الشأن السوريالتقارير المصورة

حلم أمه أن تُشربه كأساً من الحليب.. مأساة طفل معاق تعيش عائلته الفقر والحاجة

مأساة طفل معاق

لاشيء يعوض الأم عن رؤية ابنها سليم معافى من الأمراض لا سيما إذا كان الطفل عبارة عن “مأساة طفل معاق” مثل بلال الذي لايعي مايدور حوله من المآسي التي يتعرض لها والديه من نزوح وفقر وتشريد ونقص في المعيشة الذي يعتمد على عمل الأب المعيل الوحيد لأسرة حلت عليها المعاناة بسبب قلة العمل وأجور العمال القليلة.

تنظر أم بلال إلى جسم طفلها النحيل والذي بلغ الـ 15 من عمره وكلها حسرة على تراجع حالته الصحية بسبب سوء التغذية وعدم قدرتها على توفير حاجياته الخاصة من أدوية وغذاء يساعده على الاستمرار بالحياة دون انتكاسات يومية تجعلها تركض به مسرعة إلى أقرب المشافي وأرخصها ثمناً.

ورغم يأس عائلة أم بلال من تحسن حالة ابنهم إلا أن حنان الأم يساعدها على تأمين بعض الألبسة التي تشتريها بثمن قليل من أسواق البالة أو المستعمل والتي عادة ماتكون مخصصة للحرق في المدافئ، أما الطعام فهو مؤلف من وجبتين إحداها نبتة السلق المطحون والثانية وجبة بطاطا مسلوقة يسد بها بلال جوعه ليوم كامل.

لم تنحسر الدمعة طويلاً في عيني أم بلال حتى تنهمر فجأة وهي تتحدث عن رحلة النزوح التي ألمت بالعائلة ابتداءاً من مدينتهم حلفايا بريف حماة وانتهاء بمنزل بسيط بالإيجار مؤلف من غرفة واحدة وسط مدينة بنش شرق إدلب، تخللها محطات تهجير في عدة قرى بريف إدلب الجنوبي.

عيني أم بلال تنظران إلى الأرض ومخيلتها ترتفع عالياً إلى أقصى ما تتمناه وهو ملعقة عسل أو كأس من العصير أو الحليب لطفلها المعاق فالأب يعجز عن تأمينها لولده لأن عمله المتقطع لايكفي لدفع إيجار المنزل الصغير.

أما أبو بلال الذي يذهب يومياً إلى مكان تجمع العمال لعله يجد من يختاره للعمل معه ولو ليوم واحد فيرى في الـ 20 ليرة تركية التي يحصلها لقاء عمله نافذة من الحياة القاسية فيحملها مسرعاً إلى زوجته التي تنتظره طيلة اليوم وربما يجلس بعدها بدون عمل لعدة أيام.

شاهد أيضاً : عدسة ستيب نيوز ترصد أوضاع النازحين السوريين في المخيمات الحدودية مع تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى