الشأن السوريسلايد رئيسي

تداعيات السلام بين النظام السوري وإسرائيل.. تقرير يكشف ما يدور خلف الكواليس

تتواصل التقارير والأخبار التي تحدثت عن تقارب وفتح مسارات سرّية بين النظام السوري وإسرائيل بوساطات روسية وأمريكية.

معلومات عن الاتصال بين النظام السوري وإسرائيل

حيث تحدث تقرير لصحيفة “النهار” عن تأكيد المعلومات حول وجود اتصالات على أعلى المستويات، جرت، الشهر الماضي، بين الولايات المتحدة الأميركية، من جهة وروسيا الاتحادية، من جهة أخرى انتهت إلى تفاهم على وجوب فتح المسار التسووي بين إسرائيل والنظام السوري.

ولفت التقرير إلى أنّ دولاً كثيرة في الإقليم وخارجه، تلعب دوراً من أجل الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، حيث بعضها يواجهه عسكرياً، كما هي عليه حال إسرائيل، وبعضها الثاني يواجهه بالعقوبات، كما هي عليه حال الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها الثالث، يواجهه مالياً، بالامتناع عن المشاركة في أكثر من برنامج يهدف الى إعادة إعمار سوريا، كما هي عليه حال مجلس التعاون الخليجي.

وأشار إلى أنّ تلك المعلومات تتجاوز هذه المرّة ما سمّي حدود “المناورة الإنقاذية” للنظام السوري، التي كان يلجأ إليها حين يقع في مأزق ما سياسياً.

النظام السوري يفتش عن الخلاص

وأكد التقرير أنّ النظام السوري يفتّش عن “محجة خلاص”، ويعتقد بأنّ شيئاً لا يمكن أن يكون أكثر فائدة من الانخراط في مسار تسووي مع إسرائيل، لأنّه، سيُعيده إلى طاولة الكبار التي غادرها إلى ميدان قمع الثورة بوحشية منقطعة النظير، ولأنّه، من جهة أخرى، يُعطي، بذلك، كبريات الدول ما يلزم للدفاع عن استمراريته وتوفير مقوّماتها.

ويأتي ذلك بالوقت الذي تُدرك فيه إسرائيل أنّ النظام السوري يهدف إلى توفير مسار إنقاذي لنفسه، وهي، هذه المرة (إسرائيل)، لن تكون لها مصلحة، في إجراء مناورة سلمية، لأنّ الحل التدريجي لصراعها مع العرب، أصبح مسألة حيوية بالنسبة لها.

تداعيات السلام بين النظام السوري وإسرائيل
تداعيات السلام بين النظام السوري وإسرائيل

الجولان بات عائقاً

وشدد التقرير التحليلي بأنّ بشار الأسد يعلم تماماً أن انخراطه بهذا المسار يجب أن ينتهي إلى نتيجة إيجابية، وأن ملف الجولان بات عائقاً أمامه، بعد أن أنهى نتنياهو عرض حافظ الأسد القديم “الأرض مقابل السلام”، حين أعلن ضم الجولان إلى إسرائيل رسمياً بمباركة من أمريكا.

وتحدث التقرير عن الموقف اللافت الذي اتبعته خارجية النظام السوري، بوقوفها بصمت إزاء اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل، على عكس باقي دول محور “الممانعة”، ثم ما لبثت مؤخراً حتى صرّحت برفضها ذلك.

وبحسب قراءة هذا الموقف وفق ذات المصدر، فإنّ ذلك يعني النظام السوري يريد إبلاغ “طبّاخ التسوية” أنّه لا يستطيع أن يسير بمعادلة “السلام مقابل الازدهار” التي حلّت مكان معادلة “السلام مقابل الأرض”.

اقرأ أيضاً: صحيفة إسرائيلية.. بشار الأسد طلب من الروس الاتصال بنتنياهو واستئناف مباحثات السلام

إسرائيل تسعى لتحقيق انتصار

وبيّن التقرير إلى جانب موقف النظام السوري فإن إسرائيل أيضاً تسعى إلى تحقيق انتصارات دبلوماسية كبيرة، حيث أنها تجد أنّ اللحظة مؤاتية لتحقيق خرق على المسار السوري، فبشّار الأسد يحتاجها، هذه المرة، أكثر من أي مرة سابقة، كما أنّها هي يُمكن أن تستخدمه، من أجل تحقيق هدف رسمته، ولن تحيد عنه، وهو إبعاد إيران.

وأشار التقرير إلى أنّ الانفراج المفاجئ الذي حصل في لبنان وإطلاق مبادرة التسوية البحرية بين لبنان وإسرائيل لم يكن محض صدفة، حيث يرى قارئو المشهد بأنه يحمل بعداً “سورياً”.

اقرأ أيضاً: بري يعلن عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل.. إليك تفاصيل المحادثات التي سيقودها الجيش اللبناني

روسيا نحو السيطرة المطلقة على سوريا

وبحسب خبراء الشأن الروسي الذين نقلت عنهم الصحيفة فإن روسيا من مصلحتها حسن استثمار السيطرة الروسية على سوريا، ذلك أنّ بقاء سوريا على ما هي عليه حالياً، يكبّد موسكو أثماناً لا يحتملها اقتصادها، حتى على المدى المتوسّط.

ويرى الخبراء أن روسيا تريد أن تُقنع المجتمع الدولي بمنح سوريا ما تحتاجه من أموال لتقف على قدميها، ولكنّها تُدرك أن ذلك مستحيلاً من دون أن يغيّر النظام السوري وجهه الحالي.

ويؤكد التقرير أن موسكو تتطلع إلى إخراج إيران وتركيا من سوريا، لتبقى وحدها، ومن دون أي شريك، صانعة القرار الاستراتيجي للنظام السوري.

وختم التقرير رؤيته بأن تسوية النظام السوري وإسرائيل كفيلة بتسهيل وصول روسيا الى أهدافها المرسومة، وستحمل الأسابيع القليلة القادمة الكثير من المفاجآت في هذا الملف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى