الشأن السوري

هل تستعد السويداء للانفصال الفيدرالي بمساندة فصائلها الجديدة؟ وأين يقف أهالي الجبل من ذلك!؟

ظهرت مؤخرًا تشكيلات عسكرية في محافظة السويداء، غير واضحة المعالم والأهداف، كما تسارعت وتيرة التحاق العديد من أبناء المحافظة إلى صفوف كل فصيل منهم حسب منطقته، بعد تصاعد حدّة التهديدات الموجّهة لأهالي المحافظة عقب تزايد الوجود الإيراني في محيط السويداء.

يأتي هذا بالتزامن مع توارد أنباء عن تشكيل مشاريع شبيهة بـ “كانتونات فيدرالية” في المنطقة الجنوبية، برئاسة قيادات سابقة في فصائل المعارضة ممن أبرموا تسوية ومصالحات مع النظام بإشراف روسي.

واعتبر البعض أنَّ ما يقوم به أبناء السويداء هو خطوة احترازية أو استباقية لتشكيل منطقة فيدرالية، تماشيًا مع المشروع المطروح في محافظة درعا.

رؤية أهالي السويداء حول التشكيلات العسكرية الجديدة

للوقوف على تفاصيل هذا الأمر تحدّثت وكالة “ستيب الإخبارية” مع بيان الأطرش، وهو معارض من أبناء محافظة السويداء، لقراءة وجهة نظر بعض أهالي المنطقة حول صعود هذه التشكيلات إلى الواجهة بشكل غير مسبوق.

وأكّد “الأطرش” أنه من حيث المبدأ نحن كأهالي السويداء ضدَّ أي فصيل يتم تشكيله على أساس “طائفي” مهما كانت مبرراته.

وما تشكّل سابقًا مثل فصيل “مشايخ الكرامة” كان الهدف منه حماية أبناء الجبل الذين لا يرغبون بالالتحاق بصفوف جيش النظام، بعد الضغط الذي تعرّضوا له لهذا الشأن.

مبررًا بذلك أنَّ أبناء المحافظة “لا يريدون الاشتراك بهذه المقتلة، وما يشكّله ويفعله النظام، غير مرضى عنه شعبيًا ويبقى في إطار استخباراتي أمني”.

وأشار “الأطرش” إلى أنَّ التشطير والفدرله التي يعمل عليها البعض، لقد رفضها أهل الجبل سابقًا، مؤكّدًا أنَّ أهل السويداء “مازالوا مع سوريا موحدة وقوية”.

أهالي الجبل بين الحياد والموالاة.. فأين هم!

من جانبه، قال الصحفي، مالك أبو الخير، مدير مؤسسة (أنا إنسان) لوكالة “ستيب الإخبارية“، إنّ “هدف الفصائل في السويداء جميعها واضح، هو حماية الأرض والعرض من أي اعتداء كان ومن أي جهة كانت من (النظام – حزب الله – داعش).

وعند السؤال عن سكوت النظام حول هذه التشكيلات التي لا تخضع لإدارته اعتبر أنَّ السويداء “حاولت منذ انطلاقة الثورة ضدّ نظام الأسد أن تكون ذات رؤية خاصّة بها أقرب للحياد”.

وتابع “النظام لا يستطيع فعل أي شيء في السويداء، ولا يستطيع أن يأخذ أي قرار يخص المنطقة، أقصى ما يمكنه فعله هو تسهيل مرور داعش نحو السويداء للضغط على المدينة”.

بالإضافة إلى خنق الناس اقتصاديًا عبر رفع الأسعار، وعدم تأمين الاحتياجات المطلوبة للمدينة.

وعن حيادية أهالي محافظة من الثورة السورية أو حتى النظام، قال “السويداء قرارها منذ بداية الثورة واضح أيضًا، لن تشارك إلى جانب النظام ولا إلى جانب المعارضة”.

واعتبر أّنَّ من يريد المشاركة بصف أحد الطرفين (نظام أو معارضة) هو قرار شخصي، ولكن ممنوع للنظام أن يجبر شباب السويداء ضمن المدينة على الالتحاق به (..)، ومازال هذا القرار ساريًا.

مؤكّدًا استمراريته إلى حين الوصول لحل سياسي وطني شامل، وبكل الأحوال “السويداء تتجه نحو الإدارة اللامركزية في القريب العاجل”.

في حين، أشار “أبو الخير” إلى أنَّ تنظيم داعش “لم ينته خطره، وإنما القضية باختصار تمّ الإيعاز له من مشغله الإيراني بالتراجع، بعد هزيمة داعش في هجومه الغادر بتاريخ 25 تموز 2018”.

واليوم عاد التنظيم “لتجميع قوّاته من جديد، وبسريّة تامّة، وعملنا مؤخرًا على كشف وتحديد مواقعهم الجديدة بالإضافة إلى المواقع التابعة لـ إيران وحزب الله في الجنوب السوري التي تتعاون وتسهل دخول داعش للمنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى