أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

ملف بارز حمله أمير قطر لإيران وحصل فيه على تعهدات..مسؤول فرنسي يشكك

جاءت زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى طهران، اليوم الخميس، حاملاً معه عدد من الملفات الإقليمية والدولية، إلا أنّ أبرزها كان محاولة التوسط بين طهران وواشنطن لإنقاذ الاتفاق النووي، فيما استبق مسؤول فرنسي الأمر متحدثاً عن مستقبل المفاوضات.

اتفاق قطري إيراني لدفع المفاوضات

التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في طهران في الوقت الذي تحاول فيه الدولة الخليجية المساعدة في إنهاء الخلاف بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وتأتي الزيارة التي تستغرق يوماً واحداً في الوقت الذي عقد فيه منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية، إنريكي مورا، اليوم الثاني من الاجتماعات في طهران مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسمه قوله إن الرحلة كانت تهدف إلى جلب الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني إلى “أرضية وسط جديدة”.

وقد توقفت المحادثات في فيينا منذ شهور ، بسبب مطالبة إيرانية، حيث تطالب بأن ترفع واشنطن تصنيفها المتعلق بالإرهاب عن الحرس الثوري الإيراني ورفع العقوبات كلها مقابل التزامها بالاتفاق.

دبلوماسي فرنسي يوضح الموقف

وبذات الوقت الذي ما يزال فيه بن حمد في طهران، استبعد دبلوماسي فرنسي، اليوم الخميس، توصل الولايات المتحدة وإيران لحل خلافهما بشأن الاتفاق النووي سريعًا.

ونقلت وكالة رويترز عن الدبلوماسي الفرنسي قوله: “لا نرجح أن الولايات المتحدة وإيران ستحلان خلافهما بشأن الاتفاق النووي سريعًا”.

وقال المصدر الدبلوماسي إنه ما زال هناك فائدة في إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية رغم أنه متشائم من قدرة واشنطن وطهران على حل مشكلة ثنائية معلقة بسرعة.

وأضاف المصدر للصحفيين قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في ألمانيا أن اعتقال إيران لمواطنين فرنسيين كان بمثابة استفزاز.

اقرأ أيضاً|| أمير قطر يلتقي الرئيس الإيراني في طهران.. ملفات 4 دول عربية على الطاولة وقضية أبو عاقلة

ولفت إلى أن طهران ستخطئ في استغلال الوقت لإحياء الاتفاق النووي.

ولا تزال الولايات المتحدة ترفض رفع “الحرس الثوري الإيراني” من القائمة السوداء للإرهاب، ما لم تقدم إيران “تنازلات” بشأن قضايا خارج برنامجها النووي، بما فيها نشاطها الإقليمي.

قد يصل لطريق مسدود

وتحذر القوى الدولية من أن يصل التفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي إلى طريق مسدود.

حيث بدأت قبل أكثر من عام، إيران والقوى المشاركة في اتفاق 2015 “فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين”، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت بعهد رئيسها السابق “ترامب” من اتفاق 2015.

وسبق وقال الرئيس جو بايدن إنه يريد أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاقية، لكن المحادثات المتقطعة والمتعلقة بالآليات توقفت منذ مارس.

وتعارض إسرائيل وهو الحليف الأبرز للولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، عودة الولايات المتحدة للاتفاق، إلا أنّ بعض مؤسساتها ومسؤوليها يعتبرونه أفضل من لاشيء ويطلبون من إدارة الرئيس الأمريكي المزيد من الضغط باتجاه ملفات إيرانية أخرى مثل نشاط لميليشيات إيرانية بالمنطقة والقدرة العسكرية الصاروخية وغيرها.

قضايا أخرى على الطاولة

وأكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه بحث مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أهمية حل النزاعات في المنطقة بالحوار وبشكل سلمي.

وشدد على أن هناك اتفاقاً على أهمية اعتماد الحوار في حل الخلافات في المنطقة.

وأضاف “ندفع جميع الأطراف إلى الأمام، من أجل التوصل لاتفاق عادل للجميع في مفاوضات فيينا النووية”.

وقال أمير قطر “بحثنا ملفات إقليمية على رأسها فلسطين واليمن وسوريا والعراق”، وتابع “بحثنا أهمية حل النزاعات في المنطقة بالحوار وبشكل سلمي”.

اقرأ أيضاً|| هل تستقبل قطر المثليين في فنادق كأس العالم.. ضغوطات متزايدة من الفيفا وتضارب في المواقف

من جهته، قال الرئيس الإيراني إنه بحث مع أمير دولة قطر القضايا الإقليمية، مؤكداً أن التحديات التي تواجه المنطقة يمكن حلها بعيداً عن التدخل الغربي.

كما التقى أمير قطر في طهران المرشد الإيراني وناقش معه علاقات البلدين وقضايا إقليمية ودولية، واتفق الطرفان على مبدأ عدم تدخل الدول الغربية بالمنطقة، حسب تصريحات وسائل إعلام إيرانية.

وقال المرشد الإيراني خامنئي خلال استقباله أمير قطر: إنّ حلّ قضايا المنطقة يكون عبر الحوار بعيداً عن التدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن العلاقات متنية حاليا وينبغي مضاعفة العلاقات الإقتصادية بين طهران والدوحة وهناك أرضية لتبادل وجهات النظر في القضايا السياسية.

وأضاف: على بعض العرب أن يعلموا أنّ الكيان الصهيوني اليوم ليس في ظروف تسمح بالطمع به أو الخوف منه، وقضايا سوريا واليمن يمكن حلّها بالحوار.

وتم خلال تلك الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، شملت العديد من المجالات السياسية والدبلوماسية، والتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية.

وتعوّل طهران على الدوحة بملف اقتصادي هام نهاية العام الجاري ممثلاً باستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم والتي ترغب إيران بأن تكون شريكة سياحية لاستقبال الزوار القادمين لمشاهدة الحدث الرياضي الضخم.

يذكر أنّ الرئيس الإيراني قد زار الدوحة فبراير/شباط الماضي، حيث شارك في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي عقدت بالعاصمة القطرية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى