أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى منذ عام… و”رهان خطير” تنخرط فيه شركات النفط العالمية

ارتفعت العقود الآجلة للنفط اثنين بالمئة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عام، وتخطى برنت مستوى 60 دولاراً للبرميل بدعم من تخفيضات في الإمدادات بين منتجين رئيسيين وآمال بمزيد من التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أسعار النفط.

أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى منذ عام

وصعدت عقود خام برنت القياسي العالمي 1.22 دولار، أو ما يعادل 2.1 بالمئة، لتسجل عند التسوية 60.56 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.12 دولار، أو 2 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 57.97 دولار للبرميل، كما سجل الخامان القياسيان كلاهما أعلى مستوياتهما منذ يناير 2020.

وقفز برنت والخام الأمريكي أكثر من 60 بالمئة منذ بداية نوفمبر بدعم من تفاؤل بشأن توزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا وأيضاً تخفيضات في الإنتاج من أعضاء مجموعة أوبك+.

اقرأ أيضاً: ارتفاع تاريخي بأسعار النفط العالمي عقب اتفاق “أوبك”

حزمة المساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار

ويراقب المستثمرون حزمة المساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار لتخفيف تداعيات جائحة كورونا في الولايات المتحدة والتي من المتوقع أن يتم إقرارها هذا الشهر.

وتلقى أسعار النفط دعماً أيضاً من تضاؤل الآمال في عودة صادرات النفط الإيرانية إلى السوق قريبا بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن إيران لمجرد أن تعيدها إلى طاولة التفاوض.

اقرأ أيضاً: لأول مرة بالتاريخ.. بورصة وول ستريت الأمريكية تُداول الماء إلى جانب الذهب والنفط

شركات نفط مهددة بإهدار 400 مليار دولار

من جهةٍ أخرى، قالت منظمة غير حكومية، اليوم الثلاثاء، إن شركات النفط الوطنية في العالم مهددة بإهدار 400 مليار دولار على مشروعات للنفط والغاز باهظة التكلفة على مدى السنوات العشر المقبلة.

وفي تقرير جديد بعنوان “رهان خطر”، قدر معهد إدارة الموارد الطبيعية أن شركات النفط الوطنية ستستثمر 1.9 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، فيما سيحقق نحو خمس هذه الاستثمارات فقط تعادلا بين الإيرادات والمصروفات، إذا ظل سعر النفط أقل من 40 دولارا للبرميل.

وخفضت شركات النفط الكبرى، مثل “بي بي” و”توتال” و”رويال داتش شل”، تقديراتها لأسعار النفط على المدى الطويل بشكل تدريجي، وهي حاليا في نطاق من 50 دولارا إلى 60 دولارا للبرميل. لكن بعض المحللين يتوقعون مستويات أقل من ذلك اعتمادا على وتيرة تحول الطاقة.

ويقول التقرير إن الأموال التي ستستثمر في المزيد من المشروعات النفطية الزاخرة بالتحديات ربما من الأفضل إنفاقها على الرعاية الصحية والتعليم أو تنويع الاقتصاد لتقليص عدم المساواة. تقع الكثير من تلك الشركات الوطنية في بلدان يعيش فيها 280 مليون شخص تحت خط الفقر.

وذكر التقرير أن المنتجين في الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية، سيكونون أقل تأثرا لأن مستويات التعادل لديها أقل بكثير، في حين ستواجه دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، التي ترتفع فيها تكلفة إنتاج النفط، مخاطر أكبر.