حورات خاصةأخبار غزة الآن عاجل

معركة رفح “الحاسمة”.. 4 سيناريوهات بينها “الأسود” وحل وحيد لمنع “كارثة”

تعد مدينة رفح التي تحوي أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني محوراً للقلق الدولي حيث تتجه إليها الأنظار مع استعدادات إسرائيل لشن هجوم عسكري واسع هناك، وتحذيرات من كارثة قد ترافقه، بالوقت الذي لم تصل المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى حل بعد، لكن خبراء رسموا سيناريوهات لهذه المعركة الحاسمة والمفصلية بتاريخ المنطقة بعضها وصف “بالأسود” وآخر أكثر ترجيحاً.

 

وفي ظل التوترات المتصاعدة، تتأهب إسرائيل لشن هجوم على رفح، مما أثار موجة من ردود الفعل الدولية. وتتوالى التحذيرات من تبعات هذا الهجوم، حيث يُخشى أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وتصعيد الصراع في المنطقة، ومن جهتها، حذرت الأمم المتحدة من “تداعيات إقليمية لا تحصى”، وأكدت على الحاجة الماسة لوقف فوري لإطلاق النار .

 

وفي الوقت نفسه، تستعد مصر بتدابير دفاعية على حدودها مع قطاع غزة، في حين تُظهر الولايات المتحدة قلقها الشديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية المحتملة لكنها بذات الوقت تنسق معها حولها.

 

معركة رفح "الحاسمة".. 4 سيناريوهات بينها "الأسود" وحل وحيد لمنع "كارثة"
معركة رفح “الحاسمة”.. 4 سيناريوهات بينها “الأسود” وحل وحيد لمنع “كارثة”

هل حققت إسرائيل أهدافها؟

 

بعد أكثر من 6 أشهر من القتال، دمرت إسرائيل خلالها العديد من المدن بقطاع غزة المحاصر وروجت لعدة معارك منها معركة مدينة غزة ومعركة خان يونس، لكنها لم تصل بعد لأهدافها المعلنة.

 

وحول ذلك يقول اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، في حديث لوكالة “ستيب نيوز”: “لم تستطع إسرائيل بعد أكثر من 6 أشهر من القتال إضعاف الفصائل الفلسطينية لأنها فصائل مقاومة والمقاومة فكرة بالأساس والفكرة لا تموت إنما تنمو وتزداد إصراراً”.

 

وعن التقدم البري لإسرائيل بقطاع غزة يرى اللواء “سالم” أنه “بمثابة توسيع لحاضنة الفصائل التي ستكبر وتزداد قوة على مر الأيام حتى الخلاص”.

 

ويؤكد الخبير العسكري أن الفصائل الفلسطينية وخصوصاً القسام لا تزال تحتفظ بأكثر من 20 بالمئة من قواتها لمعركة رفح ولا يزال أكثر من 50 بالمئة من القوة البشرية جاهزة لهذه المعركة وهي “فوق الأرض وليس داخل الأنفاق”.

 

ويضيف: “قد نرى أن تنقل المقاومة معركتها إلى داخل إسرائيل من خلال عمليات حادة تقلب إسرائيل من الداخل”.

 

معركة رفح الحاسمة

 

أكدت الحكومة الإسرائيلية عزمها الانتقال إلى بدء معركة رفح قريباً مواصلة الاستعدادات لذلك، رغم التحذيرات الدولية وظهور بعض الخلافات مع حليفتها الأمريكية.

 

وحول ذلك يقول اللواء “سالم”: “بالنسبة لمعركة رفح ستكون معركة تلفزيونية إسرائيلية، وقد تستخدم فيها إسرائيل كل أسلحة الإبادة الجماعية وأتوقع أن تسبب آلاف القتلى والإصابات، وإذا حصلت بالفعل فأعتقد أن كل الأسرى الإسرائيليين سيقتلون، أما الفصائل فإذا لم تجد مكاناً لها على أرض فلسطين فقد تتحول للعمل من أماكن أخرى”.

 

من جهته يقول الخبير السياسي والباحث المختص بالشأنين الأمريكي والإسرائيلي، حسين الديك، في حديث لوكالة “ستيب نيوز”: “سيواجه بالتأكيد الجيش الإسرائيلي مقاومة عنيفة، لكن الحديث عن نصر بالمعركة أمر مختلف، حيث كانت إسرائيل قد دخلت مدينة غزة ومدينة خان يونس وهما أقوى وأكبر من رفح، لكن لم يستطيع الجيش الإسرائيلي إعلان النصر لأنه لم يحقق سوى مزيد من الدمار وخرق القانون الدولي، ولم يصل إلى أهدافه المعلنة”.

 

سيناريوهات معركة رفح

 

ومع ارتفاع حدة التهديد الإسرائيلي ببدء معركة رفح وتجاهل التحذيرات الدولية وتضاؤل الآمال بالوصول لاتفاق خلال مفاوضات قطر، فيرى الخبراء عدة سيناريوهات للقادم.

 

ويقول اللواء نصر سالم: ” هناك 4 سيناريوهات لمعركة رفح؛ الأول هو بقاء الحال على ما هو عليه وسيكون على شكل استنزاف ويبقى لأطول فترة ممكنة، السيناريو الثاني هو إخلاء إسرائيل لأكبر عدد ممكن من النازحين وتدمير كل شيء بالمكان بسيناريو الأرض المحروقة”.

 

ويتابع: “السيناريو الثالث هو الأسود والذي يتمثل بشن المعركة لقتل أكبر عدد ممكن بهدف الضغط على الفصائل لتسليم الأسرى وحل نفسها إضافة للضغط على النازحين للفرار إلى مصر، أما السيناريو الرابع فهو القبول بصفقة تبادل أسرى تنهي الأمر”.

 

من جانبه يؤكد حسين الديك أن الخلافات الضاهرية بين إسرائيل وأمريكا هي “تقنية”، حيث أن الطرفين متوافقان على العملية العسكرية لكن الخلاف بنقطة النازحين.

 

ويقول: ” لا يوجد مغامرة بعلاقة نتنياهو وأمريكا بخصوص معركة رفح، أرى أن هناك توافق أمريكي إسرائيلي، على اجتياح رفح، لكن الخلاف هو على خطة إجلاء المدنيين”.

 

ويضيف: ” المفاوضات ما تزال تصل إلى طرق مسدودة، وبالتالي الولايات المتحدة ستواصل دعمها لتل ابيب، والتنسيق بين الطرفين متواصل منذ اللحظة الأولى”.

 

ويشير بالوقت عينه إلى أنه في حال بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية برفح فعلاً فقد يجبر آلاف النازحين للانتقال داخل القطاع مجدداً ولا حل آخر.

 

وبحلول نهاية عام 2023، قدر عدد النازحين في غزة بنحو 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع، معظمهم توجهوا إلى رفح على الحدود المصرية كآخر مكان يمكن اللجوء إليه هرباً من الحرب.

 

وتسود حالة من الخوف بين النازحين في مدينة رفح المكتظة بمئات الآلاف من سكان قطاع غزة؛ بسبب احتمالية تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً على المدينة، وعدم وجود مكان آخر يهربون إليه من آلة الحرب الإسرائيلية.

 

ويعيش السكان هناك أوضاع إنسانية كارثية في ظل الحصار المطبق وعدم تمكن القوافل الإغاثية من الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي.

 

هل يمكن أن تنهار حكومة نتنياهو تحت الضغط؟

 

مؤخراً وجهت الإدارة الأمريكية انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، تمثلت بالحديث عن إمكانية إجراء انتخابات جديدة بإسرائيل، وهو ما رفضه نتنياهو منتقداً هذا التوجه الأمريكي.

 

ويشرح الخبير السياسي حسين الديك، أن حكومة نتنياهو تواجه تحديات داخلية وخارجية، لكن إسقاطها مستبعد وله سيناريو واحد.

 

ويقول: “حكومة إسرائيل تواجه تحديات داخلية وخارجية قبل معركة رفح، لكن نتنياهو المتفرد بالسلطة لا يزال يحتفظ بأغلبية مريحة في الكنيست الإسرائيلي مكونة من اليمين الديني واليمين القومي إضافة إلى حزب الليكود”.

 

أما الحديث عن إمكانية إسقاط حكومة نتنياهو بهذه المرحلة فيرى أنه “أمر صعب والسيناريو الوحيد لذلك هو تمرد 5 نواب على الأقل من حزبه الليكود”.

 

الموقف المصري من معركة رفح

 

وليس بعيداً عن التهديدات الإسرائيلية، ترفع مصر من استعداداتها العسكرية على الحدود بالوقت الذي تواصل حشد الدعم الدولي لمنع حدوث الكارثة، وتلوح بانهيار اتفاقية السلام مع تل أبيب.

 

ويقول اللواء نصر سالم: “لا يتوقع أن تقوم إسرائيل بهذه المرحلة بأي أعمال استفزاز لمصر خوفاً من ردود فعل عنيفة ضدها، وبدورها القاهرة تواصل عملها بحشد الدعم للموقف الفلسطيني دولياً”.

 

أما الخبير السياسي حسين الديك يقول: ” بالنسبة لموقف مصر فقد كان صريحاً وأكدت أنها لن تسمح بخرق اتفاق السلام الموقع مع إسرائيل من خلال هجوم رفح أو الاقتراب العسكري من الحدود، إضافة للتأكيد على اعتبار الضغط على النازحين من أجل الهروب نحو سيناء هو بمثابة خط أحمر ومساس للأمن القومي المصري”.

 

ويتفق الخبراء أن إسرائيل لا تعطي “أذناً صاغية” للدعوات الدولية بوقف الحرب، وأن الخلاف مع أمريكا مجرد خلاف “طفيف وتقني” والتوافقات أكبر، وبذلك فإن الحل الوحيد لوقف الكارثة هو الوصول لاتفاق خلال المفاوضات وإلا فإن إسرائيل ستطلق معركة رفح مصحوبة بدعم أمريكي وإعلامي يظهرها بمظهر “المنتصر”.

معركة رفح "الحاسمة".. 4 سيناريوهات بينها "الأسود" وحل وحيد لمنع "كارثة"
معركة رفح “الحاسمة”.. 4 سيناريوهات بينها “الأسود” وحل وحيد لمنع “كارثة”

 

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى