حورات خاصة

تركيا ترصد بلدة عين عيسى الاستراتيجية بانتظار ساعة الصفر وباحث تركي يكشف نقاطاً هامّة

تدور الأحداث متسارعة في مناطق شمال الفرات، وتحديداً حول بلدة عين عيسى الاستراتيجية بريف الرقة وما حولها، ويحشد الفرقاء المتصارعون قواهم العسكرية والسياسية والاستخباراتية في بوادر عملية عسكرية قريبة، قد تُنذر بمواجهة جديدة بين تركيا والنظام وحلفائه.

صراع حول بلدة عين عيسى الاستراتيجية بريف الرقة

وبحسب الأنباء الواردة من هناك فإنّ تركيا تسعى لإبعاد ميليشيا قسد عن حدودها وعن خطوط التماس مع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الموالية لها.

ومن جهة ثانية تشير مصادر إلى أنّ العملية العسكرية التركية المتوقعة تتزامن مع نشاط استخباراتي وتفاوضي بين تركيا وروسيا بهدف محاولة سحب “قسد” من المنطقة وتسليمها للنظام السوري على أقل تقدير.

لكن ماذا سيكون مقابل التقدم التركي في شمال الفرات “عين عيسى”، وهل حقّاً هناك تحرك آخر لمقايضة “عين عيسى” بقرى في جبل الزاوية جنوب إدلب؟

لا مقايضة والعملية العسكرية قادمة

وبالحديث عن ذلك، التقت وكالة ستيب الإخبارية، الباحث والمحلل السياسي التركي، مهند أوغلو، الذي أوضح الرؤية التركية وطبيعة التحركات العسكرية والتفاوضية بالمنطقة.

يقول مهند أوغلو: “العملية العسكرية قادمة لا محالة، صحيح أنها تأخرت لكنها قادمة بحسب المعطيات السياسية والميدانية، وبعدها ربما سيولد اتفاقا جديد”.

وعن الطلب التركي لتسليم المنطقة للنظام السوري وإذما كان تقارباً بين تركيا والنظام بحال من الأحوال، يشير “أوغلو” إلى أنّه “لا يوجد تقارب بين أنقره والنظام السوري على الصعيد السياسي، بينما فقط هناك بعض التنسيقات الاستخباراتية المحدودة”، حسب وصفه.

ويتابع: “لا يوجد من وجهة نظر تركيا فرق بين قسد والنظام، فقط عامل واحد مختلف وهو أن روسيا تستطيع السيطرة على تحركات النظام بخلاف قسد”.

هل هناك مقايضة مع إدلب

وبذات الوقت، الأنباء تحدثت عن عروض روسية لميليشيا قسد بأن تنسحب من المنطقة أو أن تسمح للنظام السوري بإقامة نقاط أمنية وعسكرية فيها كما هو الحال في القامشلي، إلا أنّ “قسد” لا تزال متعنتة حول الأمر.

ويرى البعض أن إقامة روسيا لنقاط لها على طريق M4 قرب بلدة عين عيسى، وبالمقابل إجراء تغييرات بقوات النظام السوري تمثلت بتعيين قياديين أبرزها اللواء “نزار خضر” على رأس قيادة الفرقة 17، كانت بمثابة تقرّب لصالح قسد لحضّها على المضي بتسليم النظام السوري لنقاط أمنية وعسكرية هناك.

أما تزامن التحركات حول بلدة عين عيسى الاستراتيجية بالتحركات التركية في إدلب، وإعادة انتشار نقاطها وقواتها هناك، وخصوصاً في المنطقة الجنوبية في جبل الزاوية والتي تشهد أحداثاً ساخنة يومية، رآه البعض بوادر صفقة جديدة بين روسيا وتركيا قد تقتضي تسليم “عين عيسى” مقابل “مناطق بجبل الزاوية”.

إلا أنّ المحلل التركي، مهند أوغلو، ينفي هذه الأحاديث، حيث يقول: “الملفات منفصلة بين شرق وغرب الفرات، لا يمكن أن تضحي تركيا بأي نقطة غرب الفرات على حساب كسب بعض النقاط شرقه، أي لا مقايضة”.

ويتابع: “هي إعادة تموضع، لكن ربما تكون هناك تفاهمات تركية روسية في ملفات أو جوانب أخرى”.

ويؤكد بأن العملية العسكرية التركية الكبيرة شرق الفرات مرهونة بتنفيذ روسيا والولايات المتحدة للاتفاقيات مع تركيا، قائلاً: “ربما تعطي أنقره بعضاً من الوقت ولكن ليس بالطويل، فإما تنفيذ ما اتفق عليه وإما عملية عسكرية واسعة لإبعاد أي تهديد للأمن القومي التركي”.

اقرأ أيضاً: تحركات عسكرية بين قسد وقوات المعارضة الموالية لتركيا حول بلدة عين عيسى وبوادر معركة بالأفق

أين الولايات المتحدة منها وما موقفها

في الوقت الذي تسخن فيه الأحداث بسوريا وخصوصاً شمال الفرات، يغيب عن المشهد الدور الأمريكي المنشغل بترتيب البيت الداخلي بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي وضعت، جو بايدن، على رأس الهرم، وأبعدت دونالد ترامب وفريقه.

ومع ذلك تبقى الولايات المتحدة صاحبة يد طولى بالقضية فلا تستطيع أي قوى التحرك بعيداً عن الرؤية الأمريكية، وحول ذلك يوضّح مهند أوغلو قائلاً: “الولايات المتحدة تستخدم قسد كورقة ضد تركيا، وتتحرك وفق التوافقات “الإثنية” خصوصاً والدولية عموماً”.

ويؤكد أن ميليشيا قسد تنسّق كل خطواتها مع “واشنطن”، لذلك فإن أي تحرك لها بالمنطقة، سواءً انسحاب أو تكتيك معيّن عسكري أو تفاوضي، سيكون بموافقة وتأييد أمريكي بحت.

ويتابع: “إذا كانت هناك مصلحة أمريكية لدعم قسد ضد تركيا فسوف تفعل لغرضٍ ما، وإن كانت مصلحتها تكمن في ترك الميدان فالمصلحة أمريكية أيضاً”.

ويبيّن الباحث التركي أنّ تركيا لديها مصالحها وعلى واشنطن النظر بعين تركية لحساسية بعض الملفات كما تراها أنقره وإلا التعاون سوف ينخفض بين الجانبين وهذا لا تريده لا تركيا ولا الولايات المتحدة الأمريكية، حسب تعبيره.

وفيما لا تزال التحركات مستمرة، حيث تحشد تركيا وقوات المعارضة الموالية لها على أطراف عين عيسى، فإنّ روسيا والنظام يواصلون اجتماعاتهم وضغوطاتهم على قسد لفرض الأمر الواقع عليها، بين مواجهة تركية بجبهة واحدة معاً أو الانصياع للمطالب التركية والانسحاب، يأتي ذلك بالوقت الذي تتوقع المصادر أن تبدأ تركيا عملية عسكرية مطلع العام القادم في حال انتهت المفاوضات سلباً بدون اتفاق.

تركيا ترصد بلدة عين عيسى الاستراتيجية بانتظار ساعة الصفر وباحث تركي يكشف نقاطاً هامّة
تركيا ترصد بلدة عين عيسى الاستراتيجية بانتظار ساعة الصفر وباحث تركي يكشف نقاطاً هامّة

اقرأ أيضاً: بالفيديو|| خنادق وتحصينات استعداداً لمواجهة عسكرية.. “قسد” تتجهز بمنطقة عين عيسى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى