حورات خاصةسلايد رئيسي

في 5 محاور هامة عراقيّة سوريّة|| حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية

أجرت وكالة “ستيب الإخباريّة” حواراً خاصاً مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، حول عدّة نقاط هامة تتعلق بتنظيم “داعش” وخطره القائم في العراق والتنسيق حول قضاء سنجار الحدودي مع سوريا والتدخل العسكري الخارجي في الأراضي العراقيّة، بالإضافة إلى محور مخيم الهول ومصير العوائل العراقيّة فيه.

حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية

تحدث اللواء يحيى رسول، في هذا الحوار عن النّصر الّذي حققته القوّات المسلحة العراقيّة على تنظيم “داعش” الإرهابي، والّذي يصادف يوم غد الخميس الذكرى الثالثة له، كما أوضح أن التنسيق بين قوات الحكومة الاتحادية والبيشمركة الكُردية، مستمرٌ في قضاء سنجار الّذي تمّ إعلانه خالياً من المجاميع المسلحة، مُشيراً إلى أنهم لا يقبلون أن يكون العراق ساحةً لتصفية الحسابات الأمريكيّة الإيرانيّة، مُتطرقاً إلى القضايا الشائكة بمخيم الهول.. إليكم نصّ الحوار كاملاً.

ستيب: خلال الأيّام الماضية، ألّقت قوّاتكم القبض على المنسق الإداري ووالي العراق بتنظيم “داعش” في مطار بغداد بعمليةٍ سريّة وأخرى نوعية. هل لازال خطر التنظيم قائماً في عموم العراق، وما هي خططكم لإيقاف نشاطه وخلاياه؟

يحيى رسول: غداً يصادف الذكرى الثالثة لتحقيق النّصر الكبير على عصابات “داعش” ودحرها وتحرير الأراضي العراقيّة. نعم حققنا النّصر، ولكن لا زال هناك بقايا لفلول هذا التنظيم الإرهابي، وخطر إن تُركت هذه البقايا الّتي من الممكن أن تنمو وتقوم بعمليات إرهابيّة.

تمّ اتباع توجيهات من قبل القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية للاستمرار بالعمليات النوعيّة وتكثّيف الجهود استخباراتياً ، معركتنا الآن هي معركة استخبارات، نركّز فيها على عمليات نوعيّة لاستهداف قيادات هذا التنظيم وفلوله وبعض الخلايا الّتي تختبئ بعدد من المناطق المؤشرة استخاراتياً لدينا سواء في عمق الصحراء أو في مناطق ذات السلاسل الجبليّة أو في بعض مناطق الأحراش والوديان والجزر المائية، وفي الحقيقة نفذّنا الكثير من هذه العمليات وحققنا ضربات موجعة بقتل واعتقال وتدمير أوكار وكهوف ولا زلنا مستمرين في هذا العمل، وعملية قتل القيادات والرؤوس في هذا التنظيم الإرهابي مهمة جداً، بالإضافة لتفكيك ما تبقى من هذه الخلايا.

كما نركّز على موضوع آخر مهم، لا زال هناك داخل الأراضي السوريّة، خاصةً في مناطق شمال شرق سوريا تواجد للعديد من التنظيمات الإرهابيّة من ضمنها تنظيم “داعش” الإرهابي، لهذا نركّز على تأمين الحدود وفي نفس الوقت القيام بعمليات نوعيّة واستباقيّة وفي بعض الأحيان عمليات تفتيش مدعومة بجهدٍ استخباراتي وطائرات مسيّرة. العمل والمتابعة مستمرة إلى أن نقضي بشكلٍّ تام على هذه الفلول الإرهابيّة.

ستيب: شككت بعض المصادر الإعلاميّة وحتى السياسية في اعتقال قياديي التنظيم من قِبل قوّاتكم، على خلفية أنَّ عناصر “داعش” المتقدمين ليسوا بهذه السّذاجة ليقعوا بقبضة الأمن وفي مكان مثل مطار بغداد.. كيف ترّد؟

يحيى رسول: أولاً أنا احترام أي رأي من أيّة جهةٍ تصدّر سواء إعلاميّة أو سياسيّة أو شخصيات، لكن أوكّد أننا ننقل الحقيقة الصحيحة مئة بمئة، عندما نعتقل عندما نقتل نُعلن عن هذه الاعتقالات والعمليات، الّتي تنفذّ من خلال أبطالنا في القوّات المشتركة العراقيّة، كما أوكّد أن قوّاتنا تعمل بمهنيّة واحترافيّة على متابعة وتوجيه مستمر من قبل القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية، نركّز فيها على الجهد الاستخباراتي، وحقيقة قتل هؤلاء الإرهابيين ننقلها بكل صدق وأمانة، ونؤكّد عندما نلقي القبض على هذه القيادات هي متابعة استخباراتيّة وفي بعض الأحيان لفترات طويلة، يعني عندما ألقينا القبض على أحد القيادات المهمة لعصابات تنظيم “داعش” الإرهابي، عندما قَدِمَ من أحد الدول تمّ إلقاء القبض عليه بمتابعة استخباراتيّة على طريق مطار بغداد الدولي، والجهد الذي نقوم به جهدٌ كبير مدعوم بمعلومات استخباراتيّة دقيقة.

ستيب: مكاتب التنسيق مع قوّات البيشمركة الكُردية أين وصلت، وهل هي بداية المشاركة في إدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها؟

يحيى رسول: أولاً نحن نحترم كلّ التضحيات التي قُدِمَتْ من قبل قوّات حرس الإقليم أو ما يُسمى بــ”قوّات البيشمركة”، وهذه القوّات في الدستور العراقي هي من ضمن منظومة الدفاع الوطني العراقي، وأعطت تضحيات ودماء وشاركت معنا القتال ضد عصابات “داعش” الإرهابي.

مراكز التنسيق التي أُنشأت من خلال التنسيق ما بين قوّات الحكومة الاتحادية وقوّات حرس الإقليم، واجبها التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتيّة، وكذلك القيام ببعض العمليات الأمنيّة والعسكريّة في بعض المناطق، وقواتنا الّتي تتبع للحكومة الاتحادية تتواجد على الأراضي التابعة لسلطة الحكومة الاتحادية العراقيّة، وكما أشرّت العمل الّذي تقوم به مراكز التنسيق هي تبادل المعلومات والقيام ببعض العمليات العسكريّة في بعض المناطق الفارغة ما بين خط تواجد الحكومة الاتحادية وخط تواجد قوّات حرس الإقليم ومتابعة الإرهابيين.

في 5 محاور هامة عراقيّة سوريّة|| حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية
قوات البيشمركة – في 5 محاور هامة عراقيّة سوريّة|| حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية

ستيب: قبل أيّام تمّ انتشار لوائين من الشرطة الاتحادية على الحدود مع سوريا من جهة سنجار، هل تمّ ذلك بالتنسيق مع قوّات سوريا الديمقراطية “قسد” أم مع قوّات النظام السوري؟

يحيى رسول: هذه الحدود هي أراضي عراقيّة، واجبنا أن نحمي ونؤمن الحدود العراقيّة مع الجارة العزيزة الجمهورية العربيّة السوريّة. لدينا تعاون وتنسيق مع الإخوان في الجيش العربي السوري (قوات النظام السوري)، وكما أشرّت ما يهمنا هو أن نأمن الأراضي العراقيّة ونمسك الحدود العراقيّة بقوّة، لأن الغاية منها هي أن لا نسمح بتدفق الإرهابيين أو تسلّلهم من الأراضي السوريّة باتجاه الأراضي العراقيّة أو بالعكس، وهذا أعتقد عمل مهم ومشترك بين الجانبين.

ستيب: أعلنتم خلال اليومين الفائتين، أن سنجار خالية من المجاميع المسلحة وبأنكم لن تسمحوا لها مجدداً بالعودة إلى القضاء، ما الّذي يضمن عدم عودة المسلحين إليها؟

يحيى رسول: موضوع سنجار اليوم هو تحت سلطة الحكومة الاتحادية والقطاعات الّتي تتواجد فيها سواء من الشرطة الاتحادية أو الجيش أو الشرطة المحلية التابعة لسلطة الحكومة الاتحادية، وكما قلنا لن نسمح بعودة أي مجموعة تحاول العبث بأمن وسلامة المواطن في قضاء سنجار، اليوم هناك في القضاء فرحة حقيقية عارمة من قبل المواطنين.

مواضيع ذات صِلة : بغداد وأربيل يعقدان اتفاقاً تاريخياً حول سنجار.. ومستشار بارزاني يكشف لـ”ستيب” معيار نجاحه

ستيب: تتعرض بعض مناطق العاصمة العراقيّة بغداد بين الفترة والأخرى لقصفٍ صاروخي.. إلى أي مدى يؤثر التدخل الخارجي العسكري في العراق وعلى من تلقون المسؤولية؟

يحيى رسول: لا نريد أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات سواء ما بين أمريكا أو الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ونتعامل بمهنيّة واحترافيّة مع الجميع ونحترم الجميع، لأن لدينا دول جوار وقفت بجانبنا وساندتنا في حربنا ضد عصابات “داعش” ومن ضمنها إيران، وكلّ من تربطنا بهم علاقات جوار أزلية، مثل تركيا والكويت والمملكة العربية السعودية نحترم سيادتهم على أراضيهم، وفي نفس الوقت على الجميع أن يحترم سيادة العراق وهذا ما نعمل عليه ونعمل على منع هذه الحوادث، وأيضاً لدينا تعامل مع التحالف الدولي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكيّة الّتي وقفت معنا في حرّبنا ضد التنظيم ولا زال التنسيق يجري مع المستشارين في موضوع التدريب والتسليح والتجهيز، وهذا ما يهمنا لاستكمال بناء قدرات القوات المسلحة العراقية، ومثل ما أشرّت نحن لا نقبل أن يكون العراق وأرضه ساحة لتصفية الحسابات ما بين أي دولة.

في 5 محاور هامة عراقيّة سوريّة|| حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية
في 5 محاور هامة عراقيّة سوريّة|| حوار خاص مع المتحدث باسم القائد العام لـ القوات المسلحة العراقية

ستيب: باتت المجموعات المسلحة العراقيّة لا سيّما الحشد الشعبي، تنتشر بشكل واضح في العمق السوري وعلى الحدود الفاصلة بين الدولتين ويتمّ عبر معابرها تهريب الأسلحة من وإلى.. هل لديكم خطط للحدّ من ذلك؟

يحيى رسول: ما يهمنا هو تأمين الحدود السوريّة العراقيّة، وكذلك حدودنا مع كلّ دول الجوار، وتمّ إغلاق الكثير من المعابر غير الصحيحة. نعتمد بسياسة واضحة أن لا نسمح بأي موضوع تهريب والتدخل بشؤون دول الجوار إلى ذلك عدم التدخل في أراضينا، لذلك وبتوجّيه من القائد العام لـ لقوات المسلحة العراقية، سيتمّ إغلاق عدد من الفتحات أو المنافذ غير الصحيحة، وهناك منافذ رسميّة تتواجد فيها قوّات تتبع للحكومة الاتحادية وتواجدها هناك منعت الكثير من عمليات التهريب والرشاوي والفساد، وهي تدّر الآن بأموال كثيرة للخزينة والّتي تصبّ في مصلحة المواطن العراقي.

ستيب: كما تعلمون يضمّ معسكر الهول شمال الحسكة آلاف العوائل العراقيّة النازحة. هل هناك تنسيق مع الجانب السوري سواء حكومة النظام السوري أو “قسد” لإعادة هؤلاء، ولِمَ هذا التأخير في إعادتهم؟

يحيى رسول: هذا الموضوع ليس بالسهل، وهذه عوائل تنظيم “داعش” الإرهابي، وكما تعرفين هذه العوائل لديها مشكلة مع العوائل العراقيّة الموجودة داخل المناطق الّتي كانوا يتواجدون فيها ولا نريد أن تحدث أيّة مشكلة هذا أوّلاً، وثانياً استلمنا عدد من الإرهابيين منذ فترة طويلة وتمّ نقلهم إلى سجون وزارة الداخلية العراقيّة لمحاكمتهم وفق القانون العراقي، وموضوع الهول موضوع شائك كبير وهناك متابعة دقيقة ودراسة لموضوع إعادة العوائل الموجودة فيه، وهو أمر متروك للحكومة والقيادة العسكريّة العراقيّة.

ستيب: هل عدم إعادة هؤلاء إلى العراق، ناجم عن مخاوف من أن تكون هذه العوائل قد تبّنت فكر تنظيم “داعش” الإرهابي؟

يحيى رسول: المخيم يضمُّ أكثر من 70 ألفاً من الرجال والنساء والأطفال والإرهابيين، والمشكلة ليست باعتقال إرهابي أو محاكمته لكن المشكلة هي في الفكر الذي تغذى وترّبى عليه، اليوم نحتاج إلى مواقف جادة لكيفية معالجة هذا الفكر الإرهابي وإخراجه من عقول النساء وخاصةً الأطفال، لأن البعض منهم ولِدوا في أحضان عصابات “داعش” الإرهابي وشبعوا بهذا الفكر، لذلك هذه مسؤولية كبيرة وجسيمة وعلى الجميع أن يشترك في كيفية محاربة هذا الفكر الإرهابيّ وعدم السماح بانتقاله.

حاورته: سامية لاوند 

مواضيع ذات صِلة : دواعش أم عمّال.. حقيقة 31 سورياً ألقت القوات العراقية القبض عليهم متسللين عبر الحدود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى