الشأن السوريسلايد رئيسي

سجون الأسد بأسماء ضباط وهمية بين تعنيف النساء واغتصابهن.. تحقيق صحفي مستند على شهادة معتقلة خرجت مؤخراً

“كانت معاملة قوّات النظام السوري سيئة للغاية من الشتائم إلى الضرب المبرح إلى الاغتصاب. لازلت أخشى أن أفتح عيني وأجد نفسي قابعة في تلك الزنزانة المرعبة”، تقولها معتقلة داخل سجون الأسد أُفرِجَ عنها مؤخراً.

سجون الأسد قصصٌ من التعذيب

باتت سجون النظام السوري معروفةً حتى لغير أبناءها؛ سجون مرعبة ومخيفة لا يتحمل ظلمها الرجال فكيف النساء اللواتي لا يعرف أحد مصائرهن المستقبليّة، ومن تخرجْ من السجن تحكِ فظائع مرعبة عاشتها في “جهنم” سجون الأسد.

وكالة “ستيب الإخبارية” فتحت تحقيقاً صحفياً حول ما تتعرض له النساء المعتقلات داخل سجون الأسد، استناداً إلى شهادة معتقلة خرجت الأسبوع الفائت من فرع الأمن العسكري (215) في العاصمة دمشق.

كيف يتم اعتقال النساء والفتيات؟

عَقَبَ اعتقالٍ زاد عن 3 سنوات، خرجت (ل، م، أ) من فرع الأمن العسكري (215) في العاصمة دمشق، في وضعٍ صحي وجسدي مأساوي.

تُشير تهاني (اسم مستعار اختارته ستيب للمعتقلة ل، م، أ)، إلى أن الاعتقال يتمّ بطرق مختلفة وبتُّهم جاهزة، إما من أمام الجامعات والمعاهد والمدارس إذا ما كانت الفتاة تدرس أو تعمل في السلك التدريسي، أو من داخل منازلهن ولربما يتصيدهن عناصر النظام خارج المنزل.

تهاني، تقول إنَّ قوّات النظام السوري بمجرد حصولها على معلومة تفيد بأن هذا الرجل أو تلك المرأة معارضة للأسد، تقدّم على اعتقالها بطريقةٍ مرعبة لا إنسانيّة.

عدد النساء المعتقلات

أشارت الكثير من التقارير إلى وجود العشرات من النساء السوريات المعارضات للنظام السوري داخل السجون، دون أن تحدد العدد بدقة، فكل فرع من أفرع النظام يختلف عن الآخر.

بحسب إفادة تهاني، فإن عدد النساء المعتقلات داخل فرع الأمن العسكري (215) وحده يتجاوز 90 معتقلة، تمَّ توزيعهن على زنزانتين داخل الفرع المذكور آنفاً.

أسماء الضباط المشرفين على سجون النساء المعتقلات

خلال بقاءها داخل السجن لمدّة ثلاث سنوات، لاحظت تهاني محاولة الضباط وحتى العناصر إخفاء أسمائهم الحقيقية أمام المعتقلات والاكتفاء بالألقاب؛ منها أبو حيدرة وأبو علي والمقدم جمال، ومن العناصر سليمان وحسين.

لافتةً إلى أن هؤلاء الضباط والعناصر كانوا يقومون أيضاً بتغطية أعين المعتقلات حتى لا تتمكن إحداهنّ من رؤية وجوه الضباط والعناصر، خشية التعرف عليهم أو الإدلاء بأسمائهم لجهات دوليّة وإنسانيّة عَقَبَ خروجهن من السجن يوماً ما.

ماذا عن التحقيق مع المعتقلات؟

تقوم قوّات النظام السوري عند اعتقال إحداهن بإدخالها إلى الفرع، والمباشرة بتعذيبها وشتمها بألفاظ نابية قبل توجّيه أي سؤالٍ لها.

كما أن المرأة تبقى أحياناً تحت التعذيب عدّة أيّام حتى تنهار تماماً وتصبح مستعدة للاعتراف بأية تهمةٍ قد توجّه إليها، وإذا ما كانت جميلة الوجه والقوام تكون معرضة أكثر من غيرها للاعتداء، بحسب ما رأته تهاني داخل سجون الأسد.

ما هي أبرز التُّهم الجاهزة للمعتقلات؟

في شهادتها عمّا حدث داخل السجن، قالت تهاني إنَّ بعض النساء اتّهمن بقضايا الإرهاب والتعامل مع فصائل المعارضة السورية ومساعدة الجيش الحر وتهريب السلاح لهم، وأخريات اتّهمن بالمشاركة في التظاهرات ونشر تعليقات مناهضة للنظام السوري.

التحرّش والاغتصاب وحتى الإجهاض

من الفظاعات التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سجونه وأفرعه الأمنيّة، ضد المعتقلين والمعتقلات على خلفية سياسية، على رأسها الاعتداء والعنف الجنسي كأداة حرب لقمع الثورة وكسر إرادة السوريين.

تهاني، رغم ما عانته داخل سجون الأسد، أصرّت أن تفضح ما يحدث داخلها، ما عانته خلال ثلاث سنوات من تعذيب واغتصاب وإجهاض.

“حقيقة لازلت أعيش حالة من الرعب والخوف، ولازلت أخشى قبل أن استيقظ من أن يكون خروجي من فرع الأمن العسكري حلماً، تمَّ اعتقالي لأن أحد أفراد عائلتي القاطنة في حلب، انضم إلى صفوف المعارضة قبل ثلاث سنوات. تعرضت إلى الاغتصاب مرتين في فرع (215) والأمن العسكري في حلب 3 مرات، خلال ذلك حملت مرتين وأجهضت من كثرة التعذيب”، تقولها تهاني.

وأوضحت أن النساء المتهمات بقضايا الإرهاب والتعامل مع المعارضة كان يتم تعريتهن تماماً من كامل ثيابهن والاعتداء جنسياً عليهن من قبل العناصر والمحققين، أما المتهمات بالمشاركة في التظاهرات فكان الاعتداء الجنسي عليهن أخف.

وأشارت إلى حالة اعتداء جنسي مرعبة من نوعها حدثت لفتاة عزباء سمع صرخاتها جميع المعتقلات، حيث تناوب عناصر النظام السوري على اغتصابها ومن ثمّ رموها داخل الزنزانة وهي بحالة سيئة وتنزف، لتحبل بعد ذلك داخل السجن.

قصص مرعبة ترويها تهاني

عندما تكون السجون لغرض التعذيب والتعنيف والاعتداء الجنسي فقط، تكثُر فيه القصص المرعبة والمروعة.

تقول تهاني: “كثيرةٌ هي القصص المرعبة، منها تعرّض امرأة للشبح عبر تعليقها من يديها عدّة ساعات متواصلة قبل أن يتم إنزالها وسط ألمٍ شديد بيديها اللتان فقدت الإحساس بهما”.

وتضيف: “لم تكن هناك قصة تُثير الرّعب أكثر من استدعاء امرأة لتحقيقٍ وهمي، فلم تكن تعرف ما الذي ينتظرها خلف قضبان السجن. إحدى النساء بعد انتزاع طفلها منها، فقدت عقلها ولم تعد تميز بيننا وبين غيرنا لشدة معاناتها”.

ما الذي قد تتمناه معتقلة عانت الويل داخل سجون الأسد؟

تهاني عانت الكثير خلال السنوات الثلاث داخل معتقلات النظام السوري: “أتمنى محاسبة جميع عناصر النظام وتعذيبهم بالطريقة نفسها التي قاموا فيها بتعذيبنا، ومن ثمّ إعدامهم”.

مواضيع ذات صِلة : إعدام مبرمج وناشط فلسطيني بارز في سجون الأسد

وتتابع: “أتمنى من المنظمات الحقوقيّة والدوليّة أن تدخل السجون وترى بعينها ما يجري على أرض الواقع بعيداً عن كذب وسائل إعلام النظام السوري”.

في ظلّ ما يتم تداوّله وعشرات التقارير التي تُنْقَل عن شهادات معتقلات خرجن من سجون الأسد، هل سيبقى مصيرهن كمصير (ل،م،أ)؟

إعداد: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى