منوع

أساطير العمالقة التي تناقلتها الموروثات الشعبية واللقى الأثرية التي حيرت العلماء

 

تحدثت الكثير من الروايات والأساطير عبر العصور عن العمالقة، ويبدو أنه نموذج فكري عالمي كان سائداً في العصور القديمة، وغالباً ما يُصوّر العمالقة على أنهم يمثّلون عرقاً قائماً بذاته، وفي غالب الأحيان كانوا يُعتبرون في الأساطير أولاداً لزواج حصل بين الآلهة والبشر.

 

 أساطير العمالقة

 

ـ النفيليم Nephilim: كانوا في الأساطير آلهة تزاوجوا مع بنات الإنسان، فنتج من هذا التزاوج عرقاً من العمالقة، وقد أشير إليهم أيضاً بـ”المراقبون” في كتاب “أنوخ” Enoch.

 

ـ الأناكيم Anakim: كان هذا اسم آخر يُستخدم للإشارة إلى المراقبون، وتعني “المنحدرون من سلالة أناك”، أو “سلالة أنوخ”، ابن قابيل، وقد ذُكر في العهد القديم بأنه حتى بعد الطوفان، الذي حصل أساساً لتدميرهم، كان لازال هناك مدناً لشعب “الأناكيم” في كنعان، وأكد المؤرّخ اليهودي “جوزيفوس” بأنه حتى في أيامه كان شائعاً نبش بقايا وهياكل عظمية للعمالقة من تحت الأرض.

 

ـ التريتون Tritons: كان عرقاً من الآلهة العمالقة، جاءوا نتيجة تزاوج الإله “بوسيدون” Poseidon مع امرأة بشرية تُسمى “كليتو” Cleito ويُقال بأن بعضهم نجا من الطوفان الذي دمّر أطلنطس.

 

ـ التايتان Titans: تقول الأساطير أنه كان عرقاً من العمالقة الإغريق، وُلدوا نتيجة تزاوج أورانوس Oranos مع غايا Gaia وهي دون شكّ، صيغة مطابقة لأسطورة التريترون.

 

ـ أطلس Atlas: كان ملك أطلنطس، وعملاق من عرق التريترون كان ضخماً جداً وقوياً جداً لدرجة أنه غالباً ما صُوّر وهو حامل كوكب الأرض على كتفيه.

 

ـ كويتزالكوتل Quetzalcoatl: كان الإله الأبيض العملاق الذي ظهر في أمريكا الجنوبية وأسس حضاراتها الأولى، حسب الموروثات الشعبية والأساطير في تلك البلاد، هو أيضاً تم تصويره بأنه يحمل الكرة الأرضية على أكتافه، وقال للمحليين بأن الحضارة التي جاء منها قد دمرها الطوفان، والذي نجا منه بواسطة هروبه بسفينة.

 

هرقل Hercules: كان هرقل عملاق أيضاً، ويُقال بأنه نجا بواسطة قارب.

 

ـ كوكولاين Cuculainn: يشيرون إليه بـ”هرقل أيرلندا” Irish Hercules، حيث جاء إلى أيرلندا بواسطة سفينة بعد أن تعرّض موطنه الأصلي للدمار بفعل الطوفان. المثير في الأمر هو أن هذه الشخصية الأسطورية تتطابق تماماً مع شخصية أسطورية أخرى في أمريكا الجنوبية، وهو “كوكولكان” Kukulcan، الإله الأبيض الذي كانت قامته طويلة جداً والذي وصل إلى تلك البلاد في سفينة.

 

ـ فوتان Votan: وهذا أيضاً إله أبيض برز في أمريكا الجنوبية، ومرّة أخرى هناك تطابق بين هذه الشخصية الأسطورية وشخصية أخرى سادت في شمالي أوروبا، وهو الإله “ووتان” Wotan.

 

ـ أري Ari: كان هؤلاء يمثلون سلالة من الملوك المُقدسين في سومر القديمة، والكلمة “أري” تمثّل لقب ملكي يعني “الذين يشعّون نوراً”، كانوا في الأساطير يمثلون النموذج الأوّل للـ”مراقبون” الذين وردوا في كتاب “أنوخ”، وتصوّرهم أختام سومرية كثيرة بأنهم ذوو قامات ضخمة، وكانوا على الأغلب أضخم بكثير من أفراد البلاط الملكي، حتى عندما يكونوا جالسون على عروشهم، وفي المناسبات العديدة التي يُصوّرون فيها وهم واقفون، كانوا يظهرون أطول بكثير من الواقفين بجانبهم.

 

ـ إلو Ellu: كان عرق من الملوك الذين حكموا بلاد ما بين النهرين، وقيل إنهم ينحدرون من الآلهة، ومرّة أخرى، الكلمة “إلو” تمثّل لقب ملكي يعني “الذين يشعّون نوراً”، ويُعتقد بأن الكلمة “إلو” تمثّل أساس الكلمة “إلوهيم” Elohim، وهو مصطلح يُقصد به عامةً “أبناء الله” (أو أبناء الألهة، كما يزعم الباحث زكريا سيتشن) وكلمة “إلوهيم” تُعتبر من قبل البعض بأنها مرادفة مع “نيفيليم” الواردة في سِفر التكوين (العهد القديم).

 

الملك آرثر King Arthur: هناك بعض النماذج لأسطورة الملك آرثر والتي تروي قصة مختلفة عما هو معتاد، حيث تزعم بأنه ركب القارب خلال الطوفان، وهذه الرواية ذاتها تصفه بأن طوله بلغ 3 أمتار.

اقرأ أيضاً:

الهندسة المقدسة والنسبة الذهبية.. القانون الذي اعتمد في بناء الصروح التاريخية العظيمة ولوحات دافنشي

كما تروي إحدى المراجع التاريخية، بأن الملك هنري الثاني، ملك إنكلترا (1133 ـ 1189م)، مستلهماً من عدد كبير من القصص المحلية، قام بتشكيل فريق خاص للبحث عن ضريح أحد العمالقة في منطقة “غلاستنبوري” Glastonbury حيث تدّعي روايات المحليين بأنها تعود للملك أرثر.

 

وبعد تحديد نقطة الحفر والبدء بالعمل، وجدوا على عمق 9 أقدام صليب مكتوب عليه: “هنا يقبع ضريح الملك آرثر”، وخلال الاستمرار في الحفر، وجدوا على عمق 16 قدم ناووس حجري يحتوي على عظام رجل يبلغ طوله 3 أمتار، وشرع المتشككين للدحض بصحة هذا الاكتشاف المزعوم.

 

 لكن الحقيقة التي فشل المتشككين في دحضها هي تلك العظام التي يبدو أنها تعود فعلاً لرجل عملاق، بعد تلك الفترة بعدة قرون، أي في القرن الخامس عشر، تم انتشال ناووس عملاق في نفس المنطقة، ووجدوا في داخله هيكلاً عظمياً يبلغ طوله 8.3 قدم، لقد اختفت هذه الاكتشافات من سجلات التاريخ العائدة لتلك الفترة حيث لم يُذكر في أي مرجع أو وثيقة ما كان مصيرها.

 

الدلائل الأثرية

لكن إذا كان هناك عرق من العمالقة فعلاً كما تدعي الأساطير، وسادوا يوماً على وجه الأرض، فأين هي هياكلهم العظمية.

اقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن علم الراديسثيزيا واستخدام الباندول الكاشف في تحليل الشخصية إليك أسهل الطرق

في العام 1891م، في “كريتندن” Crittenden، أريزونا، بينما كان العمال يحفرون أساس بناء جديد على عمق 8 أقدام، اكتشفوا ناووس حجري ضخم، بعد عناء كبير، استطاعوا فتح الغطاء، ووجدوا في داخله بقايا هيكل عظمي يعود لعملاق طوله 9 أقدام (3 أمتار)، والذي كاد يتحوّل عبر الزمن إلى كومة من الغبار.

 

وخلال استكشاف أحد الكهوف بالقرب من وادي “بارانك دي كوبري” العظيم great canyon of Barranc de Cobre في شمالي المكسيك، في الثلاثينات من القرن الماضي، وجد المستكشف “باكستون هايز” Paxton Hayes 34 رجل وامرأة محنطين، لديهم شعر أشقر، وجميعهم تراوح طولهم بين 7 و8 أقدام.

اقرأ أيضاً:

بالصور علماء الآثار يكتشفون موقعًا أثريًا لـ”إله الحرب” في العراق

 في العام 1833م، بينما كان الجنود يحفرون في “لومبوك رانشو” Lompock Rancho، كاليفورنيا، وجدوا بقايا عملاق طوله 12 قدم (4 أمتار)، وله صفّين من الأسنان، في الفكّ الأعلى والأسفل، ويبدو أن هذا الصنف من العمالقة ليس فريداً من نوعه، حيث وُجدت بقايا مماثلة (له صفّين من الأسنان) في جزيرة “سانتا روزا” مقابل سواحل كاليفورنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى