الشأن السوري

وثائق إسرائيلية.. رئيس وزراء سوري سابق كان عميلاً مزدوجاً ولم يُكشف

كشفت صحيفة هآريتس الإسرائيلية في تقريرٍ لها، اليوم الجمعة، أن رئيس وزراء سوري سابق كان عميلاً مزدوجاً لصالح المخابرات البريطانية والوكالة اليهودية (الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية)، وفرنسا، وساهم في الترتيب لقيام “دولة إسرائيل”.

وثائق إسرائيلية حول رئيس وزراء سوري سابق

وذكرت الصحيفة بأنّ الأمر وقع في أربعينات القرن الماضي، حين كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي، وكان رئيس الوزراء السوري الأسبق “جميل مردم” يحكمها.

رئيس وزراء سوري سابق "جميل مردم"
رئيس وزراء سوري سابق “جميل مردم”

وأضافت الصحيفة أنه في صيف عام 1945، اكتشفت فرنسا أن “مردم” تم تجنيده من قبل العميد “إيلتيد نيكول كلايتون”، رئيس المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط.

وبينت أن “مردم” وافق آنذاك على خطة تتوحد بموجبها سوريا مع كل من العراق وشرق الأردن (كانتا تحت الانتداب البريطاني)، تحت اسم “سوريا الكبرى”، بعد طرد فرنسا من الأراضي الخاضعة لانتدابها.

اتفاق بريطاني ضد فرنسا

وبحسب الاتفاق فيستجسس “مردم” لصالح بريطانيا، مقابل إتمام خطة الوصول إلى “سوريا الكبرى”،  وسيحصل على مبالغ كبيرة ووعود بأنه سيحكم “سوريا الكبرى”، لكن فرنسا اكتشفت هذه الأمر وحصلت على وثائق تؤكد عمالة “مردم” وقامت بابتزازه، وطلبت منه معلومات مقابل ألا تنشر تلك الوثائق وتسريبها لخصومه، حسب التقرير.

وأكد التقرير الإسرائيلي أنّ “مردم” قدّم فعلاً للفرنسيين معلومات قيمة حول نوايا الجيش البريطاني وأجهزة المخابرات في الشرق الأوسط، وجرى إفشال المخطط، مع العلم أن فرنسا لم تكن تعلم آنذاك بأن الرجل يعمل لصالح الوكالة اليهودية أيضاً.

اقرأ أيضاً: فيديوغراف | عميل إسرائيلي، أطلق القضاء اللبناني سراحه واستقبلته طائرة أمريكية لتهريبه. عامر الفاخوري جزار الخيام

عميل مزدوج لصالح مؤسس “دولة إسرائيل”

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الوثائق التي كشفتها تؤكد أن “مردم ” قد تم تجنيده في تلك الفترة أيضاً من قبل عميل استخبارات صهيوني، نقل إليه معلومات، وتم نقلها بعد ذلك إلى “دافيد بن غوريون” الزعيم الصهيوني الشهير، وكانت حاسمة في التخطيط لقيام “دولة إسرائيل”، التي تم إعلانها أواخر الأربعينيات بتلك الفترة.

وبيّنت “هآريتس” أن “بن جوريون” جند شخصًا يدعى “إلياهو ساسون” لتجنيد “مردم”، وكان الأول في ذلك الوقت رئيس القسم العربي للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، وكان قد عينه رئيس الوكالة “بن جوريون” في فبراير 1945 لتنسيق التعاون مع المخابرات الفرنسية.

وتحدثت الصحيفة عن وثائق تؤكد لقاء مردم مع ساسون بالقاهرة والقدس على التوالي، إضافة إلى مذكرات “موريس فيشر”، وهو ضابط مخابرات سابق في المقر العسكري للقوات الفرنسية الحرة في بيروت، التي تحدثت عن أن مردم كان مصدراً مهماً لمعلومات بن جورين.

“مردم” ساهم بقيام دولة إسرائيل

وأوضحت الوثائق بأنّ مردم ساهم بكشف المخطط البريطاني لبن جورين والذي كان يدور حول إعلان سوريا الكبرى ونزع سلاح “الهاجانا” الإسرائيلي واعتقال بن جورين بالقدس.

وختمت الصحيفة بأن جميل مردم لم يتم كشفه حينها وبقي حتى عام 1948، حين بدأت رياح التغيرات تعصف بالمنطقة العربية ليغادر على إثرها إلى القاهرة ويعيش هناك، ثم توفي عام 1960.

اقرأ أيضاً: الكسار أمير ماربيلا السوري أخطر تاجر سلاح في العالم .. عميل عربي أوقعه في الفخ أمريكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى