أخبار العالمسلايد رئيسي

أزمة الهاتف.. تسريب مكالمة بوتين وماكرون تشعل حرب كواليس بين فرنسا وروسيا

يبدو أن كشف أسرار المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، من جانب باريس بدأ يشعل حرب كواليس بين الدولتين، حيث اعتبرته موسكو “انتهاكاً للبروتوكول الدبلوماسي”.

موسكو تعلق على تسريب مكالمة بوتين وماكرون

في أعقاب زيارته إلى فيتنام الأربعاء، علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على تسريب مقتطفات من المكالمة بين الرئيسين الروسي والفرنسي، قائلاً إن “الأخلاق الدبلوماسية لا تقضي بذلك”.

وأضاف: “أعتقد أن الأخلاق الدبلوماسية بالطبع لا تقضي بمثل هذا التسريب أحادي الجانب للتسجيلات”.

كما أشار في الوقت ذاته إلى أنه عندما قامت موسكو بنشر تفاصيل مكالمات بوتين مع زميليه الفرنسي والألماني “فقد تم لاحقاً إبلاغهما بذلك بشكل علني 3 مرات، لكنهما لم يردا”.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اتهمت باريس بانتهاك سرية المحادثات بين بوتين وماكرون.

وقالت: “فيلم «الرئيس وأوروبا والحرب» للمخرج الفرنسي غي لاغاشا، حول خطوات ماكرون لحل الصراع الأوكراني، عندما يتم إجراء مكالمات على أرفع مستوى فهي بالطبع مسألة سرية”.

وتابعت: “بطبيعة الحال، هذه مفاوضات مغلقة، ولكنه اتضح أنه منذ شهرين عندما اتصل ماكرون برئيس روسيا، تم تسجيل المحادثة بالكامل بواسطة كاميرات صحفيين كانوا جالسين يصورون كل شيء. هذا مثال على حقيقة أن هذه هي الطريقة التي يفهمون بها كلمة دبلوماسية”.

كذلك، لفتت إلى أنه “من الصعب توقع السرية من الجانب الفرنسي بعد نشر لقطات من محادثات ماكرون المغلقة مع بوتين على التلفزيون الفرنسي”.

أزمة مكالمة بوتين وماكرون من أين بدأت؟

بدأت أزمة تسريب المكالمة قبل أيام، حين اتهمت وسائل إعلام روسية الرئيس الفرنسي بـ”عدم احترام” تقاليد التفاوض الدبلوماسي بعد سماحه بتسجيل وإذاعة مكالمة هاتفية مطولة جمعته ببوتين في فبراير/ شباط الماضي.

والخميس الماضي، أذاعت قناة “فرانس 2” وثائقياً بعنوان “الرئيس، أوروبا والحرب” الذي تم تصوير أجزاء منه بقصر الإليزيه خلال المكالمة التي حاول خلالها ماكرون إثناء بوتين عن الحرب.

ويرصد الفيلم محادثة هاتفية مثيرة استمرت 9 دقائق ولم يُنشر مضمونها من قبل، وهو من إعداد الصحفي غي لاغاتشي، الذي يروي خفايا من اللعبة الدبلوماسية خلال الأشهر الستّ الماضية في قصر الإليزيه.

وبحسب ما أظهرته الدقائق التسع التي نقلها تلفزيون “فرنسا 2″، فقد بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حازماً وحاداً نسبياً في لهجته، بينما كان بوتين صامتاً في البداية قبل أن يرد ببضع كلمات لا تخلو من سخرية، حيث ردّ على مقترح عقد لقاء بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوله مخاطباً ماكرون: “لا أخفيك أمراً أنني أرغب في لعب هوكي الجليد، وأنا الآن أحادثك من قاعة الرياضة”، ما يعني عدم اكتراثه لمقترح نظيره الفرنسي في فترة حساسة وحاسمة وقبل أيام قليلة من بدء الحرب على أوكرانيا.

وفي تقرير حول ظروف تصوير الفيلم، قالت صحيفة لوموند الفرنسية: “قبل 4 أيام من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، تابع غاي لاغاتشي من مكتب رئيس الخلية الدبلوماسية في الإليزيه إيمانويل بون، مقابلة استمرت ساعة وخمسة وأربعين دقيقة، حاول فيها ماكرون انتزاع مبدأ لقاء فلاديمير بوتين في جنيف مع جو بايدن”.

واستبعد التقرير أن يكون قد تم إخطار بوتين بأنه يتم تسجيل كلامه، ووفقاً لأحد مستشاري “الإليزيه” فقد تم تحذير محاوري الرئيس الفرنسي الأوروبيين قبل أكثر من 6 أشهر من أن صحفياً سيتابع الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي من الداخل.

وتابع: “بالنسبة إلى فلاديمير بوتين تبدو الأمور أقل وضوحاً، فقد تم إخطار السلطات الروسية بعد مشاهدة الفيلم من قبل الخلية الدبلوماسية”.

وعلّق التقرير الفرنسي بأن “كسر السر أصبح سلاحاً بين فرنسا وروسيا، حيث يعرف الدبلوماسيون في باريس أيضاً كيفية تعقب التسريبات”.

وحاول ماكرون كثيراً إقناع بوتين بالعدول عن قراره في غزو أوكرانيا والانسحاب منها، إلا أن الأخير لم يستجب.

اقرأ أيضًا: الإليزيه يكشف عن فحوى محادثات ماكرون مع بوتين ومطالبه الثلاثة

 

 تسريب مكالمة بوتين وماكرون تشعل حرب كواليس بين فرنسا وروسيا
تسريب مكالمة بوتين وماكرون تشعل حرب كواليس بين فرنسا وروسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى