مقال رأيسلايد رئيسي

ما لا تعرفه عن زيارة جيمس جيفري إلى شرق الفرات.. هل فعلاً ستحمي أمريكا الأكراد من تركيا!

بقلم الكاتب علي تمي

من هو جيمس جيفري؟

جيمس جيفري، هو خبير في القضايا الاستراتيجية في مناطق الشرق الأوسط والبلقان وألمانيا، و مستشار خاص لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون التسوية في سوريا، بالإضافة إلى أنه أحد المعارضين لانسحاب القوات الأمريكية من العراق في العام 2011، عمل سفيراً في تركيا بين عامي (2008 – 2010 )، وعُين سفيراً في العراق بين عامي ( 2010 – 2012 ).

ماذا حمل جيمس جيفري في جعبته إلى شرق الفرات؟

وصل المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري، جيمس جيفري، إلى منطقة شرق الفرات خلال الأسبوع الفائت، حيث التقى خلال جولته بالطرفين الكُرديين (المجلس الوطني الكردي وقيادة قوات سوريا الديمقراطية)، بالإضافة إلى لقاءه بالعشائر العربية والشخصيات والأحزاب الآشورية المسيحية، إلى جانب ممثلين عن مكونات المنطقة.

نُقِلَ عن “جيمس جيفري” خلال لقاءه بالأطراف الكردية، بأنه وعد مكونات المنطقة “بمنع” أي تدخل عسكري تركي آخر في شرق الفرات، وأن واشنطن سوف “تحمي” المنطقة في المرحلة المقبلة.

بعد المتابعة والبحث عن الموضوع والخوض في التفاصيل والتعمق فيه، تبين بأن المبعوث الأمريكي عندما وجّه له السؤال التالي: هل يمكننا اعتقاد بأن منطقة شرق الفرات محمية من التدخل العسكري التركي في المرحلة المقبلة؟ التزم الصمت واكتفى بالقول بإنهم سينقلون هذه المطالب إلى القيادة في واشنطن، فقط أكّد لهم بأن الكرد جزء من المعارضة السورية، وأن الإرهاب بجميع مكوناته وألوانه لا مكان له في سوريا، وواشنطن لن تسمح لأحد بفتح الخطوط مع النظام السوري مهما كانت المبررات.

من يقف خلف حملة تضليل الرأي العام؟

أوضحت (قيادية) في حزب “الاتحاد الديمقراطي” في تصريحات صحفية لها، أمس الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول 2020، مع أحد المواقع الكردية، أن المبعوث الأمريكي الخاص بالشؤون السورية، جيمس جيفري، أكّد لهم أن بلاده ستحاول منع أي محاولة تركية للقيام بعمل عسكري جديد خارج المناطق التي تسيطر عليها الآن، وفي حال أصرّت تركيا على القيام بذلك، سيتم فرض عقوبات عليها، مثلما فرض عليها عقوبات في السابق، فيما روّج لنفس الخبر بعض القياديين في المجلس الوطني الكردي.

وحملت هذه التصريحات ونقلاً عن، جيمس جيفري، عاصفة من التساؤلات، هل فعلاً قال جيفري مثل هذا الكلام داخل هكذا اجتماع، والجميع على يقين بأنه سيتسرب إلى الرأي العام خلال ساعات؟ جيفري ليس ساذجاً ولا حتى غبياً أن يتحدث بمثل هذا الكلام في المكان والموقع الخاطئ.

وفي مسيرة هذا الرجل، يرى أن تركيا التي يجيد لغتها بطلاقة، محطة حساسة كجزء هام من جدار “الناتو” في وجه موسكو سابقاً ولاحقاً ويتمتع بعلاقات وثيقة مع أنقرة.

وكان هذا الرجل، العين المطلّة على البوسنة كمستشار رئاسي، وكشريك في تطبيق اتفاق “دايتون” وهو صاحب مهمات ميدانية حساسة حول العالم، لهذا السبب ونتيجة لخبرته الطويلة لن ينطق أو ينجر إلى إعطاء الوعود للأطراف الكردية أو أي طرف سوري في المكان والزمان الخاطئين.

عند حديثنا عن هذا الموضوع لا يعني أبداً أننا ضد الحماية لأهالي المنطقة من التدخلات الخارجية، على العكس تماماً، إبراز الحقيقة للناس والابتعاد عن التضليل الإعلامي هو الهدف الأسمى لدينا، بالتالي الابتعاد عن دغدغة عواطف الناس من خلال نشر الأكاذيب هو الذي يمنح الإنسان الثقة بالنفس، ويجعلهم متسلحين بالمصداقية والشفافية.

أين تحضر الطبخة؟

التقى الرئيس، مسعود البارزاني، بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، والوفد المرافق له في أربيل العاصمة، يوم الثلاثاء الفائت.

وتمّ خلال اللقاء مناقشة الأوضاع في شرق الفرات، وملف ( بيشمركة روجافا) بشكل مفصل وشامل، واستمع المبعوث الأمريكي إلى وجهة نظر الرئيس بارزاني حول مختلف القضايا في المنطقة، وأهمها المفاوضات الكردية – الكردية في شرق الفرات.

مواضيع ذات صلة : ما بين بغداد وأنقرة.. هل حققت زيارة البارزاني أهدافها؟

كما تمّ مناقشة تواجد عناصر “العمال الكردستاني” داخل إقليم كردستان، وفي هذا الاتجاه أعرب جيفري، عن دعم بلاده لإقليم كردستان، وأيضاً تمّ مناقشة آخر المستجدات السياسية في المنطقة، حيث استعرض جيفري وجهة نظر بلاده حول الحوار الاستراتيجي بين أمريكا وأربيل وبغداد.

الخلاصة: بين الأمريكان والأتراك مسيرة طويلة من العلاقات الاستراتيجية، التي تمتد عمرها لأكثر من نصف قرن، ومماطلة واشنطن في الإعلان عن الاتفاق النهائي بين الأطراف الكردية في شرق الفرات هو لعدم حسم هذا الملف مع الأتراك، وواشنطن حريصة للمحافظة على التوازنات العسكرية والسياسية في سوريا، لهذا السبب المفاوضات الكردية الكردية ستستمر دون الوصول إلى الاتفاق النهائي، ريثما تتفق واشنطن مع أنقرة على الخطوط العريضة حول مستقبل المنطقة في سوريا، بينما موسكو هي الأخرى تستخدم أوراقها تارةً تهدد بالانسحاب من شرق الفرات لصالح الأتراك وتارةً أخرى تستدعي الأطراف الكردية إلى موسكو لمحاولة جرهم إلى محور النظام، ولوضع الشرخ في العلاقات بينهم وبين واشنطن.

بالمحصلة: واشنطن ستحافظ على التوازن في علاقاتها مع جميع القوى في سوريا، ولن تسمح لقسد بالانجرار إلى حلبة النظام السوري أو عقد أي اتفاق معه، بينما موسكو ستضع كل طاقاتها وثقلها وقوتها للحصول على منابع النفط والبترول في شرق الفرات لتعويض خسائرها في الصراع السوري، ولهذا السبب نحن أمام مواجهة محتملة ولو من خلال (الأدوات) بين موسكو وواشنطن في شرق الفرات لكن شرارتها ستنطلق ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى