التقارير المصورةالشأن السوري

قصة أم فارس وأسرتها مع الجوع بمخيات الشمال السوري

يتهيأ لك عند الدخول إلى مكان إقامة أبو فارس أنه مهجور ولايسكنه بشر بسبب الحالة السيئة التي تتخلل خيمته من وحل وطين وعدم وجود أي نوع من الأغطية وفرش الخيام في مخيمات الشمال السوري.

تلقتنا أم فارس إلى الطريق الذي يفصل خيمتم عن باقي المخيم في الشمال السوري وهي ترتجف من البرد لأن أغطيتهم البسيطة تبللت بالماء المتساقط عبر شقوق الخيمة الممزقة من السماء إلى الحصير المهترئة التي تغطي أجزاء من التراب في أرض الخيمة.

"ازا صلحي لقمة زر مناكل" قصة أ"ازا صلحي لقمة زر مناكل" قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوريم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري
“ازا صلحي لقمة زر مناكل” قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري

تذرف عيني أم فارس الدمع خلسة لكي لايراها أطفالها المنتشرين حول المدفأة المنطفأة والبرد ينخر أجسامهم حتى العظام، فالمدفأة بدون حطب لأنهم ينتظرون الأب الذي خرج يبحث عن أغصان الزيتون في الحقول القريبة ليبث بها شيء من الدفء لعائلته المكونة من 18 شخص.

"ازا صلحي لقمة زر مناكل" قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري
“ازا صلحي لقمة زر مناكل” قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري

بلهجتها الغابية تتحدث أم فارس عن المأساة اليومية التي تعصف بهم بقولها “والله العظيم ماعنا شي ناكلو انا وهالأطفال مبارح أكلنا لقمات خبز بمي وملح رغم ان الملح بيهري المعدة” مشيرة بيدها إلى المطبخ الذي يفتقد إلى مسماه، فلا طبخ ولاأكل ولاحتى خبز ولا أواني منزلية داخل خيمة الطبخ.

تتألف عائلة أبو فارس من ثلاث زوجات و15 طفل لا يتجاوز عمر أكبرهم ال12 سنة، إضافة إلى خيمتين الأولى مكشوفة للرياح والبرد وتفصلها عن التراب عصير ممزقة وطراحتين رقيقتين ووسادتين للنوم كأنهما حجارة من شدة قساوتهما.

"ازا صلحي لقمة زر مناكل" قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري
“ازا صلحي لقمة زر مناكل” قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري

أما الخيمة الثانية قسمتها أم فارس إلى ثلاثة أقسام فالأول حمام على التراب، حيث أن نقطة الماء التي تقع على الأرض كفيلة بجعل بشرة من يقف عليها أحمر بلون التراب المتناثر على الجسم، والقسم الثاني المطبخ وهو مؤلف من سفرة طعام صغيرة تعتليها ثلاثة صحون و5 معالق ومقلاة أصبحت سوداء لكثرة تعرضها للدخان المنبعث من الحطب عند الحصول على بعض الطعام من أحد الأقرباء.

"ازا صلحي لقمة زر مناكل" قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري
“ازا صلحي لقمة زر مناكل” قصة أم فارس وأسرته مع الجوع بمخيات الشمال السوري

عند كل صباح تذهب أم فارس مع ضرائرها إلى مكب النفايات القريب من مخيمهم لجني بعض أكياس النايلون والبلاستيك من أجل إشعال الصوبيا في الليل البارد، وعند تساقط الأمطار تتعثر الأحوال فتراهن يغطسن في أكوام النفايات من الأعلى إلى الأسفل كالسباح الذي يغطس إلى قعر الماء للحصول على الحلي.

وفي سياق الحديث مع أم فارس عن دعم المنظمات قالت أنهم لم يتلقوا أي دعم مادي أو سلة غذائية يسدون بها جوعهم أو خبز أو مواد تدفئة منذ فترة، إلا أن من وصفتهم بفاعلي الخير يأتون لهم ببعض من الطعام وربطات الخبز بين الحين والآخر مايسد به الأطفال جوع يومهم الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى