أحمد رحال يكشف سبب الخلاف بين روسيا وتركيا في إدلب.. ورسالة تركيّة تخصّ عين عيسى وطريق (M4)
قال المحلل العسكري العميد، أحمد رحال، في حوارٍ خاص مع وكالة “ستيب الإخبارية”، إنَّ: “النقاط التركية أصبحت فاقدة لأي فاعلية إيجابيّة في العمل العسكري، لذلك قامت القوات التركيّة بالانسحاب منها”.
أحمد رحال يكشف سبب انسحاب الجيش التركي من نقاطه بإدلب
وأضاف رحال خلال حديثه: “مهمة هذه النقاط، أصبحت دفاعيّة أمنيّة لعناصر فقط لا غير، ولا تستطيع أن تشارك في الأعمال القتالية أو الدوريات؛ وبذلك أصبحت عبئاً على الجيش التركي”.
وتابع: “النظام السوري خبيث، قام بدفع بعض العناصر وقد يكونون من عناصره، وألبسهم لباس داعش ونفذّ عمليتين قريبتين من القواعد التركية، وكأنه يُوصل رسالة للأتراك مفادها أن قواعدكم يمكن أن تتعرض لهجمات من قبل تنظيم داعش”، قائلاً: “والأتراك ليسوا قادرين على تحمل الخسائر أكثر داخلياً، وبالتالي ارتأت القيادة التركيّة أن هذه النقاط الثمانية الموجودة في مناطق سيطرة النظام، أصبحت غير فاعلة ويجب سحبها إلى الخلف”.
طلب روسي للأتراك حول M4
أوضح رحال أن الروس طلبوا من الأتراك نقل هذه النقاط القتالية إلى شمال الطريق الدولي (M4)، ولكن الأتراك نقلوها إلى الجنوب، مُبيناً أن “هذا الشيء أزعج الروس وبلحظة من اللحظات رأينا بعض الطائرات، نفذّت قصفاً على بُعد 500م من النقاط الجديدة”.
وبحسب رحال، فإن “القوات التركيّة تأخذ مواقع قتالية وليست نقاط مراقبة، واليوم المواقع التي انتشرت فيها النقاط التركية قريبة من خط التماس مع النظام، حيث زودتها بأسلحة حديثة وتقوم بتدريب عناصر الجيش الحر والجيش الوطني الموجودين على تكتيكات القتال ورفع سويتهم القتالية، وهذا يدلّ على أن الأتراك وكأنهم يقولون إذا ما كانت هناك حرب على المناطق المحررة أو المناطق الموجودة تحت سيطرة المعارضة السورية فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي وأن هذه المناطق لن نسمح بتجاوزها لأننا نعتبرها جزءًا من الأمن القومي التركي، بما يعني أن تركيا لا يوجد لديها شيء الآن لتنسحب منه أو لتفاوض عليه”.
رحال قال: “هناك من قال إنَّ الانتشار الجديد يأسس لعملية هجومية، ولكن بالتحليل لا أعتقد أنه يوجد عمل عسكري ممكن أن تقوم به تركيا بعيداً عن تفاهماتها مع موسكو، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى صِدام بين الجيش التركي والجيش الروسي، كما سيؤدي إلى صِدام مع حلفاء الأسد الإيرانيين خصوصاً مع الجيش التركي، وهؤلاء الثلاثة إيران وروسيا وتركيا موجودين في أستانا وهم ينسقون مع بعضهم والمفروض ألا يصطدموا، لذلك أرى أنه نوع من إبراز القوة لمنع الحرب، وتركيا تبرز قوتها لمنع الآخرين من التهور في الحرب”.
قضية M4 الشائكة
المحلل العسكري يرى أن ملف إدلب ملف معقد وشائك ويرتبط بملفات أخرى داخلية وخارجية، وبأن الروس يؤمنون بسياسة القضم البطيء والخطوات المتلاحقة وأنهم بدأوا بشرق السكة وانتقلوا إلى أرياف حماة ثمّ تخلصوا من اللطامنة ومورك وخان شيخون ثمّ ألحقوها بمعرة النعمان وسراقب، واليوم الدور على أريحا وصولاً لجسر الشغور.
وقال: “يعني أن الروس لا يريدون الدوريات المشتركة والتنسيق مع تركيا (دوريات على M4)، ويوم تهاجم من محمبل ويوم تنفجر قنبلة من منطقة نصيبين، ولا تريد أن تدخل بهذا العراك إنما تريد أن تدخل وتسيطر على الإم فور وتجعلها المنطقة الفاصلة مابين مناطق المعارضة ومناطق النظام”.
وأضاف: “أيضاً مايحدث في عين عيسى، أنا أعتبره غير منفصل جداً عن الذي يحدث في إدلب، وكأن تركيا تريد أن تقول إذا أردتم الوصول إلى الإم فور في منطقة جبل الزاوية وتسيطروا عليه مع جبل شحشبو وتوصلوا لأريحا فأنا سأقطع الإم فور بعين عيسى؛ والإم فور تمتد من العراق إلى شرق الفرات وإلى عين عيسى إلى منبج إلى الباب إلى حلب ويكمل على اللاذقية، إذن أنا قادر على أن أقطع لكم الطريق”.
وأردف القول: “كلنا نعلم أن النظام لا يملك إمكانيات ولا يملك القرار العسكري، وبالتالي بدون أوامر روسية لن يجازف بأي عمل، وخصوصاً بوجود النقاط التركية والمجزرة التي حدثت بحق الجنود الأتراك”.
مواضيع ذات صِلة : محلل عسكري يكشف مصير قاعدة التنف الأمريكية ومصير شرق الفرات عسكرياً
مُواصلاً حديثه “أعتقد أن النظام دفع الثمن غالياً، كما أعتقد أن من مصلحة النظام ألا يكرر التجربة أو يحاول المغامرة مرّةً أخرى، والروس أيضاً لن يقدموا على عمل عسكري بمعزل عن تفاهماتٍ ما مع تركيا، يعني ممكن أن يكون هناك جزء من التفاهم”.
وختم حديثه: “نستطيع أن نقول إنَّ المصلحة الروسية والتركية أكبر من إدلب، وبالتالي أكبر من أن يغض الروس الطرف عن تجاوزات النظام بالقيام بالعمليات العسكرية، وأضف إلى هذا الشيء أن النظام وحده لا يستطيع والروس بدون تفاهم مع الأتراك لن يقدموا على عمل منفرد، وبالتالي ضمن هذه التعقيدات التي نسمعها اليوم، وحول تهديدات النظام بفتح معركة، أقول فاقد القرار لا يستطيع أن يتحدث عن معركة أو شيء سيحدث، وكلمة من جنرال في قاعدة حميميم ستخرس الأسد وكل جنرالاته”.