الشأن السوريحورات خاصة

خاص|| خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي يكشف الرؤية الروسية حول الوجود الإيراني في سوريا

قبل أيام تحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، بأن الوجود الإيراني في سوريا كان وما يزال العقبة الأبرز في طريق الحلحلة للقضية السورية التي تفصلها أشهر قليلة لإتمام عامها العاشر.

الوجود الإيراني في سوريا

وأكدت “جيفري” حينها ألا مشكلة أمريكية مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بينما وجود قوات إيرانية في سوريا هو العائق الأبرز، وبخروج هذه القوات مع تطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 ستحل واحدة أعقد القضايا التي شهدها العالم في التاريخ الحديث.

إلا أن النظام السوري لا يبدو أنه بصدد الاستغناء عن خدمات القوات الإيرانية، والتي يُصرّ بأن وجودها مجرد وجود “استشاري” بحسب زعم الأسد خلال لقاءاته الصحفية الأخيرة.

ومن جهتها تواصل إسرائيل استهداف هذا الوجود الذي تعتبره خطراً إقليمياً على أمنها القومي، رغم أن إيران لم تجرؤ منذ وصولها لسوريا بالمساس بأمن إسرائيل المزعوم.

ولكن ماذا عن روسيا، ما موقفها من الوجود الإيراني في سوريا، خصوصاً مع ظهور تنافس صريح وواضح بين قوى البلدين على الأرض السورية سواءً سياسياً أو اقتصادياً وحتى عسكرياً ببعض الأحيان.

روسيا قوّضت تدخلات إيران سياسياً وعسكرياً

وللحديث عن هذا الموقف والرؤية الروسية لـ الوجود الإيراني في سوريا، التقت وكالة ستيب الإخبارية مع الخبير الروسي في مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC)، الدكتور أندري تشوبريجين.

ويقول تشوبريجين: “إن الخلاف بين النظام السوري والولايات المتحدة الأمريكية بدأ قبل التدخل و الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن هذا التدخل استعملته أمريكا حُجّة لمواصلة الضغط على دمشق”.

ويؤكد أن روسيا لن تتجه لمحاولة تقليص العلاقات بين النظام السوري وإيران لأن لا مصلحة لها بذلك، وهي لا تتدخل بعلاقات النظام السوري الدولية، كما أن الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة ليس فقط بالقضية السورية، حسب وصفه.

ويشير الخبير الروسي إلى أن التدخل الروسي العسكري في سوريا قبل نحو 5 سنوات كان سبباً رئيسياً بتقويض تمدد الإيرانيين نوعاً ما، ووضع حدود لهم سياسياً وعسكرياً، مؤكداً بأن روسيا ليست “سعيدة” إلى حدٍ كبير بهذا الوجود.

لماذا النظام السوري ميّال لإيران

أما حول وجود ميول للنظام السوري باتجاه إيران أكثر من روسيا، وهذا الأمر الذي أثارته زيارة وزير خارجية النظام، فيصل المقداد الأخيرة إلى طهران، حيث اختارها وجهته الأولى بعد تسلّم منصبه، رغم نفي الكرملين ربط الأمر بالعلاقات بين الأطراف الثلاثة.

يقول تشوبريجين: ” اعتقد أن ميولة النظام السوري للجانب الإيراني شيء جدلي وقابل للنقاش، وجذور العلاقة بين دمشق وطهران قديمة”.

ويتابع: “الولايات المتحدة دفعت النظام السوري إلى هذه العلاقة، لأنه لم يكن يرغب بتكرار تجربة العراق، بينما كانت إيران تقدم المساعدة له”، موضحاً بأن الظروف قد تتغير وتسمح للنظام فك ارتباطه بإيران، إلا أن ذلك لا يزال بعيداً بحسب الرؤية الروسية.

هل من حرب كبيرة بين إسرائيل وإيران في سوريا

ولكن ماذا عن إسرائيل، وتهديها بالحرب الكبيرة في حال استمر التواجد الإيراني في سوريا، يجيب الخبير الروسي: ” لن تندلع الحرب هذه لأنها خارج مصلحة الأطراف المعنية بما فيها إسرائيل وإيران”.

ويضيف: ” اليوم ومع انتشار علاقات الصداقة والمحبة بين إسرائيل والدول المجاورة من ضمن الوطن العربي، تحلل احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران، وذلك في مياه المشوار السياسي الجديد القائم في المنطقة”.

فشل المعارضة هو سبب وجود الأسد

وعلى الرغم من مرور 10 سنوات على اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الحكم في سوريا، إلا أن لا خيوط أمل قريبة لحل القضية وتحقيق مطالب الشعب التغيير والحرية والديمقراطية، وخصوصاً مع عزم النظام السوري إجراء انتخابات رئاسية منتصف العام القادم غالباً ما سيستعملها كذريعة قانونية لتجديد ولاية الأسد لفترة حكم جديدة.

وحول ذلك يتحدث تشوبريجين مؤكداً أن الشعب السوري أهلاً للحريات والأمن الاجتماعي والاقتصادي، مشيراً إلى أن تجارب مثال “تونس ومصر” أصبحت في ذات الوقت عاملاً للبحث عن بعض الفروقات في سوريا.

ولفت إلى أن النظام السوري ارتكب الأخطاء في بداية الأمر وقد استغلت العناصر الخارجية هذه الأخطاء للتصعيد، حسب وصفه.

ويقول: ” نشاهد اليوم المحاولات المستمرة الموجهة لإعادة تشكيل السُلطة في البلاد من قبل العناصر الخارجية التي تدعم في صفوف المعارضة والتي بدورها لا تستطيع الوصول إلى القاعدة المشتركة المنسّقة، مما يزيد الوضع اضطراباً دون الرغبة الحقيقية من الأطراف إلا في توزيع شُنط السُلطة بينها، بينما الشعب هو الوحيد الذي يعاني من مأساة عشر سنوات الحرب”.

ويتساءل الخبير الروسي عمّا هو التقدم بالحل السياسي في وجهة نظر الولايات المتحدة وأوروبا؟ إنهاء سلطة الأسد؟ بأي وسيلة أو طريقة؟

ويجيب على سؤاله بأن “هذه الطريقة تمرّ عبر الانتخابات الديمقراطية”، لافتاً إلى أنهم يشككون بأي انتخابات مستقبلية، دون إيجاد حل لذلك، سوى طرح طرد الأسد قبل الانتخابات وهو أمر غير ديمقراطي، حسب وصفه.

وشدد على أن هذه الطريقة المطروحة أوضحت وعبر التاريخ بأنها ستؤدي إلى ظهور ديكتاتور جديد، موضحاً بأن وجود مثل هذه الطرح نتيجة عدم وجود معارضة فعّالة قادرة على تقديم مرشحها القوي بالانتخابات والذي يستطيع أن يربح الجماهيرية الشعبية.

اقرأ أيضاً : الجيش الإسرائيلي.. طريق أهدافنا بجبهة سوريا لا يزال طويلاً

الوجود الأجنبي في سوريا

وبيّن الخبير الروسي خلال حديثه لـ”ستيب” أن الوجود الإيراني في سوريا ليس منفرداً في سوريا لكنّه هدف مريح، أما تركيا وهي عضو الحلف الأطلسي ذو أكبر القوات المسلحة تعداداً بعد الولايات المتحدة (بين أعضاء الحلف)، هي في عمق تدخلاتها بالقضية، لكنها ورغم الخلافات الجارية مع أمريكا لا تزال موقعاً متقدما للطموحات الأمريكية في الشرق الأوسط عسكرياً وسياسياً، لذلك لن يتم التطرق لوجودها.

وتقود طهران مشروعاً كبيراً بالمنطقة، بحسب رؤية المراقبين للأوضاع بالشرق الأوسط، ولعل هذا المشروع لا يقف عند أبواب دمشق وحلب وجنوب سوريا، بل يتعدى ذلك لدول وعواصم مجاورة، وفيما يبدو أنه تحقيق فعلي لمشروع “الهلال الشيعي” الممتد من طهران إلى عمّان، عدا عن التواجد بمنطقة الخليج العربي، وهو ما حذّر منه العرب مراراً مؤكدين على أن هدفهم القادم هو إيجاد حل يوقف هذا المد الإيراني الذي بات تهديداً لاستقرار وأمن العالم كله وليس إسرائيل وحدها، بينما كان قدر السوريين أن يكون بلدهم ساحة الصراع الدولي.

خاص|| خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي يكشف الرؤية الروسية حول الوجود الإيراني في سوريا
خاص|| خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي يكشف الرؤية الروسية حول الوجود الإيراني في سوريا

اقرأ أيضاً : من الحدود السورية “رسالتنا واضحة”.. إسرائيل ترسل تهديداً لـ إيران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى