الشأن السوريسلايد رئيسي

صحيفة تكشف نقاط خلاف عالقة بين النظام السوري وروسيا

نشرت صحيفة الشرق الأوسط، أمس السبت، تقريراً أظهرت من خلاله نقاط هامة جداً تعتمد عليها علاقة النظام السوري مع روسيا. وقالت إن هناك كثير من نقاط التقاطع بين موسكو ودمشق في الملف السوري خلال السنوات الخمس الماضية، لكن التصريحات العلنية المثبتة بوسائل إعلام رسمية في البلدين، في الأيام الأخيرة، تظهر فروقات تتأرجح بين كونها جوهرية أو شكلية.

نقطة التحول في الحرب

حيث قال رئيس النظام السوري بشار الأسد لوكالة نوفوستي الروسية، قبل أيام: “هناك العديد من نقاط التحول التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة. المنعطف الأول كان في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق” قبل ظهور داعش. وأضاف :”إحدى النقاط الأخرى كانت مع قدوم الروس (في سبتمبر/ أيلول 2015)، وبدأنا معاً تحرير العديد من المناطق. في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحول في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى.

ومن جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في ذكرى تدخل جيش بلاده نهاية الشهر الماضي، إن القوات الروسية “نفَّذَت أكثر من 44 ألف طلعة قتالية وقتلت 133 ألف مسلح، بمن فيهم 4500 من روسيا ورابطة الدول المستقلة”.

وأوضح في مقال في النجمة الحمراء التابعة لوزارة الدفاع: “في 30 سبتمبر 2015 وافق مجلس الاتحاد على طلب رئيس الاتحاد الروسي باستخدام القوات المسلحة في سوريا. وكان هذا القرار جواباً على الخطاب الرسمي للقائد السوري بشار الأسد، ويتفق تماماً مع بنود اتفاقية الصداقة والتعاون”.

وأضاف: “في تلك المرحلة باتت الأوضاع في سوريا حرجة، وكان هناك خطر هزيمة الجيش السوري، وبالتالي انهيار سيادة الدولة.”

مدة الوجود الروسي وأسبابه

نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن الأسد قوله: “مدة الاتفاق بشأن قاعدة حميميم تشير إلى خطط طويلة الأجل للتعاون”، وأضاف: “روسيا ليست بلداً صغيراً. إنها قوة عظمى، لذلك عليها واجبات، وهي مسؤولة عن العالم كله، وجزء من هذه المسؤولية وجودها السياسي والعسكري في مناطق مختلفة. إن القوات المسلحة الروسية مهمة لتحقيق التوازن في منطقتنا (…) وربما لن يحدث هذا ونحن لا نعرف ما الذي سيحدث، لذلك الوجود الروسي ضروري”.

ومن جهته، قال شويغو: “قبل بداية العملية، أُنشئ سراً في قاعدة حميميم الجوية تشكيل من القوات المسلحة يتألف من 50 قطعة حربية معاصرة ومطورة (34 طائرة و16 مروحية)، كما وصلت وحدات عسكرية للدعم القتالي والعمليات الخاصة”.

وأضاف: “تنفيذ تلك المهمة الأولية عملية فريدة، إذ فاجأ الكثيرين ظهورُ تشكيلٍ بهذه القوة، وعلى هذه المسافة البعيدة من الأراضي الروسية، وعن القواعد الرئيسية للجيش والأسطول الروسيين. تم نقل عشرات الآليات القتالية والخاصة ومئات الأفراد من العسكريين ومخزون هائل من الإمدادات خلال فترة وجيزة، على مسافة تتجاوز 2500 كلم.”

ويُذكر أنه إلى جانب قاعدة حميميم التي تطلق منها روسيا ضربات جوية، تسيطر موسكو أيضاً على منشأة طرطوس البحرية بموجب اتفاق لمدة 49 سنة. كما بدأت إقامة قاعدة في القامشلي، وتنشر منظومات صواريخ إس 300 و إس 300 متطور وإس 400 .

الحرب والتفاهمات

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد أكد أن الحرب لم تنتهي، ولن ينهيها قبل أن يفرض النظام السوري سيطرته على كافة المناطق.

وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف قال في مقابلة نُشِر نصها على موقع الخارجية الروسية في 21 سبتمبر: “عدتُ مؤخراً من دمشق (…). لا أعتقد أن هؤلاء الذين تحدثوا مع الرئيس الأسد، ومسؤولين آخرين في الدولة، يمكنهم القول إن حكومة سوريا تعول فقط على حل عسكري للنزاع. هذا ليس حقيقة. المواجهة العسكرية بين حكومة البلاد والمعارضة انتهت.”

وهذا يعني أن هناك تصريحات متناقضة بين رؤية النظام السوري ورؤية روسيا.

إقرأ أيضاً : صحيفة روسية.. بشار الأسد يحاول طعن روسيا ويتجه نحو الغرب مستغلاً هذه الجانب

التفاهم الروسي التركي

ذكرت الصحيفة رأي الأسد بالعلاقات الروسية التركية حيث قال: “الاتفاقات الروسية – التركية ليست فعالة. لو كان اتفاق موسكو وأنقرة فعالاً، لما اضطررنا إلى تنفيذ أعمال قتالية مؤخراً في العديد من مناطق حلب وإدلب، لأن النظام التركي كان عليه إقناع الإرهابيين بمغادرة المنطقة وتمكين الجيش السوري والحكومة والمؤسسات من السيطرة عليها، لكنهم لم يفعلوا ذلك”.

ومن جهته، قال لافروف: “هناك مذكرة روسية – تركية لا تزال حيز التنفيذ بشكل كامل، وتم وقف الدوريات في طريق حلب – اللاذقية لدوافع أمنية، لأن تنظيم (هيئة تحرير الشام) يقوم هناك دوماً باستفزازات مسلحة، ويهاجم مواقع القوات الحكومية، كما يحاول مهاجمة قاعدة حميميم”.

وأضاف: “زملاؤنا الأتراك أكدوا التزامهم بمحاربة الإرهاب وفصل المعارضين الحقيقيين المستعدين للمفاوضات مع الحكومة عن الإرهابيين. لا ضرورة لشن الجيش السوري وحلفائه أي هجوم على إدلب. من الضروري فقط استهداف مواقع الإرهابيين والقضاء على بؤرتهم الوحيدة المتبقية.

والجدير بالذكر أن هذا العام حمل الكثير من أشكال الضغط على النظام الروسي، كان إحداها موقف روسيا من عدة مسائل مفصلية، وازدادت وجهات النظر بالتباعد بين روسيا و النظام السوري ليصبح ذلك واضحاً من التصريحات المتناقضة لوسائل الإعلام.

إقرأ أيضاً : عن علاقة النظام السوري وروسيا.. الأسد يتحدث عن اجتماع مع بوتين وتحديث قواته برعاية الأخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى