعاً كهربائياً الذي كان أول أشكال المدفع الكهرومغناطيسي، والذي حاز بسببه في 1922 على براءة اختراع أمريكية.

وأثناء الحرب العالمية الثانية وتحديداً في عام 1944م،  بنى يواكيم هانسلر من مكتب الذخائر الألماني أول مدفع  كهرومغناطيسي، وفي عام 1950، بدأ الفيزيائي الأسترالي والمدير الأول لمدرسة أبحاث العلوم الفيزيائية في الجامعة الوطنية الأسترالية حديثة الإنشاء ذاك الوقت، بتصميم وبناء أكبر مولد أحادي القطب في العالم والذي يبلغ (500 ميغاجول) والذي بات آلة عملية منذ عام 1962 تستخدم بغرض تزويد المدفع الكهرومغناطيسي واسع النطاق الذي تم استعماله كتجربة علمية.

اليابان تطور سلاحاً مقذوفاته أسرع من الصوت.. والهدف صواريخ كوريا الشمالية الخطيرة
اليابان تطور سلاحاً مقذوفاته أسرع من الصوت.. والهدف صواريخ كوريا الشمالية الخطيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى