الشأن السوريعدسة ستيب

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

يعيش مئات الآلاف من النازحين السوريين الفارين من التصعيد العسكري لقوّات النظام السوري وحليفه الروسي في إدلب وريفها، بمخيمات بُنيت في مناطق جبلية أو بين الغابات، التي لم يكن بمقدور المواطن السوري الوصول إليها قبل انطلاقة الثورة السورية عام 2011.

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية
تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

وتنتشر معظم هذه المخيمات على الحدود السورية التركية، وكما هو معروف فإن تلك الخيام خالية من أبسط معايير الحياة، ويسيطر على البعض منها “الجن” كما هو حال مخيم الكرامة، ورغم ذلك يتحمل النازحون البقاء والعيش فيها، لأنهم مجبرون على ذلك.

وكما هو معروف أيضاً، فإن السكن في منطقة خالية غير صالحة للعيش، قد تكون مسكونة بالجن ومملكتها على الأرض، إلا أن ما يزيد الخوف ويجعل الناس يعتقدون أن الجن سكن أجسادهم أو قد يكون سكن بها حقاً، هو الخوف والهلع النفسي بالدرجة الأولى.

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية
تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

في هذا التحقيق الصحفي عن انتشار الجن بمخيم الكرامة على الحدود السورية التركية، سنتطرق إلى عدّة نقاط هامة حول ذلك، ونرى سبب بقاء الناس فيها وما يتعرضون له من مواقف صادمة ومرعبة، وكيف سكن الجن جسد بعضهم وكيف خرج منها.

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية
تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

أين يقع مخيم الكرامة ولِمَ سكنه الناس؟

كما أسلفنا الذكر اضطر معظم أهالي محافظة إدلب وريفها للنزوح باتجاه الحدود السورية التركية، هرباً من التصعيد العسكري لقوّات النظام السوري وحليفه الروسي، واضطروا للمبيت في مناطق مهجورة لكنها آمنة.

يقول أبو محمد (اسم مستعار) أحد قاطني مخيم الكرامة: “أنشأ المخيم في منطقة جبلية على الحدود السورية التركية، لم يسكنها أناس قبل الثورة إطلاقاً، كونها كانت منطقة مقطوعة ومليئة بالأشجار ومن المستحيل والنادر عبور الناس بها قبل الثورة”.

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية
تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

يُجبر الإنسان في الكثير من الأحيان على البقاء في مكانٍ ما أو منطقةٍ لا يرغب بها، لأنه لا يجد البديل وليس حبّاً بها.

يضيف أبو محمد: “لم يختارها الناس حبّاً بها، بل لأنهم هجروا قراهم جراء قصف قوّات النظام السوري، ونزحوا نحو أي منطقة آمنة في الشمال السوري، إلا أن بعض المنظمات قامت بإنشاء هذه المخيمات عام 2012 على الحدود السورية التركية، حتى أصبحت وجهة النازحين هرباً من النظام المجرم”.

هل سبق إن كان شركاء سكنك من الجن؟.. تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية
تحقيق صحفي يكشف قصص مرعبة من المخيمات الحدودية

كيف بدأت قصة ظهور الجن في المنطقة؟

يسكن الجن الأرض كما يسكنها الإنسان، والدليل على ذلك الكثير من الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة، منها قوله تعالى في سورة الرحمن: 《وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ》، وجاء في تفسير الحسن: “الأنام: الجن والإنس”.

يصرّ قاطنو المخيم على أن قصة ظهور الجن، بدأت مع تزايد العدد السكاني في مخيمات المنطقة واقتطاع مساحات جديدة منها لبناء المخيمات، حيث تمّ تحويل مناطق معدومة بالحياة لمناطق تعج بها.

مصطفى محمود (اسم مستعار)، يقول: “عندما بدأت المنظمات باستقطاع أجزاء كبيرة من المنطقة، أثناء هذه الفترة لاحظ الناس حالات غريبة على بعض العوائل النازحة، وقال بعضهم إنَّ الجان قد سكن أجسادهم”، مضيفاً: “سببت هذه الأقاويل، حالات هلع وخوف لدى الأهالي”.

يؤكد أبو عبدالله، ما يجري: “أسكن في هذا المخيم منذ 3 سنوات. قبل شهرين من الآن تمّ ملاحظة أشياء غريبة تحصل داخل المنزل (مؤلف من 3 خيم)”.

ما أكثر الحالات الغريبة التي تحدث؟

غالباً، الأشياء الغريبة التي تحدث مع البشر خارج إرادته، مثل سماع أصوات قريبة دون أن يكون هناك أحد أو تحركات غريبة، تُنسب إلى الجن.

بحسب قاطني المخيم، فإن أكثر الحالات التي تحدث معهم، هي حرق الخيم وتمزّيق أموال النازحين، فقدان أغراض منزلية دون وجود فاعل، تهديدهم بالقتل عبر إن لم يغادروا عبر رسائل مجهولة المصدر وتخريب المنزل من الداخل.

يقول أبو عبدالله: “قبل أيّام قليلة أصيبت زوجتي بحالة هستيرية جنونية عند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، كنا نائمين واستيقظنا على صرخاتها، حاولنا تهدئتها ولكن لم نتمكن من ذلك”.

ويضيف: “قمنا بالتواصل مع إمام جامع، وبدأ يقرأ آيات قرآنية، وقال بإن الجان قد دخل جسد زوجتي، وأخبرنا بأن المنزل أو المنطقة المحيطة بنا مسكونة بالجان”.

نازح سكنه الجن

أحمد أبو فرج “أحد قاطني مخيم الكرامة وخرج منه بعد التعافي من الجن”، يقول: “قبل 15 يوماً دخل الجان جسدي أيضاً، طبعاً فقدتُ السيطرة على نفسي بشكل كامل، وكنت أقوم بأفعال غريبة لا إرادية، ولكن خلال فترة العلاج وقراءة القرآن علي من قبل 3 مشايخ، تمكنوا من إخراجه من جسدي”، مؤكداً “كان أحد المشايخ يقرأ القرآن ويقوم بضربي ضرباً شديداً”.

ويتابع: “لكن يومياً تصلنا رسائل تسقط علينا من سقف الخيمة ونراها بشكل واضح أثناء سقوطها، ويوجد على الرسالة كلام يدعونا فيه للمغادرة من المنزل، كون أن هذ المنطقة لهم ( للجان ) وليست لنا”.

أما أبو محمد، فيقول: “في أحد المرات، كنا جالسين صباحاً، وجدنا 3 قطع سكين فوق رؤوس أطفالنا، أصابنا ذعر وهلع يومها”.

ويردف في ذات السياق: “أيضاً في إحدى الليالي ونحن نائمون، استيقظنا على رائحة النار داخل منزلنا وهو يحترق، لكننا قمنا بإطفائه بشكلٍّ مباشر”.

ووفق أحمد أبو فرج، فإن جميع الحالات تحدث أثناء فترة الليل، وبأن من يسكنهم الجن “يقومون بأفعال غريبة مؤذية لا إرادية، بالإضافة إلى الكفر بالله عزَّ وجلّ في حال كان الجان كافر، وبعض الأحيان يقومون بالهرب من منزلهم بعد فترة طويلة من الصراخ بصوت عالٍ مخيف”.

من هم الأشخاص الذين يسكنهم الجن في المخيم؟

يذهب سكان مخيم الكرامة، إلى القول إنَّه لا يوجد أشخاص معينون يسكنهم الجن، ولكن معظمهم ممن تجاوز 40 سنة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الحالة النفسية أيضاً والهلع يسبب ذلك.

جاسم محمد (اسم مستعار)، يقول: ” قبل أيام أصيبت ابنة جارتنا وسكنها الجن وتدهورت صحتها النفسية، وذلك لأن أخوتها كانوا يقومون بالاستماع للأغاني في أوقات متأخرة من الليل، وكانت تظن بأن الأصوات صادرة من الجن”.

هل هناك حالات انتحار بسبب الجن في المخيم؟

عندما تتدهور صحة الإنسان نفسياً، ويفقد السيطرة على نفسه وتصبح تصرفاته لا إرادية، وكل ما يراه يسبب له الهلع والذعر، قد يدفعه ذلك إلى الانتحار.

أهالي المخيم أكّدوا أنهم لم يشهدوا إلى اليوم أي حالة انتحار بسبب الجن، سوى تسببها بأمراض نفسية تحتاج العلاج لفتراتٍ طويلة.

لكن قبل أعوام، أعرب مواطنون من مخيم عقبة جبر بأريحا، عن اعتقادهم بأن الجن “مسؤول” عن انتحار شابين من المخيم، أحدهما يبلغ من العمر (17 عاماً) والآخر(19 عاماً)، وكانا يخضعان لجلسة علاج من قبل أحد الشيوخ لإخراج الجن من جسديهما.

كيف تتم معالجة من سكنهم الجن في المخيم؟

يقوم الشيخ بتلاوة آيات القرآن الكريم بصوت مرتفع عبر مكبرات صوت بجانب الشخص، الذي سكنه الجن أو يُعتقد ذلك.

أبو عبدالله “شيخ فضل عدم الكشف عن اسمه لأسبابٍ خاصة بعمله”، يقول: “تتم تلاوة آيات قرآنية، ومنها قوله تعالى 《وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ》، وكذلك قوله تعالى 《وَمَن يَتّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا 》”.

ويضيف: “ويبدأ التعامل مع الجان عبر الأدعية والآيات القرآنية لمدّة ما يقارب الساعة، لمعرفة هوية الجان إن كان ذكراً أو إنثى، وما إن كان كافراً أو مسلماً، حيث يتم وضع الجان بين خيارين إما الحرق وإما الخروج من الجسم، وغالباً ما يطلب الجان الإذن بالخروج من الرأس فلا يتم السماح له لأن خروجه من هكذا موقع له إثار سلبية على المصاب ولا يسمح له بالخروج إلا من إصبع القدم ويلاحظ من يقف بجانب الشيخ والمصاب أن صوت المصاب يخرج بشكل ثقيل ويتكلم بصعوبة، والسبب أن النطق يكون للجان ولكن بلسان المصاب”.

ويتابع: “الشخص المصاب لا يعرف ماذا يجري حوله، لأن الجن يكون مسيطراً، ولكن بعد خروجه ينهض المصاب ويرى الناس حوله ليبادر بالسؤال لماذا أنتم هنا؟”.

وبحسب الشيخ، فإن عملية إخراج الجن من جسد المصاب، تستغرق ثلاثة أيام.

وحول أقرب قصة مرّت بالشيخ، قال: “جاء إليَّ أحد المصابين، وتبين أن الجان أنثى واسمها (ماريا) وكانت تتكلم عن حبها للمصاب واستحالة تركه، وبعد عدّة محاولات أجبرناها على الخروج من جسم المصاب وعاد لحياته الطبيعة”.

اقرأ أيضاً : القبض على هاربين من مناطق النظام السوري إلى إدلب ومخاطر كورونا تهدد الملايين بالمخيمات

وحصلت وكالة “ستيب الإخبارية” على مجموعة صور، تظهر بعض ما كان يقوم به الجن لطرد النازحين من منازلهم، وبعض الوسائل التي كان يستخدمها النازح لحماية نفسه، كمطفأة الحريق خوفاً من حريقٍ مفاجىء.

شاهد أيضاً : الأغرب على الإطلاق قبيلة “أشباح الشياطين”.. موجودين معنا والرجل يتزوج 10 نساء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى