الشأن السوريأخبار وتقارير

مع حلول الشتاء..حكومة الإنقاذ تضيّق على النازحين وترفع أسعار المواد

شهدت محافظة إدلب إرتفاعًا كبيرًا بأسعار السلع التجارية والمواد الغذائية ومواد التدفئة، بالتزامن مع قدوم فصل الشتاء وكثرة العوائل التي تفترش العوازل البلاستيكية لتوفير مأوى بسيط لأطفالها.

وذكر مراسل وكالة “ستيب الإخبارية”، أن أسعار مواد البناء وكيس الإسمنت أصبح حلم عشرات العوائل التي تحتاج إليه لعمار بعض الحجارة كخيمة صغيرة ينستر بها النازحين الذين هجّرهم النظام السوري والروس عبر استهداف القرى والبلدات في أرياف إدلب بشكل يومي.

أوضاع صعبة مع حلول الشتاء

وقال أحد مهجري مدينة معرة النعمان، أبو محمد، لوكالة “ستيب الإخبارية”، إن عائلته المؤلفة من 9 أشخاص تسكن جبال مشهد روحين ولا يفصل بين رؤوسهم وأمطار الشتاء سوى عازل بلاستيكي وبعض الحجارة التي جمعوها من أجل إبعاد مجاري المياه عن مكان إقامتهم.

وأضاف أبو محمد، أنه ينوي بناء حائط من الإسمنت والحجارة تحت العازل البلاستيكي قبل حلول فصل الشتاء ولكنه لم يعد يستطيع شراء كيس إسمنت واحد بسبب غلاء سعره، حيث بلغ سعر الكيس الواحد 10 آلاف ليرة سورية، ناهيك عن سعر متر الرمل الذي أصبح يباع بالدولار الأمريكي.

وأشار أبو محمد إلى الحالة الصعبة لدى معظم أقرانه من النازحين من حيث تأمين إحتياجات فصل الشتاء ومايتطلب منهم من تأمين مدافئ وحطب أو فحم للتدفئة، وكل ماذُكر أصبحت أسعاره خيالية، فأقل مدفأة سعرها 200 ليرة تركية، أما طن الحطب أو الفحم فقد وصل إلى 130 دولار أمريكي.

ضرائب حكومة الإنقاذ

وبدوره أفاد مراسلنا حسن المحمد، بأن غلاء جميع المواد في المناطق المحررة يرجع إلى الضرائب المفروضة على البضائع، التي يتم إدخالها من المعابر بين محافظة إدلب مع تركيا ومناطق عفرين، والتي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام.

وعلمت “ستيب” من أحد مصادرها في المعابر الحدودية، والذي فضل عدم ذكر اسمه خوفًا من الإعتقال، أن حكومة الإنقاذ رفعت ضريبة طن الأسمنت من 3 دولار أمريكي إلى 13 دولار، وفحم التدفئة من 3 إلى 8 دولار، إضافة إلى رفع أسعار المواد الغذائية ضعفين للطن الواحد.

صفقات تجارية

وأضاف المصدر أن مسؤولين في إدارة المعابر التجارية يلجأون إلى تمرير بعض البضائع دون تسجيلها في المعبر بهدف تقاسم الصفقة بشكل مخفي بين المسؤول والتاجر الذي يلهث لزيادة أمواله دون النظر إلى مدى المعاناة التي يسببها للمواطنين الذين هم بأمس الحاجة لليرة السورية في هذه الظروف الصعبة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن معبر باب الهوى يدر من الأرباح لحكومة الإنقاذ وتجار الأزمات قرابة الـ 20 مليون دولار في ظرف أشهر قليلة، ولا أحد يعلم أين تذهب كل تلك المبالغ الطائلة ومن يتقاسمها بعيدًا عن أنظار الفقراء والمحتاجين وذوي الإحتياجات الخاصة الذين يعانون الأمرّين في شمال غرب سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى