حورات خاصة

خبير أمريكي: بعد قضية منطاد التجسس.. شرارة حرب قد تندلع بين أمريكا والصين

فجّرت قضية “منطاد التجسس” الصيني أزمة سياسية وعسكرية بين الصين وأمريكا، أدت إلى تعميق الخلافات بين البلدين المتنافسين اقتصادياً وعسكرياُ على مستوى العالم، وحذّر خبراء من إمكانية أن انجرار الأمر إلى صراع مباشر بينهما في حال اشتعل فتيل جديد، لا سيما أن الملفات العالقة بين البلدين عديدة وأبرزها تايوان.

 

أزمة منطاد التجسس والأجسام الطائرة

 

وبدأت القصّة، حين أعلنت مطلع فبراير الجاري، الولايات المتحدة اكتشاف منطاد صيني يحلق فوق أراضيها، لكنها أكدت أنها لا تستطيع إسقاطه بسهوله، كما أنه واصل التحليق لأيام ومرّ فوق منشآت عسكرية ونووية أمريكية، ما اعتبرته واشنطن تهديداً للأمن القومي.

 

وعلى أثره اتهمت واشنطن بكين بالتجسس عليها وتسيير المنطاد لأغراض استخباراتية، لكن بكين نفت ذلك ببيانات رسمية واعتبرت أن المنطاد الصيني يعمل لأغراض جمع المعلومات حول الطقس، ثم عادت واتهمت واشنطن بأنها سيّرت مناطيد تجسس عديدة نحو أراضيها، وما زاد “الطين بلّة” هو اكتشاف وإسقاط عدد من الأجسام الطائرة المجهولة فوق أمريكا وكندا، وحديث عن رصدها فوق الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم، مما زاد التكهنات عما إذا كانت قد وصلت دول في العالم إلى تقنيات جديدة في التجسس.

 

ويقول الدكتور روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، خلال حديث لوكالة ستيب الإخبارية: إن البنتاغون أكد عكس المعلومات التي تقولها الصين، وأن المنطاد الصيني لأغراض التجسس وليس لجمع معلومات حول الطقس، حسب زعم بكين، ونشرت عدة بيانات أمريكية رسمية حول ذلك.

ويضيف: البنتاغون أكد أيضاً أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وقد أرسلت الصين العديد من مناطيد التجسس إلى أراضي الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، رغم أنه لم يكشف عن الأمر إلا مؤخراً، فيما يبدو أنه حتى لا يوتّر العلاقات أكثر بين البلدين.

 

ويرى الدكتور “رابيل” أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأخرت فعلاُ بإسقاط منطاد التجسس الصيني رغم تحليقه لأيام فوق أراضي أمريكا ومروره فوق منشآت عسكرية ونووية وتهديده للأمن القومي.

 

ويقول: كان هناك تفسيرات متعددة داخل أمريكا لكنها متناقضة حول سبب عدم إسقاط منطاد التجسس منذ اكتشاف أمره لأول مرة، واعتقد أن إدارة بايدن تأخرت بإسقاطه فعلاً، وهو ما أثار الشكوك حتى داخل الكونغرس الأمريكي لا سيما لدى أعضاء الحزب الجمهوري.

 

ويؤكد أنه كان ينبغي ألا يترك منطاد التجسس يحلّق كل هذه المدة بسهوله ويمر فوق كل المنشآت الحساسة ويعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، حيث لا يعلم ما هي المعلومات التي أرسلها المنطاد واستطاع جمعها خلال رحلته، وهل حصلت الصين فعلاً عليها من خلال إرسال عن بعد أم أنه كانت تنتظر أن يعود إلى منطلقه لجني ثمار رحلته “المشكوك فيها”.

 

ويحذّر الدكتور “رابيل” من أن توتّر الأحداث المتسارع بين الصين وأمريكا يمكن أن يؤدي بالنهاية إلى اندلاع شرارة مواجهة مباشرة، وقد تؤدي لحرب لا تحمد عقباها، لا سيما أن صفقات السلاح الأمريكي مع تايوان بدأت تزداد.

ويقول: اعتقد أن أي محاولة تسليم من قبل الغرب لتايوان بأسلحة استراتيجية تراها الصين خطراً عليها، ويمكن ذلك أن يدفع تايبيه لإعلان الانفصال، قد تكون شرارة حرب مقبلة.

 

ويرى الخبير السياسي الأمريكي أن إمكانية اندلاع الحرب بين الصين وأمريكا باتت أكبر من أي وقت مضى لا سيما مع تشابك الأحداث العالمية وارتفاع مستوى التهديد بين الطرفين.

 

وفيما يلي إجابات الدكتور روبرت رابيل على أسئلة وكالة ستيب الإخبارية:

بعد قضية منطاد التجسس هل تندلع حرب بين الصين وأمريكا
بعد قضية منطاد التجسس هل تندلع حرب بين الصين وأمريكا

هل كان المنطاد الصيني الذي حلّق فوق أمريكا للتجسس؟

  • تم نشر المزيد من المعلومات من قبل وزارة الدفاع. وأكد البنتاغون أن المنطاد، على عكس ما تقوله الصين هو منطاد تجسس. في الواقع، أصدر البنتاغون أيضًا معلومات تفيد بأن الصين أرسلت العديد من البالونات للتجسس على العديد من الدول.

 

لماذا تأخرت أمريكا بإسقاط منطاد التجسس؟

  • تم بث تفسيرات متعددة لكنها متناقضة حول سبب عدم إسقاط إدارة بايدن منطاد التجسس في وقت قريب من قبل الإدارة وأعضاء الحزب الجمهوري بما في ذلك أعضاء الكونغرس.
  • تؤكد الإدارة الأمريكية أنها أسقطت البالون في الوقت المناسب لحماية أرواح الأمريكيين وجمع المعلومات من المنطاد. بينما يؤكد الجمهوريون أن الإدارة كانت مخطئة وكان ينبغي ألا تسمح للمنطاد بعبور الأراضي الأمريكية من المحيط الهادئ / ألاسكا إلى المحيط الأطلسي.

 

هل يمكن أن تصل التوترات بين أمريكا والصين لحالة حرب؟

 

  • أصبحت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين أكثر توتراً. من الصعب توقع ما إذا كانت ستندلع حرب بين القوتين الكبيرتين أم لا. لكن هذا الاحتمال يتزايد، لا سيما مع تشابك العديد من الملفات العالمية.
  • لن تكون تلك الحرب فيما لو اندلعت سهلة على الجميع، لن يحمد عقباها.

 

ماهي شرارة الحرب المتوقعة؟

  • اعتقد أن ملف تايوان هو الملف الأكثر خطورة وتعقيداً، فأي محاولة من قبل الغرب ولا سيما أمريكا تسليح تايوان بأسلحة استراتيجية قد تشكل خطراً على الصين، ويمكن أن تعطي دفعة لتايبه من أجل إعلان استقلالها، فإن ذلك سيكون شرارة حرب قادمة.

 

وقد لا تنتهي أزمة المنطاد الصيني بسهولة، حيث أن أمريكا فرضت جملة عقوبات جديدة على الصين، وأطلقت مناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي خلال الأسبوع الفائت، وهي منطقة تثير غضب بكين التي تطالب بالسيادة عليها، علاوةً على إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي لبكين والتي كان ينتظر أن تكسر جليد العلاقات بين البلدين وتضع لبنة في بناء علاقة جديدة وتنافس “سلمي”، بينما تواصل الصين تقربها من روسيا وبناء تحالفات في آسيا وأفريقيا تشكّل “خطراَ” جديداً على هيمنة الولايات المتحدة في العالم سياسياً وعسكرياً.

خبير أمريكي.. بعد قضية منطاد التجسس.. شرار حرب قد تندلع بين أمريكا والصين
روبرت رابيل: بعد قضية منطاد التجسس.. شرار حرب قد تندلع بين أمريكا والصين

مواضيع متعلقة:

ساعات تفصل عن كشف “سر المنطاد الصيني”.. الاستخبارات الأمريكية تمسك “رأس الخيط”

 

حلّق فوق منشآت نووية وسيبقى لأيام.. المنطاد الصيني يثير غضب أمريكا والبيت الأبيض يكشف كيف تصرف الجيش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى