تصاريح خاصةترند - Trend

مسؤول كردي يكشف علاقة إدلب بالخلاف بين قسد والنظام السوري بالحسكة.. ومخطط روسي للإطاحة بالأولى

يمرُّ الوضع في مدينتي الحسكة والقامشلي الخاضعتين للسيطرة المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والنظام السوري بتوترٍ وتصعيدٍ واضحين بسبب المربعين الأمنيين فيهما، في وقتٍ لا تزال مناطق شرق الفرات تخشى من هجومٍ تركي محتمل للسيطرة على بلدة عين عيسى الاستراتيجية والطريق الدولي “M4”.

قسد والنظام السوري في حربٍ حقيقة 

أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً خاصاً مع الكاتب والمتحدث باسم تيار المستقبل الكوردي في سوريا، علي تمي، حول عدّة نقاط هامة تتعلق بما يجري في الحسكة وتأخر تركيا في شنّ الهجوم الذي توعدت به مؤخراً على شرق الفرات؛ وكذلك تحرك روسيا نحو ديرالزور والوحدة التي تسعى الأطراف الكُردية للوصول إليها.

يقول تمي: “يبدو أن التصعيد في الحسكة هذه المرّة حقيقي، وخاصةً أن قتيل وجرحى في صفوف قوات النظام السوري، سقطوا خلال اشتباكات يوم أمس الأحد بالمدينة”.

وأوضح أن سبب الخلاف بين الطرفين هو أن “قوات سوريا الديمقراطية (قَسَدَ) تريد طريقاً تجارياً إلى إدلب والنظام يرفض ذلك، وهذا ما دفع بالطرفين إلى قرع طبول الحرب والاستعداد للمواجهة”.

مسؤول كردي يكشف علاقة إدلب بالخلاف بين قسد والنظام السوري بالحسكة.. ومخطط روسي للإطاحة بالأولى
مسؤول كردي يكشف علاقة إدلب بالخلاف بين قسد والنظام السوري بالحسكة.. ومخطط روسي للإطاحة بالأولى

رسالة روسية إلى قسد

وفيما يتعلق بانسحاب قوات النظام من ثلاث نقاط هامة تقع على خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، أكّد السياسي الكُردي، قائلاً: “نعم انسحبت النقاط الثلاث، بالإضافة إلى أن معظم القوات الروسية انسحبت من عين عيسى وأطرافها باتجاه الحسكة”.

وتابع القول: “كان هناك اجتماع في مطار القامشلي لم نتمكن من الإطلاع على تفاصيله، بالمحصلة هي رسالة روسية لقسد مفادها إن لم تهدأ جبهة الحسكة والقامشلي، فإن مصير عين عيسى سيكون على حافة الهاوية”.

صراع متوقع بين موسكو وواشنطن شرق الفرات

ضجّت وسائل الإعلام التركيّة والكُرديّة المحلية خلال العشرة الأيّام الماضية بخبرٍ مفاده أن تركيا ستشنّ هجوماً على شرقي الفرات وتحديداً على بلدة عين عيسى، وأفادت كذلك بأنها ستشنّ هجوماً آخر على مدينة المالكية “ديريك” الحدودية، لكن لِلحظة لم يحدث شيء مما تمّ تداوله.

ردّاً على عدم شنّ أنقرة لأي هجوم على المناطق المذكورة للحين، قال المتحدث باسم تيار المستقبل: “قيادات الاتحاد الديمقراطي يمتلكون معلومات ميدانية حول احتمال الهجوم التركي، بالتالي هم مطلعين على التفاهم الروسي التركي على عين عيسى”.

وأضاف: “قَسَدَ تريد استخدام ورقة الحسكة والقامشلي للضغط على الروس لعدم تسليم عين عيسى للأتراك والتحكم بالطريق الدولي إم فور”.

وأردف: “باعتقادي أنقرة حصلت على الضوء الأخضر من موسكو لشنّ الهجوم على المناطق المذكورة، لكن تنتظر التفاهم مع إدارة بايدن، فهما حليفان استراتيجيان علاقتهما تفوق الوضع في سوريا، بالتالي مصير جميع المناطق في شرق الفرات لازال غامضاً والجميع ينتظر بوصلة سياسة الرئيس بايدن حول سوريا”.

وبحسب تمي “واشنطن تريد المحافظة على مناطق نفوذها داخل سوريا لاستخدامها كورقة المفاوضات على مستقبل سوريا، والتحشدات الأمريكية باتجاه مدينة المالكية الحدودية مع تركيا، توحي بأننا أمام صراع جديد على منطقة شرق الفرات بين موسكو وواشنطن”.

الإطاحة بقسد في الحسكة

وفيما يتعلق بعدم تدخل روسيا كما المُعتاد بين قسد وقوات النظام وإيقاف الاشتباكات بينهما بصلحٍ فوري، بيّن تمي أن “موسكو لديها تفاهمات غير مُعلنة مع أنقرة حول إدلب وعين عيسى، وما يحدث في الحسكة يخدم أجندتها بعيدة المدى، وربما تريد من ذلك مبرراً لحشد العشائر العربية للإطاحة بقسد ومشروعها في شرق الفرات”.

الوقت ليس لصالح قسد

القائد العام لقوات “قسد”، دعا أمس الأحد إلى وحدة الصف الكُردي والحوار بعد توقيفه لأسابيع، هل لذلك علاقة بالوضع الأمني؟ تعليقاً على هذا السؤال أوضح السياسي الكُردي: “قيادة قسد كلما ضاقت بها السّبُل، لجأت إلى المجلس الوطني الكُردي”.

وتابع القول: “حزب العمال الكُردستاني هو المتحكم ميدانياً بالمنطقة، وبالتالي نجاح مشروع قسد لا يخدمهم بسبب علاقتهم الوثيقة مع الأجندات الإيرانيّة في المنطقة، وأنا باعتقادي أمام قسد فرصة قصيرة المدى كي تبدأ مفاوضاتها مع المجلس الوطني الكُردي، والتجييش الإعلامي للنظام دليل أن الحرب قادمة لا محالة”.

وختم تمي حديثه، قائلاً: “الاتفاق مع المجلس الوطني الكُردي والمعارضة السورية ربما تنقذ مشروع قَسَدَ من بين مخالب النظام والروس. الوقت ليس لصالح قسد وبإمكان الرئيس، مسعود البارزاني، لعب دور كبير في هذا الاتجاه ومحاولة إيجاد تفاهم بين قسد والمعارضة السورية، وبالتالي مع الأتراك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى